بيان الطريقة البصيرية بخصوص وباء كورونا
بيان الطريقة البصيرية بخصوص وباء كورونا
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بناء على الظرفية الاستثنائية التي تعيشها الأمة المغربية، بسبب انتشار وباء كورونا الذي اجتاح بلدان العالم، وتبعا للمقاصد الكبرى لديننا الإسلامي الحنيف بأن لا يعرض المسلم نفسه إلى التهلكة مهما كانت الأحوال، تهيب الطريقة البصيرية بجميع مريديها داخل المملكة المغربية وخارجها، على ضرورة التحلي بروح المسؤولية والالتزام بمختلف تدابير الحدّ من انتشار وباء “كورونا”، بالالتزام بقواعد السلامة الصحية والنظافة في مفهومها العام، والانخراط في التدابير الاحترازية التي اتخذتها مختلف السلطات، وتعبئة من حولكم باتخاذ كل أشكال الاحتياط، بما في ذلك التزام البيوت إلا للضرورة، وتجنب التجمعات والأماكن المزدحمة، وتفادي كل مسببات انتشار الفيروس، حفاظا على سلامتكم وحماية لكم ولذويكم من الوباء، ومراجعة الطبيب عند الحاجة، إلى غير ذلك مما ينبغي أن يكون ظاهرا في سلوك وأخلاق كل واحد منا دون تهوين وبعيدا عن أي تهويل أو ترويع.
وإذ نوصي بتجنب التجمعات في الفترة الراهنة، فإنه يدخل في ذلك كل التجمعات اليومية أو الأسبوعية التي تتم في الزاوية الأم ببني عياط بإقليم أزيلال، أو في عموم فروعها، والتي كانت تتم للاجتماع على الذكر والمذاكرة والدعاء، وكذا المناسبات التي يجتمع فيها المريدون ومن معهم من الأحباب. وستعود الأمور إلى حالها بمجرد قرار السلطات المختصة بعودة الحالة الصحية إلى وضعها الطبيعي.
وفي مقابل ذلك نحث الجميع على التنسيق عن بعد لختم سلك من القرآن الكريم، والاستغفار بكل الصيغ الواردة، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بكل الصيغ الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين والتابعين ومن تبعهم من الربانيين، والحسبلة، بقول:”حسبنا الله ونعم الوكيل”، والتضرع والدعاء في كل الأوقات، وبخاصة في الأوقات مظنة الإجابة، وتخصيص قائد الأمة مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره بالدعاء، الذي تعامل مع كارثة الوباء بكل حزم وذكاء من أجل أن يجنب شعبه الأسوء، علاوة على الدعاء للوطن وللإنسانية جمعاء، أن يرفع الله عنا الوباء والبلاء والبلواء الخارج من الأرض والنازل من السماء.
وفي هذا الصدد نعلم الجميع بأن ورد اللطيف الكبير الذي تؤديه الزاوية البصيرية منذ تأسيسها كل يوم بعد صلاة العشاء، لازال مستمرا لكن في البيوت. سائلين المولى عز وجل القبول، وأن يرفع عنا به كل جائحة وضيق.
ختاما نهيب بالجميع ونحن نمر بهذه الأزمة، الاهتمام بقيم التضامن والتآزر والتكافل والتعاضد الاجتماعي على كل ما فيه خير للمواطنين والمواطنات، والإبانة عن الحس الوطني الذي عرف به المغاربة أبا عن جد، لمواجهة هذا الوباء بنفس وحدوي عال، وبتضامن وطني كما هو معهود فينا. والحمد لله رب العالمين.
إمضاء:
إسماعيل بصير
خادم الطريقة البصيرية بزاوية جده الشيخ سيدي إبراهيم البصير، بني عياط، إقليم أزيلال، المملكة المغربية
الزاوية البصيرية في يومه الأربعاء 23 رجب الفرد 1441هـ موافق 18 مارس 2020