الهجرة النبوية الشريفة دروس وعبر

الخطبة الأولى

إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَهْدِيهِ ونَشْكُرُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إِلَيْهِ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنا وسَيِّئاتِ أَعْمالِنَا، مَن يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ومَن يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ.وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ولا مَثيلَ لَه ولا ضِدَّ ولا نِدَّ لَه، وأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنا وحَبِيبَنا وعَظِيمَنا وقائِدَنا وقُرَّةَ أَعْيُنِنا محمَّدًا عَبْدُ اللهِ ورَسُولُهُ وصَفِيُّهُ وحَبِيبُهُ، بَلَّغَ الرِّسالَةَ وأَدّى الأَمانَةَ ونَصَحَ الأُمَّةَ فَجَزاهُ اللهُ عَنّا خَيْرَ ما جَزَى نَبِيًّا مِنْ أَنْبِيَائِهِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنا محمَّدٍ صَلاةً تَقْضِي بِها حاجاتِنا وتُفَرِّجُ بِها كُرُباتِنا وتَكْفِينا بِها شَرَّ أَعْدائِنا وسَلِّمْ عَلَيْهِ وعَلَى ءالِهِ سَلامًا كَثِيرا.

أَمّا بَعْدُ

عِبادَ اللهِ ، فَإِنِّي أُوصِيكُمْ ونَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، والسَّيْرِ عَلى خُطَى رَسُولِهِ الكَرِيم، يَقُولُ اللهُ تَعالى في مُحْكَمِ كِتابِه ﴿ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِىَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا. فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى ، وَكَلِمَةُ اللهِ هِىَ الْعُلْيَا ، وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)﴾[سورة التوبة].

إِخْوَةَ الإِيمانِ أَحِبَّتي في الله  تَشَاءُ الصُّدَفُ أَنْ  نَحْتفِل في هذا اليَوْم العظيم  بِذِكَرى عظيمة تحمل من الدلالات والعبر الشئ الكثير  انها  احبتي  في الله  ذكرى الهجرة النبوية الشريفة   والتي سنقف اليوم عند  دُّرُوسَ ها  وابعادها  فاحتفالنا لن يكون له معنى ما لم نستفد حقا من الدروس والدلات التي تحملها لنا هذه الذكرى  ، لان حديثنا عنها انما هو حديث عن مرحلة مفصلية في تاريخ  الامة الاسلامية وهي فرصة للإُسْتَفادَةَ مِنْ سِيرَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ ومن مواقفه وهي كَثِيرَةٌ، كَيْفَ لا والكَلامُ عَنْ سِيرَةِ أَفْضَلِ الناسِ وخَيْرِ الناسِ سَيِّدِنا محمدٍ صَلّى اللهُ عليه وسلَّم، كَيْفَ لا والكَلامُ عَنْ سِيرَةِ خاتَمِ الأَنْبِياءِ وسَيِّدِ المُرْسَلِينَ وحَبِيبِ رَبِّ العالَمِين، فَسَيِّدُنا محمدٌ إِخْوَةَ الإِيمانِ اصْطَفاهُ اللهُ بِالرِّسالَةِ وأَمَرَهُ بِالتَّبْلِيغِ والإِنْذارِ فَدَعا الناسَ إِلى دِينِ الإِسْلامِ دِينِ جَمِيعِ الأَنْبِياءِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ دِينِ التَّوْحِيد، دَعا الناسَ إِلى عِبادَةِ اللهِ الواحِدِ الَّذِي لا شَرِيكَ لَهُ ولا شَبِيهَ لَهُ ولا مَثِيلَ لَهُ ولا صاحِبَةَ لَهُ ولا وَلَدَ ودَعا الناسَ إِلى مَكارِمِ الأَخْلاقِ كَما قالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسلامُ إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكارِمَ الأَخْلاقِ اهـ (رَواهُ البَيْهَقِيّ) وقَدْ تَحَمَّلَ حَبِيبُنا المُصْطَفَى أَيُّها الأَحِبَّةُ في سَبِيلِ الدَّعْوَةِ الشَّىْءَ الكَثِيرَ،  والمَصاعِبَ الكَبِيرَة، وبعد ان اشتد عليه الامر  قرر وبأمر الاهي  ان يُقْدِمَ على الهجرة الشريفة  وفي هذه الخطبة المباركة سوف لن نتحدث عن حيثيات الهجرة بقدر ما سنقف انشاء الله  عند الدروس المستفاذة . لنستنبط منها دروساً عظيمة في حياتنا ، ونستخلص منها الفوائد الجمة، والحكم الباهرة  التي سنستفيد منها جميعا أفراد وأمة في شتى مجالات الحياة، ومن تلك الدروس والفوائد والحكم ما يلي:

أولاً: ضرورة الجمع بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب: فالتوكل في لسان الشرع يراد به توجه القلب إلى الله حال العمل، واستمداد المعونة منه، والاعتماد عليه وحده؛ فذلك سر التوكل وحقيقته، والذي يحقق التوكل هو القيام بالأسباب المأمور بها؛ ذلك أن التوكل من أقوى الأسباب في حصول المراد، ودفع المكروه، بل هو أقواها.

ولقد كان لرسول الله – عليه الصلاة والسلام النصيب الأوفى من هذا المعنى؛ فلا يُعْرَفُ بَشَرٌ أحق بنصر الله، وأجدر بتأييده؛ من هذا الرسول الذي لاقى في جنب الله ما لاقى، ومع ذلك فإن استحقاق التأييد الأعلى لا يعني التفريط قيد أنملة في استجماع أسبابه، وتوفير وسائله.

ومن ثم فإن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أحكم خطة هجرته، وأعد لكل فرض عُدَّتَه، ولم يدع في حسبانه مكاناً للحظوظ العمياء، ثم توكل بعد ذلك على من بيده ملكوت كل شيء، وكثيراً ما يرتب الإنسان مقدمات النصر ترتيباً حسناً؛ ثم يجيء عَوْنٌ أعلى يجعل هذا النصر مضاعف الثمار، وهكذا جرت هجرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من مكة إلى المدينة على هذا الغرار؛ فقد استبقى معه أبا بكر وعلياً – رضي الله عنهما -، وأذن لسائر المؤمنين بتقدمه إلى المدينة، فأما أبو بكر فإن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال له حين استأذنه؛ ليهاجر: ((لا تعجل؛ لعل الله أن يجعل لك صاحباً)).

وأحس أبو بكر بأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – يعني نفسه بهذا الرّد، فابتاع راحلتين، فحبسهما في داره بعلفهما إعداداً لذلك الأمر، وأما عليٌ فقد هيّأهُ الرسول – صلى الله عليه وسلم – لدور خاص يؤديه في هذه المغامرة المحفوفة بالأخطار ألا وهي مبيت في مكان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا أراد الخروج إلى المدينة.

ويُلاحَظ أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كتم أسرار مسيره؛ فلم يطلع عليها إلا من لهم صلة ماسة، ولم يتوسع في إطْلاعهم إلا بقدر العمل المنوط بهم، ثم إنه استأجر خبيراً هو عبد الله بن أُريقط الليثي بطريق الصحراء ليستعين بخبرته على مغالبة المُطَالِبين، وكان هادياً ماهراً بالطريق، وكان على دين قومه قريش، فَأَمَّناه على ذلك، وسلَّما إليه راحلتيهما، وواعداه في غار ثور بعد ثلاث، ومع كل هذه الأسباب المبذولة فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يتكل عليها؛ بل كان قلبه متعلقاً بالله – عزّ وجل -، فجاءه التوفيق والمدد والعون من الله، ويشهد لذلك أنه لما أبقى علياً – رضي الله عنه – ليبيت في مضجعه، وهمَّ بالخروج من منزله الذي يحيط به المشركون، وتقطعت أسباب النصر الظاهرة، ولم يبق من سبب إلا سنةُ تأييد الله الخفية؛ أخذ حصيات ورمى بها وجوه المشركين؛ فأدبروا، وكذلك الحال لما كان في الغار، ففي الصحيحين أن أبا بكر – رضي الله عنه – قال: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال: ((يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن؛ فإن الله معنا))1.

ومن هذه الناحية فإن الدرس المستفاد هو أن الأمة التي تريد أن تخرج من تيهها، وتنهض من كبوتها؛ لا بُدّ أن تأخذ بأسباب النجاة، وعُدَد النهوض، ثم تنطوي قلوبها على سراج من التوكل على الله، وأعظم التوكل على الله التوكل عليه – عز وجل – في طلب الهداية، وتجريد التوحيد، ومتابعة الرسول – صلى الله عليه وسلم -، وجهاد أهل الباطل، وحصول ما يحبه الله ويرضاه من الإيمان، واليقين، والعلم، والدعوة؛ فهذا توكل الرسل وخاصة أتباعهم، وما اقترن العزم الصحيح بالتوكل على من بيده ملكوت كل شيء إلا كانت العاقبة رشداً وفلاحاً{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}2، وما جمع قوم بين الأخذ بالأسباب وقوة التوكل على الله؛ إلا أحرزوا الكفاية لأن يعيشوا أعزة سعداء.

ثانياً: ضرورة الإخلاص، والسلامة من الأغراض الشخصية: فالإخلاص روح العظمة، وقطب مدارها، والإخلاص يرفع شأن الأعمال حتى تكون مراقي للفلاح، وهو يجعل في عزم الرجل متانة فيسير حتى يبلغ الغاية.

فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد بدعوته إلا الإخلاص لله، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور؛ فكان متجرداً من حظوظ النفس ورغائبها؛ ولم يك يطلب بدعوته هذه نباهة شأن اووجاهة؛ وما كان حريصاً على بسطة العيش فيبغي بهذه الدعوة ثراءً؛ . ثم إن الهجرة كانت دليلاً على الإخلاص والتفاني في سبيل العقيدة؛ فقد فارق المهاجرون وطنهم، ومالهم، وأهليهم، ومعارفهم؛ إجابة لنداء الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم -، وهذا درس عظيم يستفيد منه المسلمون فائدة عظمى أن الإخلاص هو السبب الأعظم لنيل المآرب التي تعود على الأفراد والأمة بالخير.

ثالثاً: الاعتدال حال السراء والضراء: فيوم خرج – عليه الصلاة والسلام – من مكة مكرهاً لم يخنع، ولم يذل، ولم يفقد ثقته بربِّه، ولما فتح الله عليه ما فتح، وأقرَّ عينه بعزِّ الإسلام، وظهور المسلمين؛ لم يَطِشْ زهواً، ولم يتعاظم تيهاً؛ فعيشته يوم كان في مكة يلاقي الأذى، ويوم أخرج منها كارهاً؛ كعيشته يوم دخل مكة ظافراً، وكعيشته يوم أظلت رايته البلاد العربية، وأطلَّت على ممالك قيصر ناحية تبوك، وتواضعه وزهده بعد فتح مكة وغيرها كحاله يوم كان يدعو وحيداً، وسفهاء الأحلام في مكة يضحكون منه ويسخرون

والدرس المستفاد من هذا المعنى واضح جلي؛ إذ الأمة تمرُّ بأحوال ضعف، وأحوال قوة، وأحوال فقر، وأحوال غنى؛ فعليها لزوم الاعتدال في شتى الأحوال؛ فلا تبطرها النعماء، ولا تُقَنِّطها البأساء، وكذلك الحال بالنسبة للأفراد.

رابعاً: اليقين بأن العاقبة للتقوى وللمتقين: فالذي ينظر في الهجرة بادئ الرأي يظن أن الدعوة إلى زوال واضمحلال، ولكن الهجرة في حقيقتها تعطي درساً واضحاً أن العاقبة للتقوى وللمتقين، فالعاقبة فإنما هي للذين صبروا، والذين هم مصلحون، ولقد هاجر – عليه الصلاة والسلام – من مكة في سواد الليل مختفياً، وأهلها يحملون له العداوة والبغضاء، ويسعون سعيهم للوصول إلى قتله، والخلاص من دعوته، ثم دخل المدينة في بياض النهار مُتَجلِّياً قد استقبله المهاجرون والأنصار بقلوب مُلِئَت سروراً بمقدمه، وابتهاجاً بلقائه، وصاروا يتنافسون في الاحتفاء به، والقرب من مجلسه، وقد هيئوا أنفسهم لفدائه بكل ما يَعزُّ عليهم

خامساً: ثبات أهل الإيمان في المواقف الحرجة: ويبدو ذلك في جواب النبي – صلى الله عليه وسلم – لأبي بكر – رضي الله عنه – تطميناً له على قلقه: ((يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)) وهذا مثال من أمثلة الصدق والثبات، والثقة بالله، والاتكال عليه عند الشدائد، وهو دليل واضح على صدق الرسول، ودعوى النبوة؛ فهو في أشد المآزق حرجاً، ومع ذلك تبدو عليه أمارات الاطمئنان، وأن الله لن يتخلى عنه في تلك الساعات الحرجة، فيا ترى هل يصدر مثل هذا الاطمئنان عن مُدَّعٍ للنبوة؟

في مثل هذه الحالات يبدو الفرق واضحاً بين أهل الصدق وأهل الكذب، فالأولون تفيض قلوبهم دائماً وأبداً بالرضا عن الله، والثقة بنصره، وهؤلاء الآخِرُون يتهاوون عند المخاوف، وينهارون عند الشدائد، ثم لا تجد لهم من الله ولياً ولا نصيراً.

سادساً: أن من حفظ الله في سره وعلانيته حفظه الله: ويؤخذ هذا المعنى من حال زعماء قريش عندما اتآمرواعلى النبي – صلى الله عليه وسلم – ليعتقلوه، أو يقتلوه، أو يخرجوه قال – تعالى -: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}3، فأجمعوا بعد تداول الرأي على أن يطلقوا سيوفهم تخوض في دمه الطاهر، فأوحى الله – تعالى – إلى رسوله – صلى الله عليه وسلم – ما أوحى، فحثا في وجوههم التراب، وبارح مكة من حيث لا تراه أعينهم، وهذا درس عظيم، وسُنَّةٌ ماضية؛ في أنَّ مَنْ حفظ الله حفظه الله.

سابعاً: أن النصر مع الصبر: فقد قضى – عليه الصلاة والسلام – في سبيل دعوته في مكة ثلاثة عشر حولاً وهو يلاقي نفوساً طاغيةً، وألسنة ساخرة، وربما لقي أيادي باطشة؛ وكان هَيِّناً على الله أن يصرف عنه الأذى جملة، ولكنها سنة الابتلاء يؤخذ بها الرسول الأكرم؛ ليستبين صبره، ويعظم عند الله أجرُه، وليتعلم دعاة الإصلاح كيف يقتحمون الشدائد، ويصبرون على ما يلاقون من الأذى صغيراً كان أم كبيراً.

ثامناً: ظهور المواقف البطولية: فالنبي – صلى الله عليه وسلم – تنتهي إليه الشجاعة بأسرها، ومن مواقفه البطولية ما كان من أمر الهجرة وذلك لما اجتمعت عليه قريش ورمته عن قوس واحدة، وأجمعت على قتله، والقضاء على دعوته، فما كان منه إلا أن قابل تلك الخطوب بجأشٍ رابط، وجبين طَلْقٍ، وعزم لا يلتوي.فلم تكن تأخذه رهبة من أشياع الباطل وإن كَثُرَ عددهم، بل كان يلاقيهم بالفئات القليلة، ويفوز عليهم فوزاً عظيماً، ويقابل الأعداء بوجهه لا يوليهم ظهره وإن تزلزل جنده، وانصرفوا جميعاً من حوله، وكان يتقدم في الحرب حتى يكون موقفه أقرب موقف من العدو، وإذا اتقدت جمرة الحرب، واشتدّ لهبها؛ أوى إليه الناس، واحتموا بظله الشريف؛ فلم يكن يتوارى من الموت، أو يُقَطِّب عند لقائه؛ كيف وهو يتيقن أن موتَه هو انتقال من حياة مخلوطة بالمتاعب والمكاره إلى حياة أصفى لذة، وأهنأ راحةً، وأبقى نعيماً؟ولقد كان لهذه المواقف البطولية الرائعة موضع قدوة لأصحابه ومن جاء بعدهم.

تاسعاً: الحاجة إلى الحلم، ومقابلة الإساءة بالإحسان: فلما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – في مكة قبل الهجرة كان يلقى من الطُّغاة والطَّغام أذىً كثيراً، فيضرب عنه صفحاً أو عفواً؛ فما عاقب أحداً مسَّه بأذى، ولا أغلظ له في القول، بل كان يقابل الإساءة بالإحسان، والغلظة بالرفق،

 

ومما يجلِّي هذا المعنى ما كان منه – عليه الصلاة والسلام – لما عاد إلى مكة ظافراً فاتحاً، حين تمكن ممن كانوا يؤذونه بصنوف الأذى فقال لهم: ((ما تظنون أني فاعل بكم؟))، قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء)).

هذا دأبه وديدنه، يعفو ويصفح، ويدفع السيئة بالحسنة إلا أن يتعدى الشر فيلقي في وجه الدعوة حجراً، أو يحدث في نظام الأمة خللاً؛ فَلِرَسول الله – صلى الله عليه وسلم – يومئذ شأنه الذي يقول فيه: ((لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها))4؛ فالانتصار – إذاً – ليس للنفس، ولا للحرص على الحياة؛ وإنما هو انتصار للحق، وغضب لحرمات الله – عز وجل -.

عاشراً: استبانة أثر الإيمان: فلما تنفس الإسلام في بطاح مكة اعتنقه فريق من ذوي العقول السليمة، وما لبث عُبَّاد الأوثان يؤذونهم في أنفسهم، ويأبون أن يقيموا شعائر دينهم، ولما كان أولئك المسلمون على إيمان أجلى من القمر يتلألأ في سماء صاحية تَحَمَّلُوا الأذى في صبر وأناة، وكانت مظاهر أولئك الطغاة حقيرة في أعينهم؛ منبوذة وراء ظهورهم؛ حتى أذن الله لهم بالهجرة.

وكذلك الإيمان تخالط بشاشتهُ القلوبَ؛ فيخلق من الضعف عزماً، ومن الخمول نهوضاً، ومن الذلة عِزّّاً، ومن البَطالة نشاطاً، ومن الشحِّ كرماً وبذلاً، وهذا الأثر يعطي درساً عظيماً وهو أن الإيمان يصنع المعجزات، ويأتي بأطيب الثمرات، وهذا بدوره يدفع أولي الأمر وأهل العلم أن يبذلوا قصارى جُهْدِهم في سبيل تعليمِ الأمةِ أمرَ دينها وقيادتها – ولو بالسلاسل – إلى دعوة الإيمان والهدى؛ كي تعود لها عزتها السالفة، وأمجادها الغابرة.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات، من كلِّ الذنوب والخطايا والسيئات، فاستغفروه وتوبوا إليه إنَّه كان توابًا.

الخطبة الثانية

الحمد لله الملك القدُّوس السلام، مُجري الليالي والأيام، ومُجدِّد الشهور والأعوام، أحمده تعالى وأشكره على ما هدانا للإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل شهر المحرَّم فاتحة شهور العام، وأشهد أنَّ نبينا محمدًا عبد الله ورسوله سيد الأنام، وبدر التَّمام، ومِسْك الختام، صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله البَرَرَة الكِرام، وصَحْبِه الأئمَّة الأعلام، والتَّابعين ومَنْ تَبِعَهُم بإحسانٍ ما تعاقب النُّور والظَّلام.

اما بعد ،

أحبتي في الله وان من العبر المستفادة أيضا من الهجرة النبوية الشريفة نذكر أيضا:

انتشار الإسلام وقوته: وهذا من فوائد الهجرة؛ فلقد كان الحق بمكة مغموراً بشغب الباطل، وكان أهل الحق في بلاء من أهل الباطل شديد، والهجرة كانت من أعظم الأسباب التي رفعت صوت الحق على صخب الباطل، وخلَّصت أهل الحق من ذلك البلاء الجائر، وأورثتهم حياة عزيزة، ومُقاماً كريماً.

قال – تعالى -: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا}5؛ فإنك تجد الآية الكريمة تَذْكُر شيئاً من أمر الهجرة النبوية، وتعدُّ من جملة النعم الجليلة المترتبة عليها جَعْل كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمة الله هي العليا.

ومن العبر أيضا  أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه: فالمهاجرين لما تركوا ديارهم، وأهليهم، وأموالهم التي هي أحب شيء إليهم؛ عوضهم الله بأن فتح عليهم الدنيا، وملَّكهم مشارقها ومغاربها.

وفي هذا درس عظيم هو أن الله – عز وجل – شكور كريم، لا يضيع أجر من أحسن عملاً؛ فمن ترك شيئاً لأجله عوضه خيراً منه، والعِوَض من الله أنواع، وأجلّ ما يُعوِّض به الإنسان أن يُرْزَقَ محبة الله – عز وجل -، وطمأنينة القلب بذكره، وقوة الإقبال عليه؛ فحري بأهل الإسلام أن يُضحُّوا في سبيل الله، وأن يقدموا محبوبات الله على محبوبات نفوسهم؛ ليفوزوا بخيري الدنيا والآخرة.

ومن الدروس المستفادة ايضا اجتماع كلمة العرب، وارتفاع شأنهم: فالهجرة – مكنت لجمع الكلمة؛ فكلمة التوحيد أساس توحيد الكلمة؛ وأمة العرب كانت متفرقة متشاكسة، فأصبحت متحدة متآلفة، ويستفاد من هذا أن أمة الإسلام ذات منهج رباني كفيل بجمع الكلمة، وإحراز السعادة في الدنيا والآخرة، بل لا يوجد منهج يكفل ذلك غيره.

ومن العبر ايضا التنبيه الى  فضل المهاجرين والأنصار: فمن بركات الهجرة على المهاجرين أنهم كانوا يلاقون في مكة أذىً كثيراً؛ فأصبحوا بعد الهجرة في أمن وسلامة، ثم إن الهجرة ألبستهم ثوب عزة بعد أن كانوا مستضعفين، ورفعت منازلهم عند الله درجات، وجعلت لهم لسان صدق في الآخرين، وقد سمى الله – تعالى – الصحابة الذين فروا بدينهم إلى المدينة بـ”المهاجرين”، وصار هذا اللقب أشرف لقب يُدْعَون به بعد الإيمان، كما درَّت بركات الهجرة على أهل المدينة من آووا ونصروا أنْ علا شأنهم، وبرزت مكانتهم، واستحقوا لقب الأنصار الذي استوجبوا به الثناء من رب العالمين.

هناك درس آخر وهو  التنبيه الى  عظم دور المسجد في الأمة: فأول عمل قام به النبي – صلى الله عليه وسلم – فور وصوله إلى المدينة هو بناؤه المسجد؛ لتظهر فيه شعائر الإسلام التي طالما حوربت، ولتقام فيه الصلوات التي تربط المسلم برب العالمين، فمكانة المسجد في المجتمع المسلم تجعله مصدر التوجيه الروحي والمادي، فهو ساحة العبادة، وميدان العلم، ومنطلق الجهاد؛ فحري بالأمة أن تعلم دور المسجد، وأن تَقْدُره حق قدره.

ومن العبر ايضا  دور المرأة واهميتها  في البناء والدعوة: ويتجلى ذلك من خلال الدور الذي قامت به عائشة وأختها أسماء – رضي الله عنهما – حيث كانتا نعم المعين والناصر في أمر الهجرة؛ فلم يُخَذِّلا أباهما مع علمهما بخطر المغامرة التي سيقوم بها، بل لقد كان دورهما أعظم من ذلك؛ حيث حفظتا سر الرّحلة، وجهزتا ما تحتاجه الرحلة تجهيزاً كاملاً، ولقد قطعت أسماء قطعة من نطاقها فأوكت به الجراب، وقطعت الأخرى وصيَّرتها عصاماً لَفَمِ القِرْبة، فلذلك سميت “ذات النطاقين”، وفي هذا الموقف ما يثبت حاجة الدعوة إلى النساء فهن أرقُّ عاطفة، وأسمح نفساً، وأطيب قلباً، ثم إن المرأة إذا صلحت أصلحت زوجها، وبيتها، وأبناءها، وإخوتها، فينشأ جيل مُؤْثِرٌ للعفة والخلق والطهارة، وفي هذا – أيضاً – درس للمرأة المسلمة بأن تبذل وسعها في سبيل نشر الخير، ونصرة الحق، وأن تكون معينة لزوجها ووالدها وإخوانها وأبناءها على الدعوة إلى الله .

وبينت الهجرة امرأ آخر وهو  عظم دور الشباب في نصرة الحق: ويتجلى ذلك فيما قام به علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – عندما نام في مضجع النبي – صلى الله عليه وسلم – عندما همَّ بالهجرة؛ فضرب أروع الأمثلة في الشجاعة والبطولة، ومثله ما قام به عبد الله بن أبي بكر؛ فقد أمره والده أن يتسمع ما تقوله قريش في الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأبي بكر، ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك من أخبار، وأمر أبو بكر عامر بن فهيرة – مولاه – أن يرعى غنمه نهاره، ثم يُرِيْحَها إذا أمسى في الغار، فكان عبد الله بن أبي بكر في قريش يسمع ما يأتمرون به، وما يقولون في شأن الرسول وأبي بكر، ثم يأتيهما إذا أمسى، ويقص عليهما ما علم، وكان عامر في رعيان أهل مكة، فإذا أمسى أراح عليهما غنم أبي بكر، فاحتلبا وذبحا، فإذا غدا عبد الله من عندهما إلى مكة أتبع عامر أثره بالغنم يُعَفِّي عليه، وتلك هي الحيطة البالغة، ففي موقف عبد الله بن أبي بكر ما يثبت أثر الشباب في نجاح الدعوة، ونصرة الإسلام، وإذا تأملت السيرة رأيت أن أكثر الصحابة – رضي الله عنهم – كانوا من الشباب الذين حملوا لواء الدعوة، واستعذبوا من أجلها الموت والعذاب، وهذا درس عظيم يبين لنا أن الشباب هم عماد الأمة، وإذا وجهوا وجهة صحيحة على نهج الكتاب والسنة، وما كان عليه سلف الأمة، ثم علت هِمَمَهُم، وترفعوا عن سفاسف الأمور؛ كانوا مشاعل هدى، ومصابيح دجى.

ومن الدروس المستفادة ايضا  حصول الأُخوَّة وذوبان العصبيات: فمن أعظم حسنات الهجرة ما قام به الرسول – عليه الصلاة والسلام – من المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ومعنى هذا ذوبان عصبيات الجاهلية؛ فلا حمِيَّة إلا للإسلام، ولا ولاء إلا له، فتسقط بذلك فوارق النسب، واللون، والجنس، والتراب؛ لا يتأخر أحد، ولا يتقدم؛ إلا بتقواه ومروءته.

وقد جعل الرسول – صلى الله عليه وسلم – هذه الأخوة عَقْداً نافذاً لا لفظاً فارغاً، وعملاً يرتبط بالدماء والأموال لا تحيةً تثرثر بها الألسنة، ولا يقوم بها أثر، وكانت عواطف الإيثار والمواساة والمؤانسة تمتزج في هذه الأخوة، وتملأ المجتمع الجديد بأروع الأمثال، وقد حرص الأنصار على الحفاوة بإخوانهم المهاجرين؛ فما نزل مهاجري على أنصاري إلا بقرعة، كما قدَّر المهاجرون هذا البذل الخالص؛ فما استغلوه، ولا نالوا منه إلا بقدر ما يتوجهون به إلى العمل الحر الشريف، ولا يخفى ما لهذا الإخاء من دورٍ في البناء والرقي والتعاون.

ويستفاد من هذا الدرس أن الأمة الإسلامية لا بُدَّ أن تجتمع على أخوة الإسلام، وعلى كتاب الله، وسنة رسوله، ونهج الأسلاف الكرام، وإلا أصبحت مفككة متناثرة لا يُهاب جنابها، ولا تُسمع كلمتُها.

ومن الدروس المستفادة ايضا  إصلاح العقائد الباطلة والسلوك المنحرف، والتربية على العقيدة الصحيحة والأخلاق الحميدة: فلقد أحدث هذا الدين تحولاً عاماً في حياة الفرد والجماعة بحيث تغير سلوك الأفراد اليومي، وعاداتهم المتأصلة، كما تغيرت نظرتهم إلى الكون والحياة والحكم على الأشياء، وهذه المعاني إنما تجلت أعظم التجلي بعد الهجرة النبوية الشريفة المباركة.

ونحن اليوم محتاجون – من معاني الهجرة وأهدافها وحكمها – إلى ما نصلح به ما فسد من عقائد المسلمين، وإلى أن ننخلع في بيوتنا عن الآداب التي تخالف الإسلام، وأن نُعيد إلى هذه البيوت الصدق، والصراحة، والنبل، والاستقامة، والاعتدال، والتواضع، والعزة، والكرم، والتعاون على الخير، إلى غير ذلك من المعاني السامية؛ ، وقبل أن نبدأ في علاج الأمة يجب أن نبدأ بالأقرب فالأقرب؛ فنبدأ في بيوتنا، فنهاجر نحن ومن فيها إلى ما يحبه الله، وننخلع عن كل ما لا يرضيه  عز وجل …وإذا أخذنا بهذه التربية، وتأصَّلت في أذواقنا وميولنا، وتَعَوَّدْنَا العمل بها في شتى الميادين؛ فسنرقى بأوطاننا أعلى المراتب .

احبتي في الله مهما حاولنا تعداد دروس وعبر الهجرة النبوية الشريفة فلن نستطيع الالمام بها جميعا لكثرتها  وأفضالها .واعلموا  أنَّ في الحوادث لعِبَرا، وإنَّ في التاريخ لخَبرا، وإنَّ في الآيات لنُذُرا، وإنَّ في القَصَص والأخبار لمُدَّكَرًا ومُزْدَجَرا، {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الألْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لْقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: 111].

هذا، وصلوا وسلموا  على خير البريَّات، صاحب المعجزات الباهرات، والآيات البيِّنات؛ فقد أمركم بذلك ربُّكم – جلَّ وعلا – فقال تعالى {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56].

اللهُمَّ صَلِّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنك حميد مجيد، اللهم بارِكْ على سيّدِنا محمَّــدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيــمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ،. اللهم وفق وانصر ملك البلاد أمير المومنين محمد السادس لما تحـــــب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، واحفظه في ولي عهـــده وشد أزره بأخيه وأسرته وشعبه

اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخـــــــــــــــرة.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحســــن عبادتك واجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه..

وارض اللهم عن كافة الصحابة من المهاجرين والأنصـــــار وعن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الستة الباقين من العشرة الكرام البررة الذي شهد لهـم رسول الله بالجنة.اللهم انفعنا بمحبتهم، ولا تخالف بنا عن نهجهم، يا خير مسؤول ويا خير مأمول..

اللهم ارزقنا الفقه في الدين، والتمسك بالكتاب المبين، الاقتــداء بسيد المرسلين، والسير على نهج أسلافنا الصالحين..

اللهُمَّ إنّا دعوناكَ فاسْتَجِبْ لنا دُعاءنا فاغفر اللهم لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وتوفّنا وأنت راضٍ عنّا، اللهمَّ من أحييته منّا فأحيهِ على الإسلام ومن توفّيتهُ منّا فتوفَّهُ على كاملِ الِإيْمان،

اللهمّ لا تدعْ لنا في يومنا هذا ذنّبًا إلا غفرته ولا مريضًا إلا شفيته يا أرحم الرّاحمين، يا أرحم الرّاحمين اللهم  استُر عوراتنا وآمن روعاتنا واجعلنا من عبادك الصّالحين، اللهُمَّ إنّا نسألك التُّقى والنَّقى والعفافَ والغِنى،  اللهُمَّ اجعلنا من عبادك المتخلقين بأخلاق نبيك المصطفى وشمائله العظيمة. وأكرمنا برؤية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم في المنام وشفِّعه فينا، اللهُمَّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، إنَّك سميع قريبٌ مجيب الدعوات. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

د/عبد الهادي السبيوي

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *