الشيخ إسماعيل بصير يدعو إلى إعادة قراءة التاريخ ، ويقول أن الزوايا كانت دوما في خدمة الوطن والدولة العلوية المجيدة.

نظمت زاوية الشيخ سيدي إبراهيم بصير للتعليم العتيق بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لانتفاضة سيدي محمد بصير التاريخية بالعيون، ندوة علمية دولية ” تحت عنوان : “نظرات في دلالات مرور مائة سنة على وجود زاوية آل البصير الصحراوية، وذلك يومي الأربعاء والخميس 25 26 ماي 2016 “.

الندوة تميزت بكلمة إسماعيل بصير شيخ الزاوية البصيرية ، الذي تحدث فيها عن تاريخ الزاوية البصيرية العريق بالأمجاد ، وعن دورها في نشر الدعوة الإسلامية  منذ انطلاقتها سنة 1700 وتثبيت جذورها بمناطق الصحراء وسوس حيث، قال ، “إننا نجد ذكرا  لرجال الزاوية البصيرية  في موريتانيا والسنغال ومالي  وجل بلدان جنوب الصحراء ، حيث انطلق الشيخ سيدي إبراهيم البصير بعد أخذه الورد الدرقاوي ليبني زاوية بمراكش ثم بالرحامنة وقد داع صيته بين الناس وكان له أتباع من المريدين والفقراء والأغنياء والعلماء.”

وقال  الشيخ إسماعيل ، لقد  اضطلعت الزاوية البصيرية بدور كبير في خدمة الوطن والملوك العلويين وازدادت غنى وازدهارا في عهد الشيخ المولى إسماعيل الذي سار على منهج الشيوخ البصيريين وأولى اهتماما خاصا للجانب العلمي التأهيلي والتربية والسلوك الصوفي معتمدا على مبدأ عدم التفريط في الأصيل ومسايرة الانفتاح على الجديد .

وقد تشرفت الزاوية البصيرية ، بسبب هذه المكانة  يضيف الشيخ، بعدد من الظهائر الملكية الشريفة منذ كانت في الصحراء إلى أن استقرت ببني اعياط . وقال لقد  ظلت علاقة الزاوية بالشرفاء العلويين منذ تأسيسها علاقة ولاء وطاعة وخدمة الوطن والمجتمع الإسلامي، وسعت إلى ترسيخ القرآن والسنة النبوية واعتمدت التصوف السني المعتمد على شرع الله  وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم  وكذا غرس قيم المواطنة والانفتاح على الشباب ومساعدة جل فئات المجتمع والعمل على إيجاد حلول لكل اللاجئين لأحضان الزاوية وأهلها. وبهذا المنهج الرباني القويم  وبفضل جهود رجال الزاوية تجاوز سيط هذه المعلمة الدينية المغرب وبلغ  إلى قلب دول أوروبا  إفريقيا واسيا وغيرها .

ودعا الشيخ مولاي إسماعيل في كلمته إلى ضرورة البقاء متشبثين بالوحدة الوطنية التي يسعى الأعداء لتمزيقها ،وقال لقد أبان أبناء الصحراء على ولائهم وإخلاصهم الحقيقي عندما عبروا عن سخطهم ممن وصف الصحراء المغربية ب”المستعمرة”  وحينما عبروا عن رضاهم ومباركتهم للمشاريع الرائدة التي أطلقها أمير المؤمنين نصره الله . وقال إننا في وطننا وصحرائنا مرتبطين بملكنا وبوحدتنا ولا نحتاج لبعثة الأمم المتحدة (المينورسو ) لمراقبتنا أو التدخل فينا .

وخلص المتحدث إلى أن تاريخ الزاوية البصيرية ( منذ تنقلها من الصحراء إلى جبال الأطلس بأزيلال وتاريخ أعلامها ورجالها وأسلافها وأدوارها الطلائعية عبر التاريخ والى الآن)، كفيل بأن  يجعل منها نموذجا للزاوية المغربية الوحدوية التي تعتبر دليلا قويا على ارتباط شمال المغرب بجنوبه وعلى ترسيخ ثوابته والدفاع عنها بكل تفان .وقال إن انتفاضة محمد البصير في يوم 17 يونيو 1970ضد الاستعمار الاسباني تعد وفاء لنضال أسلافه الوطنيين . ونبه إخوانه الصحراويون للعودة للتاريخ الحقيقي للصحراء المغربية لإدراك حقيقة . واختتم كلمته مشيرا إلى أن  الزاوية البصيرية سائرة بخطى متئدة على نهج أسلافها في تشييد الكتاتيب والمدارس والمساجد وإحياء تعاليم التصوف الإسلامي .

والى جانب هذا، اتسمت هذه الندوة العلمية بمداخلة وزير الشؤون الدينية الباكستاني فضيلة الشيخ محمد أمين الحسنات شاه ، الذي أشاد بالفكر الإسلامي المغربي البعيد عن التطرف وبالتعاون بين المغرب وبلده في جل المجالات وتبادل العلماء، وذلك من اجل نشر مبادئ الإسلام دون تعصب، وبمداخلة الدكتور عمر فاروق من تركيا الذي تحدث عن دور التصوف في بناء الدولة العثمانية وضرورته في النجاح السياسي والأدبي وعن أهمية الزاوية البصيرية ودلالاتها الاجتماعية بما أنها تأخذ من الشعب وتعطي للشعب.

و تحدث في السياق ذاته، د. “اقتدار كرامات” مدير معهد إعداد القيادة وتطوير المجتمع ببريطانيا عن موضوع التطور الايجابي لحقوق الإنسان في المغرب حيث أكد على أن المغرب ينعم بحقوق مشرفة وخاصة حقوق المرأة  في الدستور كما أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم .

والى ذلك،عرفت الندوة التي امتدت على مدى يومين بكل من ازيلال وبني ملال والفقيه بن صالح  مداخلات في غاية الأهمية منها ،مداخلة الدكتور هاشم احمد الطيب الفاتح محمد الفاتح قريب الله ذ . بجامعة أم قرمان السودان بعنوان الطريقة السم انية نموذجا  ومداخلة الشيخ عبد الجبار الشيخ محمد ناصر كبرا شيخ الطريقة القادرية بنجيريا بعنوان دور مشايخ المغرب في نشر التصوف في نجيريا، الطريقة القادرية نموذجا  ومداخلة السيد لخت حسنين عميد كلية الحسنات بريطانيا بعنوان الطريقة الجشتية بباكستان الماضي والحاضر  ومداخلة الشيخ الدكتور أسامة الرفاعي مفتي عكار وقاضي شرعي للسنة ببيروت  بعنوان الزوايا في المشرق العربي تاريخ وتعريف.

وقد حضر جلسة الافتتاح والي الجهة محمد الدر دوري ورئيس الجهة مجاهد وعامل إقليم ازيلال ،وأكادميون وأساتذة وعلماء من داخل المغرب وخارجه ، كما حضرها وزير الشؤون الدينية لدولة باكستنان ،ورؤساء المجالس العلمية المحلية بالجهة وبعض شيوخ واعيان القبائل الصحراوية والبرلمانيون ومقدموا فروع الطريقة البصيرية  ومريدوها ، .


مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *