الكلمة الترحيبية لمولاي إسماعيل بصير

 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

أما بعد،
السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم أزيلال المحترم.
السيد رئيس جامعة مولاي سليمان كلية الآداب والعلوم الإنسانية المحترم.
السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة تادلا أزيلال المحترم.
السادة العلماء القادمون من خارج أرض الوطن المحترمين.
السادة شيوخ القبائل الصحراوية وأعيانها المحترمين
السادة مريدو ومقدمو الطرق الصوفية المحترمين

أيها الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

إنه ليوم عظيم هذا الذي نجتمع فيه بزاوية أهل البصير مع إخواننا وأبناء عمومتنا الأكابر من أهل الصحراء الأبية،وأقول حقا وصدقا:إنه لو قدر لكم أن تفتحوا على صدورنا لتطلعوا على مقدار ما يغمرنا من الفرح والسرور لعلمتم مدى فرحنا وسرورنا بقدومكم.
فقد تشرفنا والحمد لله بزيارتكم لنا، وتشرفنا وسعدنا جميعا برعاية مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره لهذا الحفل المبارك.

فأصالة عن نفسي، ونيابة عن عشيرة أهل البصير قاطبة، وعن مريدي الطريقة الدرقاوية الإبراهيمية البصيرية، وعن طلبة العلم بها، أرحب بالسادة العلماء، وأرحب بشيوخ القبائل الصحراوية وأعيانها، الذين تجشموا مشاق السفر وأرحب بالسادة الحضور الكريم، وأقول لهم كما تقول العرب :مرحبا وأهلا وسهلا، أتيتم سعة وأتيتم أهلا، فاستأنسوا ولا تستوحشوا وانزلوا في الرحب والسعة، ولله ذر من قال:

يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا      نحن الضيوف وأنت رب المنزل

أيها الأحبة الكرام إن الذي جمعنا اليوم بكم في وسط بلادكم المغرب في قلب جبال الأطلس المتوسط هو ابن الزاوية البصيرية المجاهد الوطني الغيور سيدي محمد بصير بن الشيخ سيدي إبراهيم البصير رحمهم الله، الذي انتقل من هذا المكان إلى بلاد أجداده وأصوله بلاد الصحراء لينظم صفوف أبناء عمومته في حركته الطليعية لتحرير الصحراء من الاستعمار الاسباني.

وهو عندما هزته غيرته للذهاب إلى الصحراء لم يأت بدعا لم تأت به الأوائل، بل إن رحلات آل البصير بين الصحراء وزاويتهم هذه لم تنقطع أبدا، بل إن العديد من رجالات القبائل الصحراوية كانوا يبادلونها الزيارات بين الحين والآخر ،والأكثر من هذا أن آباء بعض شيوخ القبائل الصحراوية الموجودين اليوم بتندوف مدفونين في مقبرة الزاوية.

والفقيهة التي كانت تدرس النساء في عهد الشيخ سيدي إبراهيم البصير رحمه الله هي شهيدة صحراوية “اسمها مريم الصحراوية” قتلها الاستعمار الفرنسي وقبرها موجود ومعروف كما أرخ لذلك العلامة محمد المختار السوسي رحمه الله.

المهم أن ذهاب آل البصير إلى الصحراء ومجيء أبناء عمومتهم الصحراويين إليهم لم ينقطع أبدا ولن ينقطع، والذي يحاول أن يسير في غير هذا الاتجاه لن يفلح في مسعاه .

وإذا كانت ندوة السنة الماضية التي عقدت بالعيون، قد حققت والحمد لله نتائج مهمة في تعزيز المسار الوحدوي لعمنا المجاهد الشهيد سيدي محمد بصير رحمه الله ورضي عنه، فإن هذه الندوة التي نعقدها اليوم بمقر زاوية والده أراها بدأت تحقق النتائج الطيبة الجميلة منذ بدأها .

أتعلمون أيها الأحبة ماهي هذه النتيجة التي حققت منذ البداية؟ إنها حضوركم أنتم أيها الصحراويون الأحرار من قلب الصحراء النابض معنا هنا في هذا المكان لنعلن جميعا أننا وطن واحد تحت رعاية ومظلة ملك واحد، نسأل الله أن يديم علينا هذه النعمة.
أخيرا أعود فأقول: إننا جد فرحين ومسرورين بهذه الزيارة، ويشاطرني هذا الفرح جميع أهل البصير ومريدي الزاوية وساكنتها، فجزاكم الله خيرا على تضحياتكم من أجل الوصول إلينا،مرحبا وألف مرحبا من جديد، فأنتم أصحاب الدار ونحن الضيوف لديكم، فانظروا إلينا بعين الرضى، فعين الرضى عن كل عيب كليلة كما يقال.

وفي هذا المجمع بحمد الله اجتمع الفرع بالأصول، ولعلني أختم بما ذكره الإمام البدوي رحمه الله عندما زار قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول بلهجته البدوية:

إن قيل زرتم بما رجعتم          يا أكرم الخلق ما أقول

فسمع صوتا من الحجرة النبوية يرد عليه:

قولوا رجعنا بكل خير         واجتمع الفرع والأصول

أسأل الله تعالى أن يكتب النجاح لهذه الندوة العلمية الدولية، وأن يكلل أعمال مولانا أمير المؤمنين محمد السادس – راعي هذا الحفل المبارك- بالنجاح آمين والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *