بيوت الله تستغيث من إهمالها

بيوت الله تستغيث من إهمالها

الحمد لله الذي أذِن في بيوتٍ أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال، أحمده وأشكره أن هدانا للإسلام، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقدوتنا محمداً عبده ورسوله، فاللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

عمار بيوت الله في الأرض.

يا من أعد الله لكم نُزلا في الجنة.يقول جل وعلا: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55].

ربُّنا سبحانه أخبر هنا أن الذكرى تنفع المؤمنين، لأن ما معهم من الإيمانِ والخشية والإنابة إلى الله، واتباعِ رضوانه، يوجب لهم أن تنفع فيهم الذكرى، وتقع الموعظة منهم موقعها كما قال سبحانه: ﴿ فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ﴾ [الأعلى: 9 – 11].

ويتجنب التذكرة الذي ليس له استعداد لقبول التذكير، فهذا لا تنفع معه التذكرة، كأرض لا يفيدها المطر ولا تنتفع به في شيء.ومما أحببت أن أذكرَ به اليوم، هو بيوت الله. انها المساجد  قال جلا وعلا: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ ﴾ [الجن: 18]، فيها يذكر اسمه، ويسبح له فيها بالغدو والآصال، ومنها يُنادى إلى طاعته وعبادته، وفيها ومنها يَشِعُّ نور الإيمان، وتحيا القلوب وتزكو الأرواح وتسجد الجباه، وتتوحد الصفوف وتتآلف النفوس. المساجد مكان لقاء العبد بربه العلي القدير، حيث تتنزل الرحمات، وتُغفر الزلات، وتُمحى السيئات.

المساجد بيوت الله في الأرض ، ولا يحل لأحد من الخلق أن يعمل فيها إلا بما أذن الله من قول أو عمل ، فلا يمكن أن تكون المساجد لغير عبادة الله والدعوة إلى سبيله ، وإقامة شعائر الإيمان ، وحفظ كتاب الله العظيم وتلاوته وتجويده ، ومدارسة سنته  صلى الله عليه وسلم  ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ورفع ذكر الله سبحانه في كل حين كما قال تعالى : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ }( سورة النور : 37 ) . فيا من وصفكم الله بعُمار المساجد احرصوا بارك الله فيكم ـ على عمارتها الحقة ، والعمل على إحياء رسالتها الخالدة ، وإعادة دورها العظيم في حياة الأمة ففي الحديث الصحيح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أحبُّ البقاع إلى الله مساجدها، وأبغض البقاع إلى الله أسواقها”.

  • فمن أحبَّ اللهَ تعالى أحبَّ بيوته وتعلق قلبُه بها، ومن تعلق قلبه بها أظله الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله سبحانه.

احبتي في الله ن اعلموا ـ بارك الله فيكم ـ أن أداء الصلاة جماعة في المساجد من أفضل الأعمال التي حثت عليها سنة نبينا محمدٍ  صلى الله عليه وسلم  ورغبت فيها كثيراً ؛ فعن ابن عمر ( رضي الله عنهما ) عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال : “صلاة الرجل في الجماعة تزيد على صلاته وحده سبعاً وعشرين “( رواه مسلم ، الحديث رقم 1478 ، ص 262 ) . واعلم أن أداء الصلاة في المساجد لا يُعطل مسيرة الحياة ، ولا يعوق النشاط الدنيوي للمسلم ، ولا يؤخره عن أعماله وارتباطاته ، لأن الصلوات – في حقيقة الأمر – ليست سوى محطاتٍ إيمانيةٍ يتزود فيها المسلم بالطاقة الروحية اللازمة للسعي في الحياة ، تلك الطاقة الإيمانية التي تصله بربه جل وعلا ، وتجدد نشاطه باستمرار ، وتدفعه إلى الأمام ، وتعينه على التحمل والمثابرة والمصابرة في مشوار حياته . كما أن لأداء الصلاة في المساجد معاني عظيمة وآثاراً طيبة في تربية أبناء المجتمع المسلم ونهيهم عن فاحش القول ومنكر العمل تصديقاً لقوله سبحانه : { إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَـى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْـرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَـعُونَ } ( سورة العنكبوت : من الآية 45 ) .

المساجد ليست أماكن لأداء الصلاة فقط ، ولكنها مراكز للتعليم والتوجيه , ومؤسسات للتربية والتنشئة , عن طريق ما يعقد فيها من دروس ومحاضرات وندوات , وما يلقى على منابرها من خطب ومواعظ ونصائح في مختلف جوانب الحياة الفردية والجماعية . واعلموا ـ بارك الله فيكم ـ أنه ما لم تكن تلك وظيفة المساجد ورسالتها الخالدة ومهمتها العظمى فإنها ستظل معطلة ، ولن تؤتي ثمارها الطيبة المباركة التي وجدت من أجلها . يقول أحد دعاة الإسلام : ” من أراد أن ينظر وأن يتعرف على حقيقة مدينة من المدن ، أو قرية من القرى ، فلينظر إلى مساجدها ، ولير ما مقدار اهتمام الناس بهذه المساجد ؟ وما هي علاقتهم بها ؟ حينها يحكم على هذا الجيل أو هذه الطائفة من الناس ومدى رقيهم الحضاري الإسلامي ” . من هنا كانت المساجد في تاريخنا الإسلامي المجيد قلاعاً للإيمان ، وحصوناً للفضيلة ، وبيوتاً للأتقياء ، وينابيع للصلاح ، وموارد للخير ، ومجامع الأمة ، ومواضع الأئمة

يا عمار بيوت الله في الأرض ، إن لهذه البيوت منزلة رفيعة ، ومكانةً عاليةً في النفوس ، ولذلك فهي تختلف عن غيرها من الأماكن التي يرتادها الناس في حياتهم اليومية بمالها من آداب فاضلة وسلوكيات مثالية كالاستعداد لدخولها بالطهارة ، ومراعاة آداب الدخول إليها والخروج منها والخشوع والسكينة أثناء المكوث فيها ، وعدم رفع الصوت فيها أو الانشغال بأمور الدنيا بين جنباتها ، فعن أبي هريرة  رضي الله عنه  أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال : ” إذا رأيتم من يبيعُ أو يبتاعُ في المسجد ، فقولوا : لا أربح الله تجارتك ، وإذا رأيتم من ينشُد فيه ضالةً ، فقولوا : لا رد الله عليك ” ( رواه الترمذي ، الحديث رقم 1321 ، ص 312 ) . وهذا يعني صرف الوقت داخل المسجد لشؤون الدنيا أو لتعطيلها عن ذكر الله سبحانه. كما أن من آدابها العظيمة المشي إليها بتؤدة وخشوع وطمأنينة دونما جري أو تعجيل ، والتبكير في الحضور إليها ، وعدم تخطي الرقاب أو اختراق الصفوف لا سيماَ في صلاة الجمعة لما ورد في ذلك من النهي على لسان معلم الناس الخير  صلى الله عليه وسلم  .

فيا من تُجيبون دعوة الله تعالى ؛ إياكم واصطحاب الأطفال الصغار الذين هم دون سن التمييز إلى بيوت الله لما في ذلك من إزعاجٍ للمصلين وقطعٍ لخشوع الخاشعين بالمرور بين أيديهم والإخلال بتنظيم صفوفهم .وليس هذا فحسب بل ربما وصل الأمر ببعض الأطفال إلى تلويث المسجد في بعض الأحيان . أما أولئك الأطفال الذين يُرجى من اصطحابهم تدريبهم على ارتياد المساجد وتعويدهم أداء الصلاة ، وغرس حب المساجد في نفوسهم فلا بأس – إن شاء الله تعالى – من اصطحابهم مع مراعاة عدم الغفلة عنهم ، ومحاولة التحكم في تصرفاتهم ، وحثهم على احترام هذه المساجد والالتزام بآدابها والتحلي بأخلاقها

ولا تنسوا احبتي  . أن من علامات احترام بيوت  الله المحافظة على المظهر الحسن عند ارتيادها والدخول إليها عملاً بقوله تعالى : { يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ } ( سورة الأعراف : من الآية 31 ) . ومعنى ذلك أن يلبس المصلي لباساً لائقاً بالمساجد من حيث النظافة والستر والأناقة والهندام ، والحشمة والوقار . و الحذر الحذر من ارتيادها بملابس غير لائقة كأن يأتي الإنسان إلى المسجد بثياب النوم أو بملابس العمل المتسخة أو التي تفوح منها الروائح المؤذية أو نحوها لأن في ذلك عدم احترام لقدسية هذا المكان ، ثم لأنها قد تؤذي برائحتها من في المسجد من الملائكة والمصلين . وقد سبق معنا قوله  صلى الله عليه وسلم  : ” من أكل من هذه الشجرة المُنتنة فلا يقربن مسجدنا ؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الأِنس ” ( رواه مسلم ، الحديث رقم 1252 ، ص 227 فاذا كان الانسان لا يقبل ان يدخل ادارة ما وهو بهندام لا يليق ، او كان على موعد للعمل فكيف به لا يكون على احسن حال واحسن هندام وهو مقبل على لقاء الله سبحانه وتعالى في بيت من بيوته.

فمن يحب المساجد لأجل الله، كان حبه لها دينا وعبادة وفوزا وربحا وزيادة ، من أحبها عرَف قدرها وصانها عن الأوساخ، وساهم في تنظيفها وتطييبها، – لأن صيانتها قربة، وتنظيفَها طاعة، وتطييبَها عبادة، ففي الحديث الصحيح، عن عائشة رضي الله عنها قالت:”أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمساجدِ أن تُبنى في الدور، وأن تُطهر وتطيب”.

باركَ الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفَعَني الله وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم ولجميعِ المُسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفورُ الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمدُ لله على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانِه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنِه، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه، وسلَّم تسليمًا مزيدًا

احبتي في الله  للاسف الشديد  اصبح حال مساجدنا يدمي القلوب ومكانتها  اليوم في حياتنا ضعفت وقل تأثيرها فينا كمسلمين. قست القلوب وتحجرت ، وخلت من الرحمة في بيوت تتنزل فيه الرحمة، فتنكر البعض للبعض، وأصبحت الخصومات في المساجد جهارا، والغيبة والنميمة لا تجد لها إنكارا، والبدع تجد لها انتشارا، والحديث عن الدنيا ومشاغلِها تجد لذلك إقبالا وأنصارا.و أصبح المجيء إلى المساجد أو الدخولُ إليها عادةً من العادات، وصار الجلوس فيها وانتظارُ الصلاة عند البعض مضيعةً للأوقات، وإطالةُ الإمامِ القراءةَ في الصلاة تَعَباً وَعِبْأً على كاهل المصلين.

نعم يا عمار بيت الله، لقد مات الإحساس برهبة المكان وعظمته وقدسيته بل القلوب خلت وجفت من الإحساس بعظمة من يُنتسب إليه المكان، والله سبحانه يقول: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ [الأنعام: 91]،أي ما عظموه حق تعظيمه ومن تعظيمنا لله سبحانه، أن نعظم شعائره، قال جل جلاله: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 30].

فللمسجد حرمة، ولا يجوز أن تُنتهك هذه الحرمة لا بالبيع والشراء، ولا في القيل والقال وأحاديث الدنيا التي لا يُنتفع بها.

فالمسجد يجب أن يُصان عن الأقوال الرذيلَة والأحاديثِ السيئة واللغط والأصوات المرتفعة، قال سعيد بن المسيّب رحمه الله:”من جَلَس في المجلس فإنما يجالِس ربَّه، فما حقُّه أن يقولَ إلا خيرًا”.

تواجدك داخل المسجد قبل الصلاة فرصة للفوز بالثواب والأجر، وذلك بالاشتغال بالطاعات والذكر – كقراءة القرآن، والصلاة، والتسبيح…

ولكن بعض المصلين يتركون كل هذا الخير ويشتغلون بالقيل والقال. فالذين يجلسون في المسجد رجالا ونساء، الواجب عليهم أن يتأدبوا بالآداب الشرعية، ويتجنبوا كل ما يخالف ذلك.

ومن التعظيم والتوقير أن يحرص المسلم على إقفال الهاتف، فنحن ندرك أنه من طبع الإنسان أن ينسى، لكن ينسى إقفال الهاتف مرة مرتين ثلاثة، دائما ينساه! فأين صِدقُ الإقبال على الله؟ أين تعظيمه؟ أين الحياء من الله ومن عباده المصلين؟

أين توقير بيت الله تعالى؟

فهذا بيت الله يا أخي الكريم، بيت الله له حرمته له قدسيته، نسَبه الله إلى نفسه.. ولست أدري كيف تَحضر قلوب هؤلاء أثناء الصلاة وأحدهم مشغولَ البال بهاتفه؟

ومن محبة المساجد وتعظيمها، تنظيفُها وتطييبُها وصيانتها.

فكثير منا يهتم بنظافة بيته وتجديده كل فترة من الزمان، ومنا من ينفق الكثير في سبيل ذلك، ولكننا للأسف لا نعتني ولا نهتم بنظافة بيوت الله وصيانتها وتلبية احتياجاتها، وكأن لسان حالنا يقول: “إن للمسجد ربًّا يتولاه”.

فنظافة المسجد، والاعتناء بذلك هو اعتناء بأحب البقاع إلى الله وهو من الحسنات التي يؤجر عليها العبد، ولذا يقول الله تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾ [النور: 36]، ورفْعُها: تعظيمُها ورفعُ شأنها، وتطهيرُها من الأنجاس والأقذار وصيانتُها عما لا يليق بها، وليس من تعظيم المسجد ترك الأوساخ وتجاهلها أو تعمد رميها.

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن رفع الأذى والأوساخ من الطريق والأماكن المختلفة من الحسنات الكبيرة حيث قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم:(عُرِضَت عليَّ أعمالُ أمَّتي، حسنُها وسيِّئُها، فوجدتُ في محاسنِ أعمالِها الأذى يماطُ عنِ الطَّريقِ). والأولى ما كان في المسجد وما كان في طريقه.

وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن امرأة سوداء كانت تقم،أي تنظف المسجد ففقدها الرسول صلى الله عليه وسلم فسأل عنها فقالوا:ماتت فقال:أفلا كنتم آذنتموني (كأنهم استصغروا أمرها فلم يخبروه) فقال: دلوني على قبرها، فدلوه فصلى عليها).

فانظروا النبي صلى الله عليه وسلم، يسأل عن تلك المرأة ويصلي عليها لأنها من أهل الخير… فإذا كان ذاك حال من ينظف المسجد فكيف بمن يفعل أكثر من ذلك؟

فعلينا كمسلمين أن نتقي الله عز وجل في بيوته، وأن نصونها ونحفظ حرمتها ما أمكن لذلك سبيل.

تذكروا احبتي ان  الإسلام أولى المساجد بالاهتمام وحثّ على نظافتها، لأنّ في ذلك أجرًا عظيمًا، و علينا ألّا نعتقد أنّ نظافة المسجد إنّما هي وظيفة الخادم أو المنظّف فقط ؛ بل هي قُربة وعبادة ومهمّة كلّ مسلم، وتعاهد المسجد لا يقتصر على شخص معيّن، بل كلّ مسلم مسؤول عن تعاهده والمحافظة على أثاثه ونظافته، كما يتعاهد بيته، ويحافظ عليه، بل المسجد أولى من البيت، لأنّه بيت اللّه، وقد أمَرَ اللّه تعالى المسلمين بأخذ زينتهم عند كلّ مسجد، وما ذلك إلّا لتبقى بيوت اللّه نظيفة، تفوح منها الرّوائح الزّكيّة الطيّبة الّتي تحثّ من ارتيادها على المكوث فيها، وأداء شعائر اللّه وفرائضه.

وأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الدّاخل إلى المسجد أن يتأكّد من نظافة جسده ونعله، فعن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال: بينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يُصلّي بأصحابه، إذ خلع نعليه، فوضعها عن يساره، فلمّا رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم، فلمّا قضَى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم صلاته قال: “ما حملكم على إلقائكم نعالكم؟ قالوا: رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ جبريل أتاني، فأخبرني أنّ فيهما قذرًا أو قال: أذًى، وقال: إذا جاء أحدكم المسجد فلينظر، فإن رأى في نعليه قذرًا فليسمحهما، وليصلّ فيهما”.

هذا وصلوا وسلموا ….. الدعاء

خطبة الجمعة ليوم  21 شتنبر 2018 مسجد الحسن الثاني سيدي بنور  د/ عبد الهادي السبيوي

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *