الطريقة البصيرية تعرض في الرباط عملا مصورا عن الفقيد محمد بصيري و توجه رسائل إلى البوليساريو
قدمت ليلة أمس الجمعة 17 يوينو 2016،الطريقة البصيرية ببني عياط في إقليم أزيلال،عرضا للشريط الوثائقي “الفقيد محمد بصير “بصيري”،و ذلك مواصلة لأعمال الندوة العلمية التي نظمت مؤخرا تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس،إحياء الذكرى 46 لإنتفاضة بصيري التاريخية ضد الإستعمار الإسباني سنة 1970،و قد جرى حفل عرض الفيلم في مؤسسة الأعمال الإجتماعية محمد السادس للتربية و التكوين في الرباط بتاطير من ذ.كريم جيلالي،و بحضور القيم على الزاوية البصيرية مولاي إسماعيل بصير،و ذ.عبد المغيث بصير،رئيس المجلس العلمي المحلي لبرشيد،و ذ.رحال بوبريك،رئيس مركز الدراسات الصحراوية بالرباط و مخرج الفيلم،و عدد من أقارب الفقيد بصيري،إلى جانب زعيم الطريقة المريدية بالسينغال الشيخ لمباركي،و عدد من ممثلي وسائل الإعلام و الطالبات و الطلاب الجامعيين.
و في كلمته أمام الحضور،اشار ذ.عبد المغيث،إبن أخ الفقيد محمد ولد سيدي إبراهيم بصيري،إلى أن خزانة الزاوية فتحت أمام الباحثين للبحث في سيرة الفقيد،و أنها فتحت تحديدا أمام الأستاذ رحال بوبريك لإنجاز الشريط،بالرغم من أن الوثائق التاريخية و الأرشيف الخاص بالفقيد محمد بصيري يناهز مليون وثيقة.و أكد ذ.عبد المغيث أنه منذ سنة 2008،سمح لعائلة بصيري بالحديث عن قضيته في ظل عهد الإنفتاح و الحرية تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
و أضاف ذ.عبد المغيث بصير”إن العائلة في مسعاها للكشف عن مصير إبنها محمد بصيري قامت سنة 2010 بتكليف محاميين إسبانيين برفع دعوى امام القضاء الإسباني لمسؤولية مدريد عن مصيره،لكننا فوجئنا بمنع المحاميين من رفع الدعوى بتبريرات مختلفة،بل منعنا و أخي ذ.مولاي إسماعيل بصير من الحصول على تأشيرة شنغن لدى المصالح القنصلية الإسبانية”.و وجه ذ.عبد المغيث في ختام مداخلته نداء إلى البوليساريو بالكف عن إستعمال تاريخ بصير النضالي ضد الإستعمار الإسباني،و توظيفه في تبرير قيام البوليساريو باطلاق مشروعها الإنفصالي ضد المغرب.
و في تقديمه للفيلم،تحدث المخرج و الاستاذ الجامعي رحال بوبريك عن القيمة السردية للفيلم،مؤكدا انه لم يقم سوى بهذه المهمة،في تركيز تام على الجانب الإنساني للفقيد محمد بصيري،مشيرا إلى أنه راكم تجربة حياتية و نضالية كبيرة خلال مشوار دراسته في المغرب و مصر و سوريا قبل أن يعود إلى الزاوية البصيرية ببني عياط و منها إلى الدار البيضاء و بعدها مباشرة إلى السمارة و العيون،مشكلا حينها حركة لمقاومة الإستعمار الإسباني المحتل للصحراء بعد الهجمة الشرسة لايكوفيون سنة 1958.
و أكد ذ.بوبريك كذلك أنه لا يبرئ نفسه من إدخال الفيلم في عالم السياسة،أي أن الجمهور لا يجب أن يعتبر العمل موضوعيا مائة بالمائة،موضحا ان النسخة التي عرضت اليوم ليست نهائية،و ستخضع لاحقا لمزيد من التنقيحات التقنية و ترجمة التصريحات من الحسانية الى العربية،منبها الى نقطة اساسية تتعلق باحتمال اختفاء تاريخ المنطقة بعد وفاة من كانوا شاهدين على تطوراته،و يورد في هذا السياق الوضع الصحي لسيد احمد رحال،احد افراد مجموعة بصيري،الذي لولا الحصول على تصريحاته سنة 2011 لكان قد تعذر ذلك الآن.
و كانت هذه الامسية قد بدات فعالياتها بامداح نبوية من انشاد مجموعة تيسا و مجموعته،الذين اضفوا بانشادهم أجواء روحانية اخرى على ما يضفيه شهر رمضان على الصائمين من التخشع و التوجه الى الله طلبا للمغفرة و التوبة و حسن الجزاء.