تكريم الإسلام للمرأة بنتا
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إرغاماً لمن جحد به وكفر، وإذلالاً لمن أشرك به وفجر، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر، الشافع المشفع في المحشر، صلوات ربي وسلامه عليه ما اتصلت عين بنظر، وما سمعت أذن بخبر، وعلى آله وأزواجه الميامين الغرر، وأصحابه خير صحب ومعشر، وعن التابعين لهم بإحسان ما بدأ الفجر وأنور. أما بعد:
أما بعد : فأوصيكم – عباد الله- ونفسي بتقوى الله . فاتقوه يجل لكم فرقانا , واتقوه يجعل لكم نورا تمشون به , واتقوه يغفر لكم من ذنوبكم ويكفر عنكم سيئاتكم أيها الإخوة المسلمون :
تتمة للخطبتين السابقتين والتي كان موضوعهما تكريم الاسلام للمرأة ، تحدثنا في الخطبة الاولى عن تكريم الاسلام للمرأة أما وقلنا ان الاسلام قد كرَّم الأمَّ إلى حدّ الوصيّة بها وقلنا ان الاسلام لم يجعل تكريم الام اختياريّاً ولا موسميّاً أو محدّداً بيوم في السنة ، وانما اعتبر هذا التّكريم واجباً ومسؤوليّة، بل هو حقّ للأمّ لا بدّ من أن يؤدّيه الأبناء ما دام لديهم رمق من حياة…وفي الخطبة الماضية وقفنا عند حقوق الزوجة على زوجها في الاسلام وقلنا ان من حق الزوجة أن يعاشَرها زوجها بالمعروف، و يُحسن صحبَتَها ومُخالطتها وان يحسن الظن بها و أن يغض طرفها عن الحرام وغيرها من الحقوق التي تسمو بمكانة الزوجة وتعلي شأنها ..
أما اليوم وفي هذه الخطبة المباركة فحديثنا سيكون عن البنات وما أدراكم ما البنات , فلا تكاد تجد بيتا في هذا الزمان إلا وفيه عدد من البنات , كثر ذلك العدد أم قل , البعض ممن ضعف إيمانه وقفر علمه , وأشرب شيئٌ من موروثات الجاهلية تسربت إليه عن طريق الآباء وبعض المجتمعات لا يعدون البنات شيئا , بل إنهم يعدون من لم يرزق إلا البنات معيبا ومذموما , وربما صار عندهم مشئوما محروما , وللأسف أن هذه اللوثة باقية مع انتشار العلم وتطوره , وذوبان المجتمعات مع بعضها البعض اخوتي في الله ان البنات ثروة عظيمة , ومنة من الله جسيمة , فهن محاضن الأجيال , وأمهات الرجال , ومباني الآمال , ومضرب الأمثال ,فكم خرّجن من قائد وكم صنعن من إمام , ومن سبر التأريخ واستعرضه يجده يزخر بتلك اللواتي لمع نجمُهن في سماء الحياة, وسطر التاريخ أمجادهن وذكرهن الحسن وبقي على مر الدهور والعصور.
عباد الله :
إن للبنات شأن عظيم في الإسلام حيث أبطل كل الموروثات الجاهلية الجائرة في حقهن من وأد لهن وهن أحياء , وهضم لحقوقهن في الميراث , وغير ذلك , ولو لم يكن للبنات فضل إلا أن نبينا محمد عليه السلام كان أبا للبنات لكان ذلك كافيا ,فكيف ونصوص السنة جاءت متظافرة بفضلهن وفضل الإحسان إليهن .
فعن عقبة ابن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جِدَتِه كن له حجابا من النار ) أخرجه أحمد.
وانظروا أحبتي في الله إلى هذا الحديث المثير الذي رواه الإمام مسلم ,عن عائشة رضي الله عنها قالت جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات فأعطت كل واحدة منهن تمرة ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله قد أوجب لها بها الجنة أو أعتقها بها من النار . ففي هذا الحديث إيثار وتضحية ,وحنان ورحمة , أوصاف رفعت هذه المرأة إلى أعلى مقاصد النفس وطمع الضمير – قد أوجب الله لها بها الجنة وأعتقها من النار .حقا كما قال المولى جل وعلا ( إنا لنضيع أجر من أحسن عملا ) .
ومن الأحاديث الواردة ما رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له ثلاث بنات يؤويهن ويرحمهن ويكفلهن وجبت له الجنة البتة , قيل يا رسول الله , فان كانتا اثنتين ؟ قال وان كانتا اثنتين قال فرأى بعض القوم أن لو قالوا له واحدة لقال واحدة .
ومن الملاحظ – أيها الأحبة – أن هذه الأفضال لم ترد في حق الذكور، ذلك أن البنت تحتاج إلى أن يبذل لها شيء من الحب والحنان في الصغر لتبذله للأبناء عند الكبر , فإذا فقدت شيئا من هذا الحب من الوالدين بالذات أو ممن يقوم عليها فسيصبح مخزونها فارغا , وفاقد الشيء لا يعطيه . ولقد مدح النبي – صلى الله عليه وسلم – الحب الأمومي عند نساء قريش – حيث قال فيما رواه البخاري في صحيحه : إن خير نساء ركبن الإبل : صالح نساء قريش , أحناه على ولد في صغره , وأرعاه على زوج في ذات يده .
نعم أيها الإخوة فتفضيل الذكور على الإناث في كل شيئ ليس له مستند شرعي , ومن هنا فعلى من ابتلي من هذه البنات بشيء أن يتقي الله فيهن , ويحسن إليهن , فإنهن ضعيفات عن أخذ حقوقهن كاملة يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه (من أبْتُليَ من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار) تأملوا قول النبي صلى الله عليه وسلم (من أبْتُليَ من هذه البنات بشيء) فإن فيه إشارة من النبي عليه الصلاة والسلام إلى أن تربية البنات ابتلاء وامتحان واختبار يحتاج إلى صبر ومصابرة وجهد ومجاهدة وإحسان وإتقان حتى تنشأ البنت على منهج الرحمن فمن ربى بناته على منهج الرحمن فإن جزاؤه جنة الرضوان والوقاية من النيران (كن له ستراً من النار) ويقول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الإمام مسلم ((من عال جاريتين _ أي بنتين _ حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه))
عباد الله:
يجب على الأب المربي أن يربي ابنته منذ الصغر على طاعة الله وأن يحبب إليها الإيمان ويزينه في قلبها ويكره إليها الكفر والفسوق والعصيان ، فمن الخطأ الكبير أن يضيع الأب الصلاة وأبناؤه ينظرون إليه أو يكذب أو يلعن وهم يستمعون إليه أو يشتري الملابس القصيرة أو الشفافة لبناته فيعودهن منذ الصغر على السفور ويضعف في قلوبهن هيبة الحجاب والستر، من الخطأ الكبير أن يقسو الأب على بناته لأن البنات ضعيفات وعاطفيات وهن بحاجة ماسة إلى سماع كلمات الرفق والتقدير والحنان من أبيهن اسمعوا إلى تعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بناته في الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها في مجلسه وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها. وروى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها) فما أجملها من أخلاق وما أعظمه من أدب فأين نحن من التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن هذا الحنان والعطف يملأ قلب الفتاة بالحب ويٌشبع نفسيتها بالأمان وحين يقصر الأب في ذلك وتشعر البنت أنها فقدت الأمان عند أبيها وإخوانها فإنها ستخدع بمعسول الكلام وتتلقفها الأيادي الكاذبة الماكرة الخادعة التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب. ومن مظاهر الحرمان العاطفي عند البنت قسوة الأب عليها وشعورها بعدم العدل من الوالدين بالمشاعر وانحيازهم للآخرين وخاصة الذكور. وشعورها بالحرمان من عطف الأم.. وانشغال هذه الأخيرة بحياتها الخاصة وبصديقاتها ..أيضا شعور البنت بعدم اهتمام الأب والسؤال عن أحوالها و كثرة غيابه عن المنزل وعدم مجالستها بل يصل الأمر ببعض الآباء سامحهم الله إلى درجة عدم الاستفسار أو حتى سؤال ابنته عن لباس ترتديه ولم يقتنيه لها او تحوزها على هاتف ذكي او مقتنيات باهضة الثمن وهو يعلم انه لا طاقة له باقتنائه لها ورغم ذلك يغض الطرف ولا يستفسر في الأمر وهو بلامبالاته تلك يشجعها على السير نحو الهاوية وكم تكون الطامة كبرى إذا تواطأت الأم مع ابنتها بحجة الخوف من الوالد أو الإخوة فنرى بعض الأمهات سامحهن الله يغطين على زلات بناتهن ويكذبن على ازواجهن ارضاءا لبناتهن وهن لا يدركن انهن سيفتحن عليهن البواب المشاكل وربما قد تتفاقم المشاكل لتصل في أحيان كثيرة إلى الطلاق .
اخوتي في الله من الخطأ أيضاً أن يعطي الأب لابنته حرية زائدة وثقة مطلقة فيتركها تذهب حيث تشاء وتخرج متى تشاء وتدخل إلى البيت حين تشاء بزعم أنه يثق فيها وفي أفعالها وينسى أننا في زمن الفتن والماديات وكثرة المغريات وقلة الروحانيات.
من الخطأ أيضاً أن يهتم الأب بتعليم ابنته التعليم المدرسي ويفرط في التعليم الديني (التعليم الشرعي) فتنشأ البنت وتكبر وهي لا تحفظ شيئا من كتاب الله ولا تعرف كثيراً من أحكام الصلاة والحيض والنفاس وغير ذلك من الأحكام التفصيلية التي تحتاجها المرأة في حياتها فتجدها في مسائل العلوم والرياضيات من أذكى البنات لكنها في مسائل الطهارة والصلاة لا تستطيع أن تفتي نفسها ولا شك أن هذا من الغفلة التي قال الله عنها ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾
من الخطأ الكبير أيضاً أن يزوجها فاسقاً أو عاصياً أو يزوجها رجلاً بغير إذنها أو يؤخر زواجها إذا جاءها من يرضى دينه وخلقه بحجة إكمال الدراسة أو الحصول على وظيفة .يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير قالوا يا رسول الله وإن كان فيه قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات) يقول الله جل جلاله ﴿ وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾].
فأدوا الحقوق عباد الله كي تبرأ ذمتُكم فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه ما من راع يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة .
نسأل الله تعالى أن يحفظنا والمسلمين بحفظه، وأن يسبغ على نساء المسلمين وبناتهم ستره، وأن يجنبهن طرق الهلاك والردى، إنه سميع قريب. أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم…
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي هدانا للإسلام وأكرمنا به ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين .
وبعد ، أيها الآباء الكرام وأيتها الأمهات الكريمات :
إن مسئوليتكم تجاه ابناءكم وبناتكم بشكل خاص هي مسؤولية عظيمة خصوصا في هذا العصر بالذات حيث كثرت الفتن والملاهي والمغريات وأصبحت الحياة منعدمة وبدون معنى والانشغال بلا فائدة وأصبحنا نعيش في عزلة اجتماعية وقصرنا في حق القرابة بل تجد في البيت الواحد إن لكل فرد من أفرادها له حياته الخاصة وعالمه الخاص الى درجة ان بعض الآباء لا يتحدثون مع أبناءهم أو بناتهم ومن الأبناء من لا يطيقون الحديث الى أهاليهم ولا حديث في البيت الا عن الإسراف والتبذير والبذخ والسفر وآخر صيحات الموضة في اللباس والحلاقة والهواتف الذكية التي حولت معظمنا إلى أغبياء، وغيرها من الظواهر المشينة التي غزت بيوتنا واقتحمت حميميتنا .
بالله عليكم أحبتي في الله أو ليست مصيبة ا ن يأتي الأب بجهاز لفلذة كبده الذي لم يتجاوز الرابعة او الخامسة من عمره بحجة مسايرة التطور ؟
أو ليس من اللامسؤولية ان يكون لذا فتاة في الابتدائي أو في الإعدادي هاتف جوال ومن احدث طراز ولديها جميع برامج التواصل الاجتماعي ؟ ألا تعلم أيها الأب وأنت أيتها الأم أن ابنتك عندما تملك هذا الجهاز فقد ضاعت وانتم من أجرمتم في حقها ، لأنها بامتلاكها لذلك الجهاز فهي على اطلاع على كل ما تتخيله وما لا تتخيله .فإذا لم يملك طفلك أو طفلتك جهازا أو هاتفا نقالا فلا يعني ذلك انه محروم أو انه خارج دائرة التقدم والتطور ، بل أنت منحته الحياة الصحيحة .
وأنت آيتها الأم الفاضلة إن انشغالك عن أطفالك بحياتك الخاصة وبهاتفك الجوال وبمواقع التواصل الاجتماعي سيأتي اليوم الذي تندمين فيه على طفولتهم التي لم تستمتعي بها لأنك لم تستمتعي باللعب معهم أو تمنحيهم حنانك أو تعلميهم كيف يكونون أشخاصا مميزين .فلا يكفي المأكل والملبس ونقود الجيب .
فماذا سيتذكر أطفالنا منا غير أننا كنا على الأجهزة ونصرخ فيهم وحياتنا فوضوية ومأساوية بالرغم من النعم العظيمة التي من الله بها علينا .
وتخيلوا معي -إخوتي في الله -كيف صار حالنا وحال أبناءنا وبناتنا، فأقصى طموحهم أن يكون لهم هاتف دكي وجهاز فاخر وعدد اكبر من الأصحاب والأصدقاء الافتراضيين عبر الانترنيت تركوا من هم أحق بالصحبة .. الوالدين والإخوة والجيران وأصدقاء الدراسة وخلقوا صداقات وعلاقات وهمية وأحيانا علاقات مشبوهة قد تأذي إلى ما لا تحمد عقباه .
إخواني الآباء أخواتي الأمهات
ان تطرقي إلى هذه النقطة بالذات، لا يعني دعوتي إلى إلغاء هذه الأجهزة من حياتنا كلية ، وإنما ادعوكم وأدعو نفسي إلى الرجوع إلى حياتنا وأبنائنا وأسرنا والى ترشيد استعمالها وجعلها للبناء والاستفادة لا للهدم والتخريب .
لنعلم جميعا ان بناتنا فلذات اكبادنا هن احوج الى محبتنا وعطفنا ولسن أبدا في حاجة إلى التعنيف أو القسوة وبالتالي علينا ان نتبع بعض الأساليب التي يراها علماء التربية ناجحة في التعامل معهن وذلك من خلال :
إظهار المحبة للبنت قولا وعملا : باستعمال أرق الألفاظ ، والابتسام لها والمسح على رأسها وكفكفة دموعها وجعلها تثق بكم وحملوها بعض المسئوليات لتشعر أنكم تثقون بها ، و كتمان ســـــرها الذى أئتمنتم عليه فيما يتعلق بأمورها الخاصة . وينصح خبراء التربية بإجادة فن الحوار معها والتحلي بالصبر وهدوء البال في التعامل معها وعدم فرض الرأي عليها وان يترك لها مجال للمناقشة لان فرض الرأي يجعلها توافقك أمامك وتفعل ما يحلو لها ورائك .
كما ينصح الآباء باحتواء أبنائهم والابتعاد عن التأنيب والتقريع اللاذع وعن أسلوب التهديد والوعيد وان يجيدوا فن الاستماع إلى الأبناء وان يفتحوا قلوبهم ومساعدتهم على قول ما بداخلهم من هموم ومشاكل .
غير ان هذا الاحتواء وهذا والحوار وكل الأساليب السابقة لا تغنى عن أسلوب آخر نحتاجه في تعاملنا مع فلذات أكبادنا ألا وهو الحزم .. فهو طوق النجاة الذي يعيد إلينا من كان يمكن أن يغرق فى الاخطاء . فالتجاوزات يجب أن توقف عند حدها قبل أن تنتقل العدوى وتسرى كالنار فى الهشيم .غير أن هذا الحزم له قواعد وأصول ومواصفات منها :
-ان تكون الحدود والقواعد المطلوبة واضحة منذ البداية لان عدم تحديد السلوك المرغوب وغير المرغوب قد يؤدى إلى اختلاط الأمر لدى أبنائنا وبناتنا ووقوعهم في الأخطاء.
– أن تكون هذه الحدود معقولة وغير مبالغ فيها وليس فيها شطط ولا تعنت .
– وفى حالة تجاوز الحدود لابد من الثبات على المبدأ وعدم التساهل فى هذا الأمر
– ولابد أن تكيف الإجراء بحسب النوعية والحالة مع التأكيد على أن لجوئنا لهذا الإجراء او ذاك إنما نريد به صالحهم وأننا لا زلنا نحبهم.
أيها المسلمون: هاهي المرأة المسلمة التي رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ، هاهي قد حفت بسياج عظيم من التكريم ، وأمطرت عليها سحب الرسالة فيضا من الحفظ والصون ، والاهتمام والرعاية سواء كانت أما أو زوجة أو بنتا حتى عدت مشاركة قوية وفعالة في الحياة ، لا تصلح الحياة إذا فسدت.
هذا وصلوا رحمكم الله على محمد ، كما أمركم بذلك ربكم، قال تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب: 56]،
اللهم صل وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب محمد أجمعين، وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم وفق ملك البلاد أمير المؤمنين محمد السادس لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم كن له معينا ونصيرا وأعنه وانصره على أعدائه وأعداء المغرب . اللهم امدده من عندك بالصحة و العزم و القوة و الشجاعة والحكمة و القدرة و التوفيق لما فيه مصلحة العباد و البلاد و الأمة الإسلامية قاطبة، و اجعله لدينـــــــــــك و لأمتك ناصراً ، و لشريعتك محكماً .. اللهمّ خذ بيده، وّ احرسه بعينيك الّتي لا تنام، وأحفظه بعزّك الّذي لا يضام، وأيِّده بالحق وارزقه البطانة الصالحة يا ذا الجلال والإكرام.وأحفظه اللهم في ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن وشد أزره بأخيـــــــه المولى رشيد وسائر الأسرة العلوية المجيدة .
اللهم بارك لنا في أولادنا وبناتنا ووفقهم لطاعتك وارزقنا برهم اللهم علمهم ماجهلوا وذكرهم مانسوا وأفتح عليهم من بركات السماء والأرض إنك سميع مجيب الدعوات اللهم إنا نسالك لهم قوة الحفظ وسرعة الفهم وصفاء الذهن واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين اللهم حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان واجعلهم من الراشدين.اللهم اغفر ذنوبهم وطهر قلوبهم وحصن فروجهم وحسن أخلاقهم وأملأ قلوبهم نورا وحكمة وأهلهم لقبول كل نعمة وأصلحهم وأصلح بهم الأمة. اللهم اجعلهم من حرس الدين ومن الذاكرين والمذكورين والطف بهم ياكريم .اللهم علق قلوبهم بالمساجد وبطاعتك واجعلهم حفظة لكتابك ودعاة في سبيلك ومبلغين عن رسولك صلى الله علية وسلم.
اللهم ارزقهم المعلم الصالح والصحبة الطيبة وارزقهم القناعة والرضا ونزه قلوبهم عن التعلق بمن دونك
واجعلهم ممن تحبهم ويحبونك اللهم اجعلهم ممن تواضع لك فرفعته واستكان لهيبتك فأحببته وتقرب إليك فقربته وسألك فأجبته
اللهم فرح بهم نبيك المختار وأعل بهم المنار.وافتح عليهم ابواب رزقك الحلال من واسع فضلك واكفهم بحلالك عن حرامك وأغنهم بفضلك عمن سواك .اللهم جنبهم الفواحش والمحن والفتن ماظهر منها ومابطن .وجنبهم رفقاء السوء وجنبهم الخمر والمخدرات وسلمهم من العلل والأوبئة والآفات .اللهم أعنا على تربيتهم وتأديبهم وبرهم و اجعل لهم الذكر الجميل في الدنيا والأخرة. والبسهم من ملابس الجمال والكمال والحلل الفاخرة. اللهم انظرهم بعينك وتولهم بعونك. اللهم انك قلت وقولك الحق ادعوني أستجب لكم اللهم هذا الدعاء ومنك الأجابة وهذا الجهد وعليك الأتكال
.اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة واجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .