الطريقة البصيرية تحتفل بعيد المولد النبوي الشريف ببرنامج حافل ومتنوع
الطريقة البصيرية تحتفل بعيد المولد النبوي الشريف ببرنامج حافل ومتنوع
محمد كسوة
كعادتها كل سنة، أحيت الزاوية البصيرية ببني عياط إقليم أزيلال ذكرى مولد النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لسنة 1444 هـ بأنشطة متنوعة وحافلة، تبتدئ من ليلة المولد النبوي الشريف وتنتهي بحفل إعذار جماعي للأطفال.
وافتتحت الزاوية البصيرية أنشطتها الاحتفالية بإحياء ليلة المولد النبوي الشريف ليلة الأحد 12 ربيع الأول 1444ه الموافق ل 9 أكتوبر 2022م، بحفل خاص ومتميز لطلبة وطالبات مدرسة الشيخ سيدي إبراهيم الخاصة للتعليم العتيق ببني عياط، إقليم أزيلال، انطلق مباشرة بعد صلاة الفجر، واشتمل على فقرات متنوعة من القراءات القرآنية الجماعية والفردية ووصلات إبداعية في فني المديح والسماع، وتخلل ذلك عروض حول الشمائل المحمدية من إعداد الطلبة والطالبات، مع تزيين قاعة الحفل بالأضواء والبالونات واللوحات المختارة تحت إشراف المدير المشرف على المؤسسة السيد مولاي إسماعيل بصير و الأطر الإدارية والتربوية.
كما تميز هذا الحفل البهيج الذي نال استحسان جميع الطلبة والطالبات بتنظيم حفل إفطار جماعي وزعت فيه الحلويات والمشروبات تعبيرا عن فرحة كل مكونات الزاوية بهذه المناسبة الغالية على قلوب جميع المسلمين.
وبهذه المناسبة أكد خادم الطريقة البصيرية أن من أعظم المنة على هذه الأمة الإسلامية أن شرفها الله تعالى بدين الإسلام، رسالة سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام، تفضلا منه ونعمة، وسبيلا لتحقيق معاني الدين على الكمال، وتجديدا لميثاق المحبة والاتصال بأشرف الخلق على الإطلاق، سيد ولد آدم عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، اتصال يتجدد بعيد ميلاده سنويا وفي كل وقت وآن.
وبين مولاي إسماعيل بصير أن من أهم مقاصد الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف، إذكاء معاني الشوق في الوجدان، وإحياء بواعث العزم في القلوب حتى تتوجه للعمل بمقتضيات أحكام الشريعة الغراء.
وأنه لا سبيل لإدراك معاني الوصل والقرب، إلا بميثاق الاقتداء والتحقق بالأوصاف والشمائل و الأخلاق والخلال النبوية الشريفة، باعتبار أن سلوك المسلم لايستقيم إلا على هدي الموافقة للسنة في الأقوال والأفعال والأحوال.
وتعتبر الطريقة البصيرية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فرصة للاستزادة من الحب، ومواقف التعظيم والتبجيل الواجبة في حق المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.
وأضاف خادم الطريقة البصيرية أن الاحتفال بميلاد إمام الأنبياء والمرسلين ليس أمرا ظرفيا ولا موسميا، بل هي لحظات متواصلة الأنفاس، متعددة الأبعاد، لايمكن أن تفصح عنها الألفاظ، ولا أن تحصر من شأنها الاحتفالات، فكيف ومريدوا الزاوية البصيرية وطلبتها في مدرستها العتيقة تلهج صباحا ومساء متغنية بقصيدتي الهمزية والبردة للإمام البوصيري المتضمنة لسيرته العطرة وشمائله وأخلاقه العظام
صلى الله عليه وسلم، مرسخة حبه الشريف في القلوب آناء الليل وأطراف النهار.
ولذلك فإن إحياء الطريقة البصيرية لعيد المولد النبوي الشريف كل عام، وتذكيرها بشمائله العطرة من خلال برنامج علمي وتربوي واجتماعي ما هو إلا تجديد لأواصر المحبة والتعظيم اللازمين في حق المصطفى وهي الرؤية التي لم تغب عن هذه الطريقة الصوفية منذ تأسيسها على يد الشيخ سيدي إبراهيم البصير.
إن الطريقة البصيرية وهي تحتفل بميلاد النبي الكريم عليه الصلاة والسلام -يضيف مولاي إسماعيل بصير- تعبر من خلال ذلك عن فرحتها بالنبي الكريم بما هو مشروع من العبادات والطاعات، وقد أمر الله تعالى أن نفرح بفضله ورحمته على هذه الأمة: حيث قال: “قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا”.
وعرف ذات اليوم حضور وازن وكبير للقيمين الدينيين بالمنطقة الوسطى ومن حملة كتاب الله العزيز بلغ عددهم 1200 شخصا، وتضمن برنامج هذا اليوم قراءات جماعية للقرآن الكريم، وإخراج عدة سلك لكتاب الله عز وجل وقراءة جماعية للبردة والهمزية، وكلمة حول شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم من إلقاء الدكتور المصري الحسين عطا الله إمام وخطيب جمعة بمدينة ميلانو الإيطالية.
وفي كلمة لخادم الطريقة في حضرة هؤلاء الأئمة وحملة كتاب الله تعالى حول ذكرى المولد النبوي الشريف، أبرز من خلالها أن الاحتفال بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم ليس بدعة أو ضلالا كما يدعي البعض، وإنما هو من صميم التعبير عن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما تحدث كذلك عن واجب الدعاء الخالص لأمير المؤمنين وملك البلاد حفظه الله، حيث إنه يمثل رأس الأمة والدعاء له من أوجب الواجبات، مستحضرا قول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله والعديد من العلماء الربانيين قولهم:” لو أن لي دعوةً مستجابةً ما صيرتها إلا في الإمامِ”.
وحل يوم الإثنين 13 ربيع الأول 1444 ه الموافق ل 10 أكتوبر 2022م وفد من أئمة قبيلة السماعلة يتجاوز المائة والثلاثون حافظا من نواحي إقليم خريبكة الذين اعتادوا أن يحتفلوا مع الزاوية البصيرية، والذين تربطهم بها علاقة قوية ووطيدة منذ عهد الشيخ المؤسس للزاوية البصيرية سيدي إبراهيم بصير، وتوطدت أكثر في عهد خادم الطريقة الحالي مولاي إسماعيل بصير، وفي ختام هذه اليوم الإحتفالي، توجهت الزاوية في شخص شيخها إلى الله تعالى بأن يديم جلالة الملك ذخرا وملاذا لهذه الأمة، ويحقق لها ما تصبو إليه من آمال في شؤون دينها ودنياها، وأن يحرس جلالته بعين رعايته التي لا تنام، قرير العين بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، ويشد أزر جلالته بصنوه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد.
وفي ليلة السابع التي ستصادف الجمعة المقبل/ ليلة السبت 18 ربيع الأول الجاري، سيحل المريدون من كل المدن والقرى المغربية وبعض المريدين الأجانب بمقر الزاوية البصيرية ببني عياط، وخاصة من المناطق التي يوجد بها فروع الطريقة والتي تتجاوز الخمسون فرعا، ويجلسون في مجلس عظيم يرأسه خادم الطريقة ويتضمن الذكر والمذاكرة ويستمر إلى منتصف الليل.
ويختتم موسم الاحتفال بمولد خير الورى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بحفل إعذار جماعي لفائدة الأطفال من أبناء القبيلة وغيرهم من أبناء المريدين الذين يعرفون هذه العادة السنوية فيأتون بأبنائهم ويحتفلون بهم بمقر الزاوية، وسيكون ذلك يوم الأحد 19 ربيع الأول 1444 هـ الموافق ل 16 أكتوبر 2022م ، وهذا يدخل ضمن الأنشطة الاجتماعية التي ألفت جمعية الطريقة البصيرية أن تنظمها سنويا.