خطبة صلاة الاستسقاء
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، سبحانك اللهم ربي لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، اللهم يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، وأشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيرا ونذيرا، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، وأحثكم على ذكره.
أما بعد فيا عباد الله، يقول الله تعالى في كتابه الكريم:”ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون، فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا، ولكن قست قلوبهم”، ويقول عز وجل:” وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير”، ويقول سبحانه:”ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم”.
أيها الإخوة الكرام، هذه آيات قرآنية قد تبدو مرة وصادمة، حيث ابتدأ الموسم الفلاحي الجديد موسوما بشح وقلة في الأمطار يصاحبه برد قارص يهز الأبدان، ولكن كونوا متأكدين أيها الإخوة والأخوات بأن الانتباه لأمثال هذه الآيات القرآنية ومدارستها في هذه الظرفية التي نمر بها أفضل ألف مرة من أن نعيش على الوهم المريح.
ابتدأنا الموسم الفلاحي الجديد وكلنا أمل في الله عز وجل أن يغدق علينا من أمطاره وخيراته، وكنا طوال هذه المدة نسقى حينا بعد حين وينحبس القطر، وصاحبنا طول هذه الفترة برد شديد قارص متواصل، وغمام أسود متراكم، جعلنا أحيانا نكاد نتأكد من نزول المطر، وماهي إلا دقائق حتى ينجلي كل ذلك فنفاجأ بالشمس المحرقة، وكأننا في فصل الصيف، يحدث كل هذا على الرغم من أن ثلة من المؤمنين الصادقين ومنذ بدء إرهاصات العام الفلاحي الجديد وهم يتضرعون إلى الله خاشعين أن ينزل الأمطار، فاستمر الحال على ماهو عليه، أفلا تدعونا هذه الحالة أن نتساءل عن أسباب انحباس المطر عنا؟ ألا تدعونا هذه الحالة إلى القلق والشك والتساؤل عن أسباب عدم استجابة الله لنا؟.
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
أيها الإخوة الكرام، في عهد موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام حدث قحط وجفاف شديد، فكاد الناس أن يموتوا والبهائم أيضا أوشكت أن تموت من قلة المطر، فجاء الناس إلى سيدنا موسى وطلبوا منه أن يدعو الله لهم ويستسق لهم أن ينزل المطر، ويومها بنو إسرائيل سبعون ألفا، فجمعهم سيدنا موسى على صعيد واحد، وظل يدعو ويدعو ويلح على الله، وهم يؤمنون، والمطر لا ينزل، فقال موسى عليه السلام: يا رب لم لا ينزل المطر ونحن ندعوك ونتذلل إليك؟، فقال الله تعالى: “يا موسى بينكم رجل يعصيني منذ أربعين سنة، فبشؤم معصيته منعتم المطر من السماء”، فقال موسى: ماذا نفعل؟، قال: يا موسى أخرجوه من بينكم فإنه إن خرج من بينكم هذا العاصي نزل المطر، فوقف موسى في بني إسرائيل يقول لهم: استحلفكم بالله أقسمت عليكم، بيننا رجل يعصي الله أربعين سنة فليخرج من بيننا، فلن ينزل المطر حتى يخرج، وكان هذا الرجل وسطهم، وظل يلتفت يمينا ويسارا لعل أحدا آخر يخرج فلم يخرج أحد، فعرف أنه هو المقصود، فقال: يا رب أعصيك منذ أربعين سنة وأنت تسترني، يا رب أنا اليوم إن خرجت فضحت، وإن بقيت هلكنا ولم ينزل المطر، يا رب أنا اليوم أتوب إليك وأندم وأعود إليك فتب علي، واسترني فنزل المطر، فقال موسى: يا رب نزل المطر ولم يخرج أحد، فقال الله: يا موسى نزل المطر بتوبة عبدي الذي عصاني منذ أربعين سنة، فقال موسى: دلني عليه لأفرح به، فقال الله: يا موسى عصاني أربعين سنة وأستره، أيوم يعود إلي أفضحه،
وروى الإمام البزار مرفوعا: “ولولا أطفال رضع وعباد ركع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا”، وروي الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن سليمان عليه السلام خرج يستسقي فرأى نملة مستلقية، وهي تقول:
“اللهم إنا خلق من خلقك، ليس بنا غنى عن رزقك، فقال سليمان: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم”.
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
أيها الإخوة الكرام إن انحباس المطر عنا مشكلة، والمشكلة الأطم والأكبر منها هي عدم عودتنا ورجوعنا إلى الله سبحانه وتعالى أن يرفع مقته وغضبه عنا مستمرين في البعد والغفلة عنه، فالذي يعيش حالة كحالتنا في هذه الأيام ينبغي أن يؤكد توبته ورجوعه إلى الله، ويصدق في استغفاره إليه من الذنوب والمعاصي، ويظهر ذله وافتقاره وتواضعه لله، ويكثر من الصدقة والصيام، والتقرب إلى الله تعالى بشتى أنواع الخير كالإحسان إلى الفقراء وإطعامهم، والخروج من المظالم وأداء الحقوق، وترك الشحناء والعداوة والبغضاء في علاقته مع الناس، فلتبديل حال العسر بحال اليسر وتبديل حال الجفاف بحال المطر علينا الإكثار من الاستغفار، قال عز وجل: “واستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا”، وعلى كل واحد منا أن يحاسب نفسه المحاسبة الصادقة وتجديد البيعة لله للسير على طريقه وصراطه، ولكن الواقع يؤكد أن التائهين عاكفون على تيههم والغافلون مستغرقون في غفلتهم، والمنصرفون إلى اللهو الباطل والمحرمات منصرفون إلى لهوهم ومحرماتهم، والمنغمسون في الفساد والإفساد لا يزالون يتقلبون في شؤونهم، والذين يستمرئون الظلم ما زالوا يستمرئونه أشكالا وألوانا.
أيها الإخوة الكرام، إن هذا الواقع وبهذه الحالة التي وصفت لوحده مذكر وأي مذكر وواعظ وأي واعظ فأين هم الذين يتذكرون؟ هذا الواقع ينادينا جميعا أن ارجعوا إلى ربكم بتوبة صادقة أن اصطلحوا معه، فإنكم إن فعلتم ذلك أبدل الله سبحانه وتعالى البأس خيرا والمصيبة نعمة والعسر يسرا، ولكننا نلتفت يمينا وشمالا فلا نرى ولا نجد من يصغي إلى رسائل الله الهابطة إلينا من سمائه في هذه الأيام، وما يعلم جنود ربك إلا هو، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين.
الخطبة الثانية
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
الحمد لله ثم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،
أما بعد فيا عباد الله، يقول الله تعالى: “ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض” وقال عز وجل: “ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم”، ويقول سبحانه: “وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله”.
أيها الإخوة الكرام، جدير بنا ونحن نتكلم على هذا الواقع ونحن ننتظر أن يجود الله علينا بالمطر، أن نعرف الأسباب التي إن تلبسنا بها انحبس المطر لنعمل على تجنبها.
أول تلك الأسباب ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن ماجه والبيهقي عن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن”… فذكر منها: “ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة”، فذكر هنا التطفيف في المكيال وأنه سبب للضيق الاقتصادي، وثاني الأسباب منع الزكاة، وهو سبب رئيسي لانحباس الغيث من السماء، فقد ورد في الحديث السابق ذكره أنه صلى الله عليه وسلم قال: “ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا”.
وهناك سبب آخر توقف عنده الكثير من العلماء عندما قرروا قاعدة فقالوا: وكلما رخص لحم النساء غلا لحم الضأن، وكلما قل ماء الحياء في الوجوه قل ماء السماء، وعكسها: أما إذا غلا لحم النساء رخص لحم الضأن، وإذا كثر ماء الحياء في الوجوه كثر ماء السماء.
وهناك سبب أخير وهو كفران النعمة، يقول سبحانه وتعالى: “وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون”.
أيها الإخوة الكرام، إني داع فأمنوا، فإن الله يحب الملحين في الدعاء، واستشفعوا إلى الله سرا بخالص أعمالكم.
اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا مريعا غدقا مجللا سحا طبقا دائما.
اللهم اسقنا مطرا منقذا من الشدة بإروائه طيبا لا ينغصه شيء محمر العاقبة ذا ريع ونماء كثير الماء والخير يجلل الأرض ويعمها مطبقا على الأرض ومستوعبا لها إلى أن تنتهي حاجتنا منه.
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم اسق عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت.
اللهم إن بالعباد والبلاد والخلق من اللأواء والجهد والضنك ما نشكو إلا إليك.
اللهم أنبت لنا الزرع وإدر لنا الضرع واسقنا من بركات السماء وانبت لنا من بركات الأرض اللهم ارفع عنا الجهد والأزمة، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك.
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا .
اللهم إنك أمرتنا بدعائك ووعدتنا إجابتك، وقد دعوناك كما أمرتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا، إنك لا تخلف الميعاد.
الحمد لله رب العالمين مالك يوم الدين لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت علينا قوة وبلاغا إلى حين.
اللهم سقيا رحمة ولا سقيا عذاب ولا محق ولا بلاء، ولا هدم ولا غرق.
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، سبحانك اللهم ربي لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، اللهم يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، وأشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيرا ونذيرا، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى، وأحثكم على ذكره.
أما بعد فيا عباد الله، يقول الله تعالى في كتابه الكريم:”ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون، فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا، ولكن قست قلوبهم“، ويقول عز وجل:” وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير“، ويقول سبحانه:”ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم“.
أيها الإخوة الكرام، هذه آيات قرآنية قد تبدو مرة وصادمة، حيث ابتدأ الموسم الفلاحي الجديد موسوما بشح وقلة في الأمطار يصاحبه برد قارص يهز الأبدان، ولكن كونوا متأكدين أيها الإخوة والأخوات بأن الانتباه لأمثال هذه الآيات القرآنية ومدارستها في هذه الظرفية التي نمر بها أفضل ألف مرة من أن نعيش على الوهم المريح.
ابتدأنا الموسم الفلاحي الجديد وكلنا أمل في الله عز وجل أن يغدق علينا من أمطاره وخيراته، وكنا طوال هذه المدة نسقى حينا بعد حين وينحبس القطر، وصاحبنا طول هذه الفترة برد شديد قارص متواصل، وغمام أسود متراكم، جعلنا أحيانا نكاد نتأكد من نزول المطر، وماهي إلا دقائق حتى ينجلي كل ذلك فنفاجأ بالشمس المحرقة، وكأننا في فصل الصيف، يحدث كل هذا على الرغم من أن ثلة من المؤمنين الصادقين ومنذ بدء إرهاصات العام الفلاحي الجديد وهم يتضرعون إلى الله خاشعين أن ينزل الأمطار، فاستمر الحال على ماهو عليه، أفلا تدعونا هذه الحالة أن نتساءل عن أسباب انحباس المطر عنا؟ ألا تدعونا هذه الحالة إلى القلق والشك والتساؤل عن أسباب عدم استجابة الله لنا؟.
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
أيها الإخوة الكرام، في عهد موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام حدث قحط وجفاف شديد، فكاد الناس أن يموتوا والبهائم أيضا أوشكت أن تموت من قلة المطر، فجاء الناس إلى سيدنا موسى وطلبوا منه أن يدعو الله لهم ويستسق لهم أن ينزل المطر، ويومها بنو إسرائيل سبعون ألفا، فجمعهم سيدنا موسى على صعيد واحد، وظل يدعو ويدعو ويلح على الله، وهم يؤمنون، والمطر لا ينزل، فقال موسى عليه السلام: يا رب لم لا ينزل المطر ونحن ندعوك ونتذلل إليك؟، فقال الله تعالى: “يا موسى بينكم رجل يعصيني منذ أربعين سنة، فبشؤم معصيته منعتم المطر من السماء“، فقال موسى: ماذا نفعل؟، قال: يا موسى أخرجوه من بينكم فإنه إن خرج من بينكم هذا العاصي نزل المطر، فوقف موسى في بني إسرائيل يقول لهم: استحلفكم بالله أقسمت عليكم، بيننا رجل يعصي الله أربعين سنة فليخرج من بيننا، فلن ينزل المطر حتى يخرج، وكان هذا الرجل وسطهم، وظل يلتفت يمينا ويسارا لعل أحدا آخر يخرج فلم يخرج أحد، فعرف أنه هو المقصود، فقال: يا رب أعصيك منذ أربعين سنة وأنت تسترني، يا رب أنا اليوم إن خرجت فضحت، وإن بقيت هلكنا ولم ينزل المطر، يا رب أنا اليوم أتوب إليك وأندم وأعود إليك فتب علي، واسترني فنزل المطر، فقال موسى: يا رب نزل المطر ولم يخرج أحد، فقال الله: يا موسى نزل المطر بتوبة عبدي الذي عصاني منذ أربعين سنة، فقال موسى: دلني عليه لأفرح به، فقال الله: يا موسى عصاني أربعين سنة وأستره، أيوم يعود إلي أفضحه،
وروى الإمام البزار مرفوعا: “ولولا أطفال رضع وعباد ركع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا“، وروي الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن سليمان عليه السلام خرج يستسقي فرأى نملة مستلقية، وهي تقول:
“اللهم إنا خلق من خلقك، ليس بنا غنى عن رزقك، فقال سليمان: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم“.
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
أيها الإخوة الكرام إن انحباس المطر عنا مشكلة، والمشكلة الأطم والأكبر منها هي عدم عودتنا ورجوعنا إلى الله سبحانه وتعالى أن يرفع مقته وغضبه عنا مستمرين في البعد والغفلة عنه، فالذي يعيش حالة كحالتنا في هذه الأيام ينبغي أن يؤكد توبته ورجوعه إلى الله، ويصدق في استغفاره إليه من الذنوب والمعاصي، ويظهر ذله وافتقاره وتواضعه لله، ويكثر من الصدقة والصيام، والتقرب إلى الله تعالى بشتى أنواع الخير كالإحسان إلى الفقراء وإطعامهم، والخروج من المظالم وأداء الحقوق، وترك الشحناء والعداوة والبغضاء في علاقته مع الناس، فلتبديل حال العسر بحال اليسر وتبديل حال الجفاف بحال المطر علينا الإكثار من الاستغفار، قال عز وجل: “واستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا“، وعلى كل واحد منا أن يحاسب نفسه المحاسبة الصادقة وتجديد البيعة لله للسير على طريقه وصراطه، ولكن الواقع يؤكد أن التائهين عاكفون على تيههم والغافلون مستغرقون في غفلتهم، والمنصرفون إلى اللهو الباطل والمحرمات منصرفون إلى لهوهم ومحرماتهم، والمنغمسون في الفساد والإفساد لا يزالون يتقلبون في شؤونهم، والذين يستمرئون الظلم ما زالوا يستمرئونه أشكالا وألوانا.
أيها الإخوة الكرام، إن هذا الواقع وبهذه الحالة التي وصفت لوحده مذكر وأي مذكر وواعظ وأي واعظ فأين هم الذين يتذكرون؟ هذا الواقع ينادينا جميعا أن ارجعوا إلى ربكم بتوبة صادقة أن اصطلحوا معه، فإنكم إن فعلتم ذلك أبدل الله سبحانه وتعالى البأس خيرا والمصيبة نعمة والعسر يسرا، ولكننا نلتفت يمينا وشمالا فلا نرى ولا نجد من يصغي إلى رسائل الله الهابطة إلينا من سمائه في هذه الأيام، وما يعلم جنود ربك إلا هو، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين.
الخطبة الثانية:
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
الحمد لله ثم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،
أما بعد فيا عباد الله، يقول الله تعالى: “ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض” وقال عز وجل: “ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم“، ويقول سبحانه: “وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله“.
أيها الإخوة الكرام، جدير بنا ونحن نتكلم على هذا الواقع ونحن ننتظر أن يجود الله علينا بالمطر، أن نعرف الأسباب التي إن تلبسنا بها انحبس المطر لنعمل على تجنبها.
أول تلك الأسباب ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن ماجه والبيهقي عن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن“… فذكر منها: “ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة“، فذكر هنا التطفيف في المكيال وأنه سبب للضيق الاقتصادي، وثاني الأسباب منع الزكاة، وهو سبب رئيسي لانحباس الغيث من السماء، فقد ورد في الحديث السابق ذكره أنه صلى الله عليه وسلم قال: “ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا“.
وهناك سبب آخر توقف عنده الكثير من العلماء عندما قرروا قاعدة فقالوا: وكلما رخص لحم النساء غلا لحم الضأن، وكلما قل ماء الحياء في الوجوه قل ماء السماء، وعكسها: أما إذا غلا لحم النساء رخص لحم الضأن، وإذا كثر ماء الحياء في الوجوه كثر ماء السماء.
وهناك سبب أخير وهو كفران النعمة، يقول سبحانه وتعالى:” وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون“.
أيها الإخوة الكرام، إني داع فأمنوا، فإن الله يحب الملحين في الدعاء، واستشفعوا إلى الله سرا بخالص أعمالكم.
اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا مريعا غدقا مجللا سحا طبقا دائما.
اللهم اسقنا مطرا منقذا من الشدة بإروائه طيبا لا ينغصه شيء محمر العاقبة ذا ريع ونماء كثير الماء والخير يجلل الأرض ويعمها مطبقا على الأرض ومستوعبا لها إلى أن تنتهي حاجتنا منه.
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم اسق عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت.
اللهم إن بالعباد والبلاد والخلق من اللأواء والجهد والضنك ما نشكو إلا إليك.
اللهم أنبت لنا الزرع وإدر لنا الضرع واسقنا من بركات السماء وانبت لنا من بركات الأرض اللهم ارفع عنا الجهد والأزمة، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك.
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا .
اللهم إنك أمرتنا بدعائك ووعدتنا إجابتك، وقد دعوناك كما أمرتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا، إنك لا تخلف الميعاد.
الحمد لله رب العالمين مالك يوم الدين لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت علينا قوة وبلاغا إلى حين.
اللهم سقيا رحمة ولا سقيا عذاب ولا محق ولا بلاء، ولا هدم ولا غرق.