الدخول المدرسي

الدخول المدرسي

الخطبة الأولى

الحمد لله مدبر الليالي والأيام ، ومصرف الشهور والأعوام ، الملك القدوس السلام ، المتفرد بالعظمة والبقاء والدوام ، إله رحيم كثير الإنعام ، قدر الأمور فأجراها على أحسن النظام ، وشرع الشرائع فأحكمها أيما إحكام ، بقدرته تهب الرياح ويسر الغمام ، وبحكمته ورحمته تتعاقب الليالي والأيام ، أحمده على جليل الصفات وجميل الإنعام ، وأشكره شكر من طلب المزيد ودام ، وأشهد أن لا اله إلا الله ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله أفضل الأنام صلى الله عليه وسلم  وعلى صاحبه أبي بكر السابق إلى الإسلام ، وعلى عمر الذي إذا رآه الشيطان هام ، وعلى عثمان الذي جهز بماله جيش العسرة وأقام ، وعلى علي الخضم والأسد الضرغام ، وعلى سائر آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان على الدوام . وسلم تسليماً كثيراً

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } ،  ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْيُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} .

أما بعد .. معاشر المؤمنين عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله ، فإن من اتقى الله وقاه ، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه

اعلموا رعاكم الله أن مكانة العلم في الدين عظيمة ، ومنزلته رفيعة ، فقد فضَّل الله جلّ وعلا العلم وأهله ، ورفع مكانة العلماء ، وميَّز بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، قال الله تبارك وتعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}،وقال الله تبارك وتعالى:{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }، وقال جل وعلا:{أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} ، والآيات في هذا المعنى كثيرة وفيرة

والسنة عباد الله مليئةٌ بالأحاديث العظيمة المنوِّهة بالعلم المبيِّنة لشرفه وعظيم فضله والترغيب في تعلمه وتحصيله وبيان مكانة العلماء وشرف قدرهم عند الله يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم   : (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن العلماء ورثة الأنبياء فإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما وَرَّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر) ، وقال  رسول الله صلى الله عليه وسلم( (من يرد الله به خيرا يفقِّهْهُ في الدين ) ، والأحاديث في هذا الباب كثيرة, ولهذا فإن المسلم عظيم العناية بالعلم ، شديد الرغبة في تحصيله  لعظم مكانة العلم في قلبه ، ولعظم منزلته في نفسه ، لما يراه من الآثار الحميدة والعوائد المباركة على تحصيل العلم واكتسابه ونيله

أحبتي في الله  : ها نحن نعيش في هذه الأيام بداية  العام الدراسي الجديد ، نعيش والشوق واللهفة لغد مشرق بإذن الله تعالى حينما يتوجه أبنائنا وبناتنا  للمدارس  والمعاهد والجامعات وقلاع العلم والمعرفة

أيها الأبناء : ها هي الدراسة قد أقبلت فافتحوا صفحة جديدة بيضاء فيها ، بإخلاص النية في طلب العلم ، والجد والاجتهاد ، فأنتم أيها الشباب عماد الأمة وحصنها الحصين

يا أيها الآباء : انتم شركاء للمدرسة في مسئوليتها ، فليست مسئولية الآباء توفير الدفاتر والأقلام ولكن دورهم أعظم وأكبر ، دوركم ايها الآباء  في أدب أبنائكم ، فاحرصوا على إرضاعهم الأدب قبل العلم ، فلا قيمة للعلم بدون أدب ، موسى عليه الصلاة والسلام لما دخل الوادي المقدس قال الله تعالى له : {اخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}طه(12) فعلمه الأدب قبل العلم ، أخلع نعليك ثم استمع لما أقوله لك ، وهذه أم الإمام مالك رحمها لما كان صغيراً ألبسته أحسن الثياب ثم قالت له يا بني اذهب إلى مجالس ربيعة واجلس في مجلسه وخذ من أدبه قبل أن تأخذ من علمه
فنشأ على الأدب الرفيع أجيال يخلف بعضها بعضاً تعرف للعلماء والمؤدبين قدرهم ، حتى يقول الإمام الشافعي رحمه الله وهو تلميذ للإمام مالك : يقول : كنت أصفح يعني أقلب الورقة بين يدي مالك رحمه الله صفحاً دقيقاً هيبة له لئلا يسمع وقعها ، وهذا الربيع بن سليمان رحمه الله وهو من تلاميذ الشافعي يقول : «والله ما تجرأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلى هيبة له » . وكان الإمام الحافظ شعبة بن الحجاج رحمه الله يقولكنت إذا سمعت من الرجل الحديث كنت له عبداً ما دام حياً» وكان الإمام أحمد رحمه الله وهو تلميذ للشافعي يقول لابن الشافعي : «أبوك من الخمسة الذين أدعوا لهم كل سحر» . 
معاشر الآباء اغرسوا في نفوس أبنائكم حب معلميهم واحترامهم وتقديرهم .واذ احثكم على ذلك فلأن بعض الآباء سامحهم الله  يتكلم بكلام فيه إنقاص من قدر المعلم أو المعلمة أمام مسامع الأبناء ، فوالله إن فعل أحدكم هذا ماذا يبقى للقدوة وماذا يبقى للتعليم وماذا يبقى لهيبة العلم والمعلم والتعليم .

يا أيها الآباء : أعينوا أبناءكم على مشاق العلم ومتاعبه فهذا سفيان الثوري العالم المشهور لما كان صغيراً وقد توفي والده وله أخوة رأى أن يترك العلم والدراسة ليطلب العيش والرزق قالت له أمه جزاها الله خيراً : أي بني اطلب العلم أكفك بمغزلي ، فانطلقت الأم تغزل وتكافح وانطلق سفيان يتعلم العلم حتى أصبح سفيان من أعلام المسلمين الكبار وكل ذلك في ميزان تلك المرأة الصالحة

معاشر الآباء: لا تتركوا الحبل على الغارب لأبنائك يمكث في الشارع ما شاء له ومع من شاء وفي أي مكان شاء يتعلم من الشارع ما يفسد عليك وعلى المدرسة في التربية . أحفظوا أوقات أبناءكم واضبطوها وكونوا أعيناً تربيهم عن قرب وعن بعد
إن بعضاً من الآباء هداهم الله يكون  آخر عهده بالمدرسة يوم يسجل ابنه فيها ، وبعضهم لا يأتي إلا حين الاستدعاء ، فيا أيها الوالد يا ولي الأمر مدارسنا يدرس فيها مئات التلاميذ، فلا تنتظر أن تقوم المدرسة بكل شيء فإذا لم تضع يدك بيد مدير المدرسة ومعلمها فالخاسر أنت وابنك .

إن على أولياء الأمور زيارة المدارس مرات ومرات للسؤال والمتابعة والمناقشة ، السؤال عن الأدب فكثير من الأبناء تختلف أخلاقهم في البيت عن المدرسة ، وإن الخلل إذا عرف في أول الوقت سهل القضاء عليه ، عليك أن تعرف جلساء ابنك وذهابه وإيابه ، عليك صحبة ابنك للمسجد ومجامع الخير ، علمه مكارم الأخلاق مرة بعد مرة ويوماً بعد يوم ، صوب خطأه واشكر صوابه ، واعلم أن تربيتهم جهاد أي جهاد ، {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}طه(132)

يا أيها الآباء أقولها لكم فاحفظوها : انتم محتاجون إلى أبنائكم إذا دخلتم قبوركم ، فإحسانك أيها الأب المبارك لتربية ابنك هو عمل صالح مستمر لك بعد موتك ، إن الصلاة والصيام ، والذكر والقرآن ، وكل خير زرعته في أبناءك لهو أُجور لك بعد موتك ، والعكس بالعكس فكل شر كنت سبباً في تعليمه لأبنائك لهي سيئات تصب في ميزانك بعد موتك فاختر أيها الأب ما شئتن  يقول عليه الصلاة والسلام : (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة)

أيها المعلمون : يا حملة وظيفة الأنبياء في تعليم الناس تذكروا قوله رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله وملائكته ليصلون على معلم الناس الخير) ، أبناءنا غداً يأتون بين أيديكم إنهم أمانة كبيرة ، وحمل عظيم أعانكم الله عليها ، ألا وان أحسن ما يعينكم هو الإخلاص لله في أعمالكم ، فعمل بلا إخلاص لا بركة فيه والإخلاص ما كان في أمر قليل إلا كثره ولا في أمر يسير إلا باركه

يا مشاعل النور والرحمة ، قدوتكم في التربية والتعلم هو المعلم الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال معاوية رضي الله عنه : ( بأبي وأمي ما رأيت معلماً كرسول الله صلى الله عليه وسلم  : ما كرهني ولا ضربني ولا شتمني) وقال أنس رضي الله عنه  (ما لمست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف رسول الله  صلى الله عليه وسلم ولقد صحبته عشر سنين وأنا غلام ما قال لي يوماً أف ، وما قال لي لم فعلت هذا أو ألا فعلت كذا ) ، وقال جرير  (ما لقيت النبي صلى اللع عليه وسلم  إلا تبسم في وجهي ) . واعلموا أن من أخلص نيته لله وعلم الله منه الإخلاص والرغبة الصادقة في الخير فان الله يؤيده ويسدده

 
أيها المعلم : من دعى إلى هدى كان له أجر من عمل به إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أمورهم شيئاً ومن دعى إلى ضلالة كان عليه وزر من عمل به إلى يوم القيامة ، فاحرصوا معاشر المعلمين على تعليم أبناءنا كل خير وهدى ، وفضيلة وأخلاق ، فهي أبواب عظيمة من الأجور مفتوحة لكم ، لم تفتح لغيركم فاغتنموها
معاشر المعلمين : الرفق ..الرفق في الأبناء ، ستجدون في أبناءنا تصرفات تنكرونها وسلوكيات ترفضونها وأفكار تتبرؤون منهافعليكم بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم  في التعليم ، البسمة تأسر بها طالبك ، والحنان تملك به قلبه ، والمناقشة الهادئة البعيدة عن التشنج والتعصب ترفع الغبش عن العقول ، أطلقوا ألسنة أبناءكم للكلام فإن أحسنوا فكافئوهم ، وإن أخطاؤا فقوموهم بالتي هي أحسن ، وفق الله الجميع للخير والفلاح ، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وللمسلمين انه غفور رحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وعلم سبحانه وتعالى: {الرَّحْمَنُ خَلَقَ الْإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} ، أشهد ألا إله إلا هو الواحد الديان، وأشهد أن محمدا رسوله عبده ومصطفاة من خلقه وأنه أمين الله على وحيه صلىالله عليه وعلى آله وذريته الطيبين وأزواجه وعلى خلفائه الغر الميامين وعلىالتابعين بإحسان إلى يوم الدين.

اما بعد:-

أبناءنا التلاميذ والطلاب ، يا قرة عيوننا ، ومهج أفئدتنا ، وأكبادنا التي تمشي على الأرض ، يا أبنائي إني لأتألم من أحدكم أجده حزين القلب ، كسير النفس ، لو قلت له ما بك؟ لقال لك لأن الدراسة قد بدأت ، أيها الطالب : ألم تر إلى الغرب  قد سبقونا  في علوم الدنيا التي بها قوام الناس ، هل تعلمون  انه في كل ثانية وليس كل دقيقة اكتشاف وانجاز علمي ، هؤلاء ما وصلوا لهذا عبثاً ، ولكنها سنة الحياة ، من جد وجد ومن زرع حصد .
أيها الطالب : هناك في الغرب انتشر عندهم كتاب الجيب ، وهو كتاب صغير تجد الكل يحمله في جيبه ليقرأ به في وقت الانتظار والفراغ خارج البيت والعمل ، أتظن أن الغرب هو تلك الموسيقى والأزياء والرقص واللهو ؟ لو كانت هذه حياتهم كلهم ما رأيت كل هذا الاختراعات .
يا بني إن أول ما نزل القرآن]اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) وثناها بقوله 🙁اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ[ ، أرأيت ديننا كيف يدعوك للقراءة والبحث والعلم ، بل يا بني إن رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول لك : ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ، سهل الله له طريقاً إلى الجنة ). 
فأخلص نيتك أيها الطالب في العلم ، واطلب العلم لترفع عن نفسك الجهل ، واطلب العلم لتنفع وطنك وأمتك ، واطلب العلم لأجل العلم لأن العلم زينة ، إنك ما ترى عالماً في أي مجال إلا والناس يكنون له الاحترام والتبجيل ، واعملوا وجددوا فكلٌ يسر لما خلق له
أيها الطالب : إنك ستتوجه يومياً لقلعة من قلاع العلم ، فابدأ فيها بسم الله وعلى بركة الله استعن في طلبك للعلم بالله، فإن العلم هبة من الله ومنة منه ، يهبه من يشاء ويفتح به على من يشاء ، وهو الفتاح العليم سبحانه ، وقد كان نبينا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم  يقول كل يوم بعد صلاة الصبح: ( اللهم إني أسألك علما نافعاً وعملاً صالحاً ورزقا طيباً ) وثبت عنه صلى الله عليه وسلم   أنه يقول في دعائه : ( اللهم علمني ما ينفعني وانفعني بما علمتني وزدني علماً ) ، ولا تنسى أن تقول 🙁 اللَّهُمَّ أَعُوذُبِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْأُظْلَمَ ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ) فهذا الحديث رواه أصحاب السنن الأربعة ، ولفظ أبي داود عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: مَا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِي قَطُّ إِلَّا رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ : ( اللَّهُمَّ أَعُوذُبِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْأُظْلَمَ ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ) ،

 
أيها الطالب: لتكن بدايتك جادة في تحصيل العلم ، ولا تؤجل عمل اليوم إلى الغد ، فهذا طبع الكسول ومن كانت له بداية محرقة كانت له نهاية مشرقة .
أيها الطالب : كن صبوراً على العلم ، ولا ترضى بما يقدم لك في المقررات بل زد عليها من عندك قراءة وثقافة فلا خير في من لا يقرأ

معاشر الطلاب : عليكم بتقوى الله والصلاة فلا خير فيكم إذا ضيعتم الصلاة ، تجملوا بالدين والأخلاق ، واحترام المعلمين ، وحققوا لآبائكم ما يرجونه منكم ، فإنه من البر والعقوق أن تجعل قلب والديك يتحسران وقلقان كل يوم

عباد الله : إن على المجتمع عموماً أن يكون متعاوناً في سبيل التربية والتعليم كل فيما يخصه ومن هنا ؛ فإننا نأمل من كل أحدٍ من خلال وسائل الإعلام ، ومن خلال مناهج التعليم ومن خلال أدوار المدراء والمعلمين ، ومن خلال دوركم أنتم معاشر أولياء الأمور ، ومن خلال كل هذا المجتمع ، أن نؤكد على أهمية التعليم ، وأهمية التزود به ، واتخاذه سلاحاً من أسلحة القوة في هذا العصر ، وقبل ذلك ومعه وبعده التركيز على أهمية التربية والتزكية والتقويم السلوكي والفكري والنفسي الذي له ثماره الحميدة .

 والواجبَ على المربّين والمتربِّين عمومًا أن يكونوا على قدرِ المسؤوليّة في القيام بهذا الواجِبِ العظيم ، لأجلِ مستقبَل مضيءٍ بإذن الله بالعلمِ والهدَى ، والعطاءِ والبناءِ ، في ظلِّ دوحة الإيمان الوارفة، حفِظ الله بلادَنا وبلادَ المسلمين عزيزةً بدينها آمنةً بإيمانها سابقةً لكلِّ خير.
هذا وصلوا  وسلموا على البشير النذير والسراج المنير يقول عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }، اللهم صل على نبيِّنا وحبيِبنا وقدوتِنا محمدصلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين وعن سائر ِصحابةِ رسول الله وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدّين .
اللهم أعز الإسلام  والمسلمين ، وانصر عبادك المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين ، اللهم لا تفرق جمعنا هذا إلا بذنب مغفور ، وعيب مستور ، وعمل متقبل مبرور ، اللهم أصلح ذرياتنا ، واجعلهم يا إلهي صالحين مصلحين ، هادين مهتدين ، مباركين أينما كانوا يا رب العالمين ، اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته ، ولا هماً إلا فرجته ، اللهم زينا بزينة الإيمان ، وارزقنا سكنى الجنان عندك يا واحد يا ديان ، اللهم فرج هم المهمومين ، واقضي الدين عن المدينين ، وفك أسرى المأسورين ، واشف مرضانا ومرضى المسلمين .
اللهم آمنّا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا ربَّ العالمين ، اللهم وفق امير أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لما تحـــــب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى،اللهم انصر من نصره واخذل من خذله  وسدده في أقواله وأعماله ، وألبسه ثوب الصحة والعافية ، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة واحفظه في ولي عهـده الأمير مولاي الحسن وأنبته نباتا حسنا  وشد أزره بأخيه المولى الرشيد وباقي الأسرة العلوية الشريفة اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.   رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.   رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.

خطبة الجمعة ليوم 31 غشت 2018، مسجد الحسن الثاني سيدي بنور ؛ د/عبد الهادي السبيوي

 

 

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *