ثورة الملك والشعب وعيد الشباب
د/عبد الهادي السبيوي
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، سبحانك اللهم ربي لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، اللهم يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيرا ونذيرا، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى وأحثكم على ذكره.
أما بعد، عباد الله، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وكان حقا علينا نصر المؤمنين)، ويقول أيضا: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم).
أيها الإخوة الكرام، لقد ثبت في التاريخ القديم والحديث أن لكل أمة ذكريات وأحداث تمجدها وتقدسها، والأصل في إحياء الذكريات والاحتفال بها هو أن تكون مصدرا للعظة والعبرة ونبراسا للاقتداء والاهتداء، والذكريات سبب من أسباب ربط الأمم بماضيها وتذكيرها بأمجادها حتى لا تضل الطريق ولا ترجع إلى الوراء، قال الله تعالى: (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)، وقال أيضا في سورة إبراهيم: (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله، إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور)، قال بعض العلماء في تفسير قوله تعالى: (وذكرهم بأيام الله) ينبغي تذكير الناس بالأحداث التي عرفتها بلادهم ونعمه عليهم فيها، لأن ذلك أقرب وأبلغ في الاتعاظ.
أحبتي في الله
كما أشرنا سابقا فإن حب الوطن من الأمور الفطرية التي جبل الإنسان عليها، فليس غريبا أبدا أن يحب الإنسان وطنه الذي نشأ على أرضه وشب على ثراه وترعرع بين جنباته، كما أنه ليس غريبا أن يشعر الإنسان بالحنين الصادق لوطنه عندما يغادره إلى مكان آخر، فما ذلك إلا دليل على قوة الارتباط وصدق الانتماء، وحتى يتحقق حب الوطن عند المسلم لابد من تحقق صدق الانتماء إلى الدين أولا، ثم الوطن ثانيا، إذ إن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تحت الإنسان على حب الوطن، ولعل خير دليل على ذلك ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف يخاطب مكة المكرمة مودعا لها، وهي وطنه الذي أخرج منه، وذلك فيما جاء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: “ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك. “.
أحبتي في الله
إن الحديث عن حب الوطن لا يمكن إن يمر دون أن نتحدث عن ذكرى غالية على كل مغربي ومغربية ، إنها ذكرى «ثورة الملك والشعب»،؟ والحديث عن هذه الذكرى هو حديث عن ماضي وحاضر ومستقبل أمة، عاشت بكل ما تملك من ضرورات أوصى الشارع الحكيم بحفظها والدفاع عنها، من دين وعرض ومال ونفس.
فلولا الثورة لحدثت ثلمة في دين وعقيدة المغاربة قد لا تلتئم بسرعة، ولكن إسهام الملوك العلويين بمعية العلماء والفقهاء وطلبة القرآن الكريم في إذكاء شرارتها واحتضانها أثمر حفظ الدين.
ولولا الثورة لخربت عقول أبناء الشعب المغربي تخريبا قد تعوزهم السنوات لعلاجه، ولكن يقظة العرش والشعب وإدراكهم لهذا الخطر، وما يمكن أن يتعرضوا له وسيتعرضون له، جعلهم يضربون الأخماس في الأسداس ويشغلون فكرهم وتفكيرهم في قضية بلدهم وما تحتاجه من جهد فكري وعمل مضني من التخطيط أوصلهم لجني ثمار الثورة وتحقيق العلاج المطلوب..
ولولا الثورة لانتهكت أعراض المغاربة، ولتعرض شرفهم للتحطيم والمس والرمي والقذف، ولكن وقوف المغاربة بمعية ملوكهم واتحاد كلمتهم وفهمهم للخطر المحدق بهم أوقف الانتهاك وحفظ للأمة المغربية شرفها وعزتها وكرامتها.
ولولا الثورة لاستنزفت خيرات البلاد وضاعت أمواله وثرواته، ولكن بتضحية الثوريين بأموالهم لإنجاح الثورة ووقوفهم يدا واحدة وجنبا واحدا وراء ملوكهم حفظ للمغرب خيراته وأمواله ، ولولا الثورة لقتل المغاربة تقتيلا، إن لم يكن القتل المادي فالمعنوي، ولكن بالتضحية بالنفس والنفيس، وبالتضحية بالقليل وهبت الحياة للأكثرين.
هذه هي الثورة المباركة التي عاشها المغاربة ملكا وشعبا، ولا بد من الحفاظ على هذه المعية التي فهم عمقها جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني بقوله في إحدى خطبه:«إن ثورة الملك والشعب لم تكن ثورة الملك وحده، ولم تكن ثورة الشعب وحده، بل كانت ثورتهما معا».
نعم، هكذا تعامل المغاربة مع ذكرى الثورة، لكن ما هو موقعها في زمننا، وقد مر على وقوعها أكثر من نصف قرن من الزمن؟ وما هو أثرها؟.
أسئلة ما أحوج أبناء نا أن يستكشفوا معانيها، ويستوعبوا الجواب عنها، ويعتمدون على فهمه في بناء مستقبلهم وتصحيح أفكارهم .
نعم، أحبتي في الله لقد كان يوم 20 غشت 1953م، يوما مشهودا في تاريخ الأمة المغربية، مشهودا بما تعنيه هذه الكلمة، ففيه جددت البيعة للملك المغفور له محمد الخامس، وفيه جدد ارتباط تاريخ المغرب الحديث بتاريخ الماضي من تشبث الملك بشعبه وتشبث الشعب بملكه، وفيه عرفت الانطلاقة الأولى للمغرب الجديد، انطلاق الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب ضد الاستعمار في القارة الإفريقية والدول المستضعفة.
ولم تكد تمر ثلاث سنوات على هذه الذكرى حتى أعلن جلالة المغفور له محمد الخامس يومها عيدا للمقاومة بقوله في إحدى خطبه:«نحن نستقبل هذه الذكرى التي أطلقنا عليها اسم ثورة الملك والشعب والتي تقرر إحياؤها كل سنة، مستبشرين فرحين».نعم، إنه يوم عيد حقا، لهذا تعامل الملوك العلويون الثلاثة معه تعاملا خاصا يليق به وبذكراه.
فهذا جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله يصرح ـ في خطبته الشهيرة التي ألقاها بمناسبة 20 غشت 1958م ـ بكلمة جامعة مانعة بين فيها ما كان وما يجب أن يكون بقوله:«فواجب علينا أن نستديم نعمة الحرية والاستقلال بأخلاق كريمة، وأعمال عظيمة لا تتعرض معها للزوال».نعم، إنما ينتظر المغاربة هو جهاد أكبر، وليس جهاد الكسالى وجهاد الضعفاء والخاملين، بل جهاد المصرين، وجهاد أولي الحزم والعزم.
وهو ما فهمه الابن البار، جلالة الملك المرحوم الحسن الثاني عند حديثه عن هذا العيد وعن مصطلح الثورة حيث قال:«نحن نحتفل بثورة الملك والشعب، والثورة كما هو معروف لغة وبسيكولوجيا وتاريخيا هي انتفاضة ما، في وقت ما، لسبب ما».
وزاد المصطلح بيانا حينما قال:«حينما نستعمل لفظ الثورة نستعمله بمعنى الانتفاضة، نستعمله بمعنى الجهاد، لا نستعمله بمعنى الفوضى، ولا نستعمله لتغيير ما هو ثابت أو تقليص ما تم ظله وأفاض على الناس خيراته وحسناته. فثورة الملك والشعب في الحقيقة هي الانتفاضة لا الفوضى “وحتى لا يحصل الخلط بين المصطلحات وخاصة بين لفظتي الانتفاضة والثورة، انتقل إلى بيان الفرق الدقيق بينهما فقال:«فربما يتسرب إلى الذهن أن الثورة والانتفاضة
شيئان مترادفان فأقول لا، الانتفاضة محدودة في الزمان والمكان، والثورة لا حد لها ولا ساحل حيث إنها عمل يومي مستمر». بل «هي ثورة ناهضة».وهذا ما يعني أن عملية الثورة لم تنته ولما تنته، فهي غير محدودة بزمن ولا مكان ولا أشخاص.
نعم يمكن أن تؤسس في زمن وتنطلق من مكان، ويقوم بها أشخاص، ولكنها ثورة مستمرة، إذ الأشخاص الذين يخلقون الثورة يخلقون أيضا خلالها من يحمل شرارتها وينشرها في كل موطئ قدم وليعيش أفكارها كل الناس في كل زمان ومكان.
وهو ما أكده جلالة الملك المرحوم الحسن الثاني في إحدى خطبه بالمناسبة حيث قال:«المهم ليس الاحتفال بالذكرى، ولكن المهم هو أن نخلق فيمن سيخلفنا من الأجيال نفس الأخلاق، وأن نأخذ على عاتقنا أن نكون مدرسة وأساتذة لأبنائنا…» نعم، إنها «ثورة ذات استمرارية وبالتالي ذات مردودية».
وهذا ما وقع في هذا البلد الأمين، فالثورة التي اشتعلت في لحظة وفي مكان وعلى يد أشخاص، سرعان ما حمل لواءها ومشعلها المغاربة طيلة هذا القرن، منذ الشرارة الأولى لها إلى الآن وهي مستمرة إن شاء الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وشباب اليوم، وهم يشكلون نخبة الأمة وقوتها، وأكثر أفرادها، يحبون الثورة ويعشقون منطلقاتها وأهدافها، وخصوصا وأن حامل لوائها اليوم ملك شاب، يستحق بحق لقب الملك الثوري.
ـ ثوري على الفقر بقوله:«وسنولي عنايتنا كذلك مشكلة الفقر الذي يعانيه بعض أفراد شعبها، وسنعمل بمعونة الله وتوفيقه على التخفيف من حدته وثقله». وكأنه يستحضر الحديث النبوي الشريف:(أبغوني في الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم)..
وما إنشاء «مؤسسة محمد الخامس للتضامن» وتفعيل عملها ودورها، إلا خير دليل على مطابقة الأقوال للأفعال مما أثلج صدور كل المغاربة، خصوصا وأن العاهل الشاب قد تعهد بالعمل الدؤوب من أجل أن تسير هذه المؤسسة كما أريد لها قبل التأسيس حيث قال: «عاهدنا أنفسنا على تفعيل دورها وإحاطتها وكامل الرعاية والدعم».
ـ ثوري من أجل الشفافية والوضوح، بقوله: «وإننا نحمد الله على أن سياستنا الداخلية بارزة المعالم، واضحة السمات وإن المطلوب هو ترسيخها ودعمها، لذا فنحن متشبثون أعظم ما يكون التشبث بنظام الملكية الدستورية والتعددية الحزبية، والليبرالية الاقتصادية وسياسة الجهوية اللامركزية، وإقامة دولة الحق والقانون، وصيانة حقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية وصون الأمن وترسيخ الاستقرار للمجتمع».
ـ ثوري من أجل مصالح المغاربة بالداخل والخارج، بقوله: «ومن الأمور التي سنوجه لها اهتمامنا الخاص قضاياجاليتنا القاطنة بالخارج، والتفكير الجدي في تذليل الصعاب التي تعترض طريقها، والعمل على حل مشاكلها وتمتين عرى انتمائها للوطن الأم».
ـ ثوري ضد كل من يسعى لتمزيق وحدة الأمة المغربية وأراضيها، بقوله.«ونجدد التزامنا بإكمال وحدتنا الترابية التي تشكل فيها قضية أقاليمنا الصحراوية القضية الوطنية المركزية».
ـ ثوري من أجل القضاء على الظلم وتكريس المساواة بين المغاربة أمام القانون بقوله:«وتكريسا لمساواة المغاربة أمام القانون فقد سهرنا على وضع مشروع القانون التنظيمي للمحكمة العليا وإعداد مشروع قانون خاص بتفعيل مسطرة رفع الحصانة البرلمانية فضلا عن تسريع إصلاح القضاء…»
أليس هذا ما كان هدف الثورة في بدايتها، ألم تكن ثورة ضد ظلم المستعمرين ومن يقف بجانبهم من خونة ومعتدين؟. وما زالت مستمرة إلى حد الآن بالعمل على تحرير الأرض من أطماع المستعمرين والدفاع عن حوزة التراب والعمل على توحيده والقضاء على دعوات التفرقة فيه.
ألم تكن ثورة على من يعتدي على مصالح الأمة المغربية؟ بقول المغفور له محمد الخامس:«فحطمت سيطرة الأجنبي». وهي كذلك الآن ثورة ضد كل الخارجين عن القانون، والمستغلين لعرق أبناء الشعب الأمين، وذلك بإصلاح القضاء ومحاسبة المسؤولين وجعل كل فرد في الأمة مسؤولا ومحاسبا .
ألم تكن ثورة ضد الاستعباد والقهر الذي كان يمارسه المستعمر، وهي كذلك اليوم وإن تغير الأشخاص، وتغيرت أشكال الاستعباد والقهر.
نعم أحبتي في الله ، إنها الاستمرارية وإنه الصمود، وإنه التحدي، الذي عبر عنه الملك الراحل محمد الخامس بالجهاد الأكبر، وتبنى هذا المفهوم الابن والحفيد، ليعمل الجميع على تحقيقه فوق الأرض وبين الناس تحقيقا يرقى بالأمة إلى أن تحيا دنياها بالمفهوم الذي خلقت من أجله، وتعيش لآخرتها بالمفهوم الذي ارتضاه الخالق للمؤمنين به. فاللهم احفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، آمين، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله ثم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد عباد الله،
لعله من يمن الطالع أن يتزامن احتفال المغاربة بذكرى ثورة الملك والشعب، احتفالهم بذكرى ميلاد هذا القائد الملهم، وأمل شبابهم وصانع مسيرات البناء والنهضة والنماء (جلالة الملك محمد السادس نصره الله)، ولن أكون مغاليا إذا قلت أن ملك المغرب قبل توليه مسؤولية رعاياه المغاربة، وأمانة القيام بحقوقهم والسهر على أمنهم وسعادتهم كان يعيش هذا الهم ويؤرقه وهو ولي للعهد، ولم يزده الملك إلا إصرارا على تنفيذ ما كان يحس به ويؤرقه. وهذا ما تجلى في كل كلمة نبست بها شفتاه، أو خطوة خطاها بقدميه، أو إشارة أشارها بيديه، أو نظرة نظرها بعينيه.
كيف لا وهو أمير المؤمنين وحامي وطنهم والدين، والمتمسك والممتثل لقول جده محمد بن عبد الله الصادق الأمين في قوله:«ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته».
اجل عباد الله
إن عيد الشباب السعيد الذي نحتفل فيه بميلاد مفخرة الدولة العلوية المجيدة، وجوهرة عقدها الثمين الفريد، جلالة الملك محمد السادس أمد الله في عمره وحفظه ذخراً للدين والوطن، إنما نحتفل فيه في الحقيقة بميلاد أمة، وبزوغ عهد جديد، فمند أشرقت جنبات القصر الملكي العامر بطلعته الميمونة البهية وهو رمز كل تقدم وشعلة كل أمل وقدوة كل شاب طموح، فقد أراد جلالة والده العظيم المنعم -طيب الله ثراه- أن يكون نموذجا لشعبه، ومثالاً يحتذى في كل أعماله وتصرفاته، وقدوة حسنة للآباء الذين عليهم أم يسهروا على تربية أبنائهم التربية المثلى التي كان المغفور له الحسن الثاني يربي بها ولي عهده وفلذة كبده، حتى أهله لولاية الملك من بعده والنهوض بأعباء المسؤولية التي تقتضيها الأمانة العظمى لشعبه الكبير. وأن يجعل من عيد ميلاده الميمون حافزاً للشباب إلى سلوك سبيل النهضة وطلب الكمال، فكان نعم القائد، ونعم القدوة وأصبحت ذكرى ميلاده ترتبط في ذهن كل مواطن مغربي بالعمل الجاد والتضحية من أجل إسعاد الشعب، والسهر على مصالح الرعية وتحقيق التقدم والازدهار والرخاء في جميع المجالات، . وعندما نحتفل بهذه الذكرى العظيمة فإننا نقاسم ملكنا أفراحه، ونخلد تاريخها الذي يعد في نفس الوقت تاريخ إشراق فجر الانبعاث للكيان المغربي ونؤكد استمرار ثورة الملك والشعب ، هذه الثورة التي لم تنته بعد، في ربوع بلادنا الحبيبة، وهي الحقيقة التي يجب أن يعيها هذا الجيل، حقيقة أن الثورة قد ولدت من جديد، في ذكرى ميلاد الملك الملهم جلالة الملك محمد السادس، وأنها مستمرة ومشتعلة ومتقدة، لتحقيق الآمال وبلوغ الأهداف في جميع الميادين وعلى جميع الأصعدة.
هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: (( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا ))
اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا اللهـــــم وفق وانصر أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لما تحـــــب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى،اللهم انصر من نصره واخذل من خذله واحفظه في ولي عهـــــــــده الأمير مولاي الحسن وأنبته نباتا حسنا وشد أزره بأخيه المولى الرشيد وباقي الأسرة العلوية الشريفة . اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.
رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.
اللهم نج شبابنا من هموم الحياة ومما يواجهونه من الأهوال والصعاب، اللهم زوج عزَّابهم، وحصَّن فروجهم، وجنبهم قُرناء السوء، واحفظهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم ارزق شباب المسلمين عفة يوسف عليه السلام، وارزق بنات المسلمين طهارة مريم عليها السلام، واحفظهم كما حفظت الأولين، ونَجِّهِمْ بفضلك وقوتك يا قوى يا متين ..
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ