تكريم الإسلام للمرأة كزوجة من خلال حقوقها على زوجها

إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحْده لا شريك له، وأنَّ محمَّدًا عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18].
أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ خَيْرَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْر الهدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ.

عباد الله

إتمامًا للخطبة الماضية فيما يتعلق بتكريم الاسلام للمرأة وبعد ان عرضنا لمقام المرأة كأم  ارتأينا أن نقف في هذه الخطبة المباركة على تكريم الإسلام للمرأة كزوجة وذلك من خلال الحديث عن حقوقها على زوجها  فالله  عز وجل أمر  الرجال بقوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].
فمن حقوق المرأة على زوجها: أن يعاشَرها بالمعروف، و يُحسن صحبَتَها ومُخالطتها، ومن ذلك طِيب القول لها، وحُسْن الفعل والهيئة معها بحسب القدرة، كما يحب ذلك للزوج عليْها، فافعلْ أنت بِها مثله؛ كما قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228].

فقد كان من أخلاق النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – مع أهلِه: أنَّه جميل العِشْرة، دائمُ البِشْر، يداعب أهله، ويتلطَّف بِهم، ويوسعهم نفقةً، ويضاحك نساءَه، حتَّى إنَّه كان يسابق عائشةَ أمَّ المؤمنين – رضي الله عنْها – يتودَّد إليْها بذلك.

 

ومن حسن المعاشرة: الدعاء للزَّوجة، والثناء عليها إذا رأيتَ منها ما هو حسن، فهي  أمانة في عنق  زوجها، أُمر بالمحافظة عليها، والاعتناء بها، والإحسان إليها. قال تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيرا ﴾ [النساء: 19].

 

ولقد جعل النبي – صلى الله عليه وسلم – خير الرجال وسيدهم وأشرفهم من يحسن معاملة زوجته. قال – صلى الله عليه وسلم -: “أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ، خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا” صحيح سنن الترمذي.

ومن حسن المعاشرة التحبب إليها، والتلطف معها، وإظهار اللين لها.ولا عجب في ذلك ، فقلد فعل هذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وهو القائل: “خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي” صحيح سنن ابن ماجة.

وهذا التحبب  ليس خوفا، ولا تملقا،ولا عيبا  بل هو من قبيل إكرامها، والإحسان إليها، لا من قبيل الإحساس بالخضوع والضعف والخنوع،سيرا على نهج المصطفى الذي كان من آخر كلامه صلى الله عليه وسلم  في خطبة حجة الوداع: “استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عوانٍ عندكم” صحيح سنن الترمذي.

ومن مظاهر هذا التحبب إلى الزوجة مشاركتَها في هواياتها، ومقاسمتَها ما يزرع دفء الزوجية في نفسها، إذا كان ذلك ضمن دائرة المباح.

 

وتأمل  أيها الزوج الكريم   فيما روته عائشة – رضي الله عنها – حين قالت: “خَرَجْتُ مَعَ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – فِى بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلِ اللَّحْمَ وَلَمْ أَبْدُنْ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: “تَقَدَّمُوا”، فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ لِي: “تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ”. فَسَابَقْتُهُ، فَسَبَقْتُهُ. فَسَكَتَ عَنِّى حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ، وَبَدُنْتُ، وَنَسِيتُ، خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: “تَقَدَّمُوا”، فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ: “تَعَاليْ حَتَّى أُسَابِقَكِ”، فَسَابَقْتُهُ، فَسَبَقَنِي، فَجَعَلَ يَضْحَكُ وَهُوَ يَقُولُ: “هَذِهِ بِتِلْكَ” رواه أحمد وهو في الصحيح.

فاي رقي هذا ؟ واي تكريم هذا للزوجة؟ فهل منا من يداعب ويلاعب زوجته كما فعل صلى الله عليه وسلم ؟

 

عباد الله

وإن من حقوق الزوجة على : النَّفقة والكِسْوة والسُّكنى؛ {وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 233]، وفي حديث جابر، في صحيح مسلم قوله – صلى الله عليه وسلَّم – في خطبة حجَّة الوداع: ((اتَّقوا الله في النِّساء؛ فإنَّكم أخذتُموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجَهن بكلمة الله، ولهنَّ عليْكم رزقهن وكِسْوتُهن بالمعروف)).
فبعض الأزواج سامحهم الله يذهبون إلى أصدقائهم، أو أقربائهم مرتين أو ثلاثا كل أسبوع، يمرحون، ويسعدون، ويتمتعون بلذيذ العيش، ثم هم يهملون زوجاتهم، ويقترون عليهن في النفقة. قال تعالى: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آَتَاهَا ﴾ [الطلاق: 7]. وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -: “كفى بالمرء إثماً أن يُضَيعَ مَنْ يَقُوت” صحيح سنن أبي داود.

ولا شك أن ما ينفقه الزوج على أهله من أعظم الأعمال المكسبة للحسنات الكثيرة، المدرة للأجر العظيم.  لقوله  صلى الله عليه وسلم -: “دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِى أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ” مسلم.

 

والتقتير في نفقة الأهل لا يجتمع مع حقيقة الإيمان، الذي يبعث على الانشراح وحب الخير للناس. قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “لا يجتمعان في قلب عبد: الإيمان، والشح” صحيح سنن النسائي.

وان من حقوق الزوجة أيضا حسن الظن بها:

يجب على الإنسان بشكل عامٍّ أن يحسن الظن بالآخرين، وهذا من واجبات الدين، وأن يبتعد عن سوء الظن؛ لما يؤدي إلى فساد وظلم للآخرين، وينشر الضغينة بينهم، لهذا حرص الإسلام على غرس هذا الخلق في المجتمع.وإذا كان هذا فيما بين الناس، فمن باب أولى ألا يسيء الإنسان بشريكة حياته، والتي يسكن هو وهي تحت سقف واحد، من أجل أن تستمر الحياة الزوجية على أكمل وجه، وإن الحياة الزوجية إن قامت على الشك والريبة فيما بين الزوجين، فإن هذا لا يؤدي إلى حياة مستقرة وهنيئة، وهذا تطبيقًا لقوله – تعالى -: ﴿ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا ﴾ [النور: 12].

وقال – تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا ﴾ [الحجرات: 12].

فهذا نداء من الله للمؤمنين الذين صدَّقوا الله ورسوله، باجتناب الظن.

ففي نفس الوقت الذي يجب على الزوج أن يحسن الظن فيه بزوجته، ينبغي عليه أن يتحفظ ويحتاط ويبتعد عن مسبِّبات الفساد، وما يؤدِّي بها إلى المخالفات الشرعية.وأن يحفظ أسرار زوجته، وألا يُطلِع على أسرارها أحدًا، حتى لا يكون  شَرُّ النَّاسِ مَنزِلَةً عندَ اللهِ يومَ القِيامَةِ كما جاء في الحديث الشربف  :«إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِى إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا»رواهُ مُسلِمٌ.

ومن حقوق الزوجة أيضا على زوجها أن يغض طرفها عن الحرام، ويحصِّنها من الوقوع في الزنا، ويصونها ويحفظها من كل ما يخدش شرفها، ويثلم عرضها، ويمتهن كرامتها؛ ولذا أرشد النبي – صلى الله عليه وسلم – عثمان بن مظعون إلى ما لأهله عليه من الحق، لما انقطع عنهم إلى العبادة، فقال – عليه الصلاة والسلام -: ((وإن لأهلك عليك حقًّا))[14].

أقول قولي هذا،وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية

 

الحمدُ لله ربِّ العالمينَ خَلَقَنا من نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ منها زَوجَها لِنَسكُنَ إليها،نَشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له،أمرنا بالتَّعاونِ على البِرِّ والتَّقوى,ونشهدُ أنَّ مُحمداً عبدُ اللهِ ورسولُه خيرُ النَّاسِ وأوفى،اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابِهِ,ومَن اهتدى بِهديهِ إلى يومِ الدِّينِ. أمَّا بعد: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أيُّها الكرامُ:لو قيل لأَحَدِنا ماذا تَتَمَنَّى؟ لَقالَ:أنْ أَعِيشَ في بَيتٍ سَعيدٍ مع ازوجة  صَالِحَةٍ إذا نَظَرتُ إليها سَرَّتني وإذا أَمَرْتُها أَطَاعَتني،وان غبت عنها حفظتني في نفسي ومالي .
فهل يُمكِنُ أنْ تَتَحقَّقَ هذهِ الأمانيُّ؟ نعم ياكرامُ وأكثرُ,متى ما عَرَفَ كُلٌّ من الزَّوجينِ حُقُوقَهُ وحُدُودَهُ,ومتى ما رُزقنا القنَاعَةَ والرِّضى,وتَركْنَا المُقارنَاتِ والأَمَانِيِّ الكاذِبَةِ الخادِعَةِ هذه السَّعادةُ تتحقَّقُ بإذنِ اللهِ,بِتقوى اللهِ ومراقبتِه في السِّر والعلنِ,وأَنْ يَنظُرَ كلٌّ من الزَّوجينِ إلى أنَّ الزِّواجَ عبادَةٌ يتَقَرَّبُ به إلى الله تعالى.القائِلِ ((مَنْ عَمِلَ صَـالِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَواةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ.))

والزَّوجُ العاقِلُ الصَّالحُ:كرُيمٌ أَصلُهُ لَيِّنٌ قَلبُهُ،يَعرِفُ قَدرَ زوجَتِهِ,التي هي حَامِلَةُ أَولادِهِ, وراعيةُ أموالِهِ،وحافظةُ أسرارِهِ.فيَخفضُ الجَنَاحَ مَعَهَا،ويُظهرُالبَشَاشَةَ لَها،

فيا أيُّها الزَّوجُ المُبارك:إيَّاكَ والتَّكَبُّرَ والغُرُورَ عليها,مَهمَا عَلا شَأنُكَ!وارتَفَعَ قَدرُكَ!فقد قال عمرُ بنُ الخطَّابِ “ينبغي لِلرَّجُلِ أنْ يَكونَ في أَهلِهِ كالصَّبِيِّ -يعني في الأُنسِ والسُّهولَةِ- فإنْ كانَ في القَومِ كانَ رَجُلاً”.وَكُن زَوجَاً مُستَقِيمَاً فلا تمُدَّنَّ عَينَيكَ إلى ما لا يحلُّ لكَ،فالمعصيةُ شؤمُ البيتِ،ومشاهدةُ الفضائياتِ يقبِّحُ جَمَالَ زَوجَتِكَ في عَينَيكَ، ويُنَقِّصُ من قَدْرِها لَدَيكَ.وفي وقتِنا المُعاصِرِ هذهِ أمُّ المَشَاكِلِ والمَهَالِكِ! وَأحسِن إليها بالنَّفَقَةِ بِالمعرُوفِ ولا تَبخَلْ عَليها, وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا

 

واعلموا عبادَ اللهِ:أنَّ عقدَ الزوجيةِ أكبرُ من التَّصرُّفَاتِ الهَوجَاءِ،فلا يَليقُ أنْ يتخلى الزَّوجُ عن زَوجَتِهِ لِمُجَرَّدِ خُلُقٍ كَرِهَهُ،أو مُشكِلَةٍ طَرَأَت عليهما,خاصَّةً عندَ تَقَدُّمِ السِّنِّ بِهما, وطُولِ العِشرَةِ بَينَهُما,فَلِكُلِّ مُشكِلَةٍ حلٌّ،ولِكُلِّ مُعضِلَةٍ دَواءٌ,تَجِدُ ذلِكَ عندَ أُناسٍ نَذَروا أنفُسهم للإصلاحِ الأسري,والتَّوفيقِ بينَ الزَّوجينِ,فإنْ كانَ الزَّوجانِ صادِقينِ فقد تَكَفَّلَ اللهُ فَقالَ: إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا وأوصانا رَسُولُنا:«لا يَفْركْ مؤمنٌ مؤمنةً إنْ كَرِهَ منها خُلُقاً رَضِيَ مِنها آخَرَ». وَمَنْ تَابَعَ حَالاتِ الفِراقِ والطَّلاقِ في هذا الزَّمَنِ,أدركَ أنَّ كثيراً من الأزواجَ يَحتاجُونَ إلى توجيهٍ وإرشادٍ,وإلى بَحثٍ عن المُسَبِّبَاتِ والأسبَابِ,علَّنا نوَفَّقُ لِطَرقِها ولو بعدَ حينٍ, أيُّها المسلمون!وإذا كان هذا مَنطِقُ الشَّرعِ الحكيمِ،فمنطقُ العقل أيضاً يقول:إنَّ كثيرا من الأزواج بِحمدِ اللهِ تَجَاوَزُوا الخِلافَاتِ في بِدَايتِها،وَتَغلَّبوا على المَكَارِهِ والمَصَاعِبِ أوَّلَ نشأتِها،فَغَدَت حَيَاتُهم هَانِئَةً سَعِيدَةً!وصدَقَ اللهُ تعالى  حين قال : فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)).

((رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)) .

اللهم يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت,أن تبسط على زوجاتنا من بركاتك ورحمتك ومغفرتك .اللهم ألبسهن العافية حتى تهنئن بالمعيشة , واختم لهن بالمغفرة. اللهم لا تجعل لهن ذنبا إلا غفرته , ولا هما إلا فرجته , ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولهن فيها صلاح إلا قضيتها لهن

اللهم وفق بيننا وبين زوجاتنا واجمع بيننا وبينهن  على الخير واجعلهن قرة أعين لنا واجعلنا قرة أعين لهن وأسعدنا مع بعضنا  .

اللهم اهدنا واهدي زوجاتنا واجعلنا من أهل بيت صالحين اللهم اقر أعيننا بهداية زوجاتنا وصلاحهن وتقواهن..اللهم ارزقنا منهن الذرية الصالحة التي تدخل السعادة إلى قلوبنا.اللهم ألف بين قلوبنا وقلوب زوجاتنا  كما الفت بين قلوب عبادك .. اللهم سخرهن لنا وسخرنا لهن  كما سخرت البحر لموسى .. اللهم اهدنا لما تحب وترضى و زيِّنا بزينة الإيمـــــــــان

و التقوى. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

 

هذا وصلوا رحمكم الله على محمد ، كما أمركم بذلك ربكم، قال تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب: 56]،

اللهم صل وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب محمد أجمعين، وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.

اللهم وفق ملك البلاد أمير المؤمنين محمد السادس لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم كن له معينا ونصيرا وأعنه وانصره على أعدائه وأعداء المغرب . اللهم امدده من عندك بالصحة و العزم و القوة و الشجاعة والحكمة و القدرة و التوفيق لما فيه مصلحة العباد و البلاد و الأمة الإسلامية قاطبة، و اجعله لدينـــــــــــك

و لأمتك ناصراً ، و لشريعتك محكماً .. اللهمّ خذ بيده، وّ احرسه بعينيك الّتي لا تنام، وأحفظه بعزّك الّذي لا يضام، وأيِّده بالحق وارزقه البطانة الصالحة يا ذا الجلال والإكرام.وأحفظه اللهم في ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن وشد أزره بأخيـــــــه المولى رشيد وسائر الأسرة العلوية  المجيدة

.اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة واجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

اللهم ارزقنا الفقه في الدين، والتمسك بالكتاب المبين، والاقتداء بسيد المرسلين، والسير على نهج أسلافنا الصالحين..

رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.

رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *