تنظيم حفل ديني بزاوية آل البصير بلخصاص إقليم سيدي إفني
في يوم الأحد فاتح محرم الحرام 1436هـ، موافق لـ 26 أكتوبر 2014م، تم تنظيم حفل كبير بزاوية الشيخ سيدي امبارك البصير بلخصاص إقليم سيدي إفني،
وذلك بمناسبة الترحم على الشريف سيدي محمد ولد سيدي زين الدين بن سيدي محمد البصير الذي كان يشرف على هذه الزاوية البصيرية في هذه الربوع، وتعيين الشريف سيدي مولاي بصير ولد سيدي محمد محمود ولد سيدي الحنفي ولد سيدي محمد البصير مكانه.
وحضر هذا المجلس خادم أهل الله بزاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير مولاي اسماعيل بصير وبعض من أبناء عمومته المقيمين في الشمال وفي الجنوب، والسلطات المحلية، ومريدي الزاوية بآيت باعمران وأكادير وشرفاء زاوية تاكانت التابعة لكليميم، وأساتذة وطلبة مدرسة سيدي همو أولحسن بلخصاص، وبعض من ساكنة المنطقة.
وكان الغرض من تنظيم هذا اللقاء هو الترحم أولا على الفقيد الشريف سيدي محمد ولد سيدي زين الدين بن سيدي محمد البصير، وتعيين الشريف سيدي مولاي بصير مكانه، للإشراف على هذه الزاوية، لتعود من جديد للقيام بأدوارها التربوية والتعليمية والإصلاحية وغيرها كما كانت في عهد سيدي ابراهيم البصير الجد، وابنه سيدي امبارك البصير، وابن هذا الأخير سيدي محمد البصير رحمة الله عليهم أجمعين.
ابتدأ هذا الاحتفال حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا ودام إلى صلاة العصر، تخللته أذكار جماعية وحضرات صوفية وقراءات فردية وجماعية للقرآن الكريم، وكلمة لمولاي اسماعيل بصير ذكر فيها بالدور الريادي الذي كانت تقوم به الزاوية سابقا في عهد الأسلاف، وقال بأن الظروف حاليا أصبحت مواتية لتستمر هذه الزاوية في أداء أدوارها المنوطة بها، وسمى السيد مولاي بصير على رأس هذه الزاوية ابتداء من تاريخه، وطلب من الجميع مساعدته على القيام بهذه المسؤولية الجديدة الملقاة على عاتقه، كما التمس من جميع الحاضرين القيام بواجبهم وأداء الأمانة الملقاة على عاتقهم، لأن في كل ذلك عون لمولانا أمير المؤمنين محمد السادس المتحمل لمسؤوليته باقتدار، الذي يعمل ليل نهار من أجل إسعاد المواطنين والمواطنات في هذه البلاد المغربية، وختم كلمته بأن أوصى السيد مولاي بالصبر والتقوى والعمل والجد، معززا كل ذلك بآيات قرآنية وأحاديث نبوية وحكايات صحيحة لبعض الصالحين.
وتجدر الإشارة إلى أن زاوية سيدي امبارك البصير بلخصاص تأسست حوالي سنة 1245هـ/1829م، ولا تزال قائمة إلى اليوم بآيت علي بالأخصاص، تم تجديد بنائها سنة 1414هـ / 1993م على يد سيدي المصطفى بن اليسع بن محمد البصير رحمهم الله، ولازال الناس يقصدونها متأثرين بما اشتهر من أخبار هذه الأسرة.
وعند نزوح آل البصير من الصحراء المغربية في ابتداء أمرهم، ونظرا لما عرفوا به من الورع والتقوى والبركة وحسن الديانة، قامت منازعات ومشادات بين أرباب القبائل في آيت باعمران فيمن يكون له شرفُ استقبالهم في قبيلتهم، لكن كياستَهم احْتَوت الأمر، حيث أسسوا زاويتهم في الأخصاص باعتبارها مكانا وسطا بين القبائل الباعمرانية السوسية، فكان لهذه المعلمة الدينية أثرُها البارز في خلق اللحمة بين القبائل، خصوصا وأنها صارت ملجأ الخائفين، ومكانا للمقاضاة، إذ أن أغلب القبائل كانت تهرع إليها لفض المنازعات، والبث في الخصومات، لأن الحرب في هذه القبائل كانت لا تضع أوزارها، لكن بفضل الشيخ سيدي امبارك البصير رحمه الله، حلت الأخوةُ مكانَ العداوة بينهم، وللمزيد من التفاصيل حول هذه الزاوية ورجالاتها ينظر: “النزر اليسير من مناقب زاوية آل البصير” للشيخ محمد المصطفى بصير، و”المعسول” للعلامة محمد المختار السوسي.ج 12