ثورة الملك والشعب وعيد الشباب دروس وعبر
الخطبة الثانية:
الحمد لله ثم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد فيا عباد الله، إن الله سبحانه وتعالى، قدر في سابق علمه أن تجتمع لنا هذه الأيام العشر المباركة بالاحتفال بأعياد وطنية جليلة، تحتل مكانة عظيمة في قلوب المغاربة، أما الأولى فهي ذكرى ثورة الملك والشعب، حيث خلد المغاربة أروع صور الوطنية الحقة، وبذلوا أغلى التضحيات في سبيل عزة الوطن وكرامته والدفاع عن مقدساته، ذكرى نتذكر من خلالها صفحات التاريخ وجهاد الآباء والأجداد وملاحمهم البطولية، وأما الثانية فهي ذكرى عيد الشباب المجيد، ذكرى نحتفل من خلالها بذكرى ميلاد أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، هذه الذكرى الغالية التي عممت لنحتفل بالشباب عموما.
أيها الإخوة الكرام، إن في الاحتفال بالمناسبات الوطنية والتعبير عن الفرح بها أمورا هامة جدا ومزايا ومقاصد عديدة لا ينبغي أن نستهين بها، أهمها شد المواطن إلى الارتباط بوطنه، وتذكيره بالوفاء الدائم لثوابت بلده ومقدساته، والتضحية في سبيل وحدته واستقراره، وتمتين الوحدة بين أفراده، ونبذ الفرقة والتشرذم بينهم، وحمايتهم من التأثر بالأفكار الدخيلة للأعداء، والفتن التي يثيرونها بين الفينة والأخرى لتخريب البلدان الإسلامية.
هذا واعلموا أن الله عز وجل امتن على بلدنا عبر تاريخه العريق، بنعمة الوحدة والتلاحم، في كل الظروف والأحوال، فكان هذا العهد بين أمراء المؤمنين في هذا الوطن وأبنائه، بمثابة الحصن المنيع، الذي يحمي بلدنا من مناورات الأعداء، ومن مختلف التهديدات، ومكنه من تجاوز الصعاب، ومن تحقيق العديد من المكاسب والمنجزات، التي نعتز بها، في ظل الوحدة والأمن والاستقرار، فالمغرب هو وطن الجميع، وهو بيتنا المشترك، ويجب على الجميع أن يحافظ عليه، ويسهم في تنميته وتقدمه، وهذه هي الثورة الحقيقية التي ينبغي أن تستمر سلمية بخطى متئدة متجنبين الفتنة وأسبابها، إلى جنب أمير المؤمنين لتحقيق الآمال وبلوغ الأهداف في جميع الميادين وعلى جميع الأصعدة، أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لذلك، وأن يتم علينا نعمه ظاهرة وباطنة وأن يعرفنا إياها بدوامها علينا آمين والحمد لله رب العالمين.