الحفاظ على البيئة في الإسلام

د/عبد الهادي السبيوي

الخطبة الأولى
الحمد لله ذي الفضل والإحسان, خلق كل شــــي ء بقدر وميزان, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, الواحد الأحد, الفرد الصمد, لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد, وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبـده ورسوله,خير من دعا وأرشد وعلم و أدب, صلى اللـــه عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحســــــان صلاة يرضى بها ربنا الملك الديان وسلم تسليمـــا مقرونا بالرضـــــــــوان .
أما بعد،
أحبتي في اللـــــه! الإنسان خلْق الله البارئ المصور, كلفه بأمانــــة الاستخلاف وعمارة الأرض, قال الله جل وعلا : ( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ) [هود/ 60 ] , ومعناه خلقكم من الأرض ومكَّنكم من عمارتها، واستثمار ما فيها والانتفاع بخيرهــــــــــــا.
ومن أجل أن يقوم الإنسان بتلك المهمة, سخر الله عز وجل له ما في السماوات وما في الأرض من خيرات ومنافع, قال الله تعالى: ( ألَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) [لقمان/ 19] .
الهواء النقي الذي يتنفس به الإنسان نعمة، والماء الذي يروي به ظمأه وأنعامه ويسقي به زرعه وغرسه نعمة، والبحار والأودية والأنهار والعيون نعمة, والأشجار والزروع والبساتين والمعادن والحيوانات التي ينعم بخيرها نعمة، والشمس والقمر وسائر الكواكب مسخرة منحة لهذا الإنسان، (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ , والأرض مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) [ق/6 ,7
أحبتي في الله ! هذه المخلوقات مكونات البيئة وعناصرها، والمتأمل فيها يجدها آية من آيات الله الكبرى، دالة على قدرة الخالق وعظمته سبحانه (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ، إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل 90 ]، وفي صنعة المخلوقات وجمالها الرائع وانسجامها الرائع توجيه للإنسان إلى رعاية البيئة حق الرعاية والمحافظة على مكوناتها من كل فساد أو إتلاف . قال جل وعلا: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) [الأعراف/55
أحبتي في الله ،
إن رعاية البيئة أمانة شرعية، ومسؤولية خلقيـة، وحمايتها ضرورة اجتماعية، يحاسب عليها الإنسان يثاب إن أحسن التعامل معها، ويعاقب إن أساء وشوه جمالها، ذلك أن شريعة الإسلام تقرر أن كل خطوة في سبيل المحافظة على البيئة وحمايتها يعد عمـــــلا صالحا و صدقة يؤجر عليها صاحبها، ويكفي في ذلك دليلا ما صح في الخبر عن سيد البشر من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة) [البخاري ومسلم]، وبالمقابل تعتبر شريعة الإسلام أن الإساءة إلــى البيئة بإفساد عناصرها أو إتلافها فساد منهي عنه، ذم الله جل وعلا فاعله وتوعده ، يقول ربنا سبحانه ( وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرض لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ) [البقرة /203] وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل عصفورًا عبثا عج إلى الله يوم القيامة، يقول: يا رب ! إن فلانًا قتلني عبثا، ولم يقتلني منفعة ([أحمد والنسائي وابن حبان] وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: ( من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار ) [ أبو داود/ ح 5239] وسئل أبو داود عن معنى هذا الحديث فقال: (هذا الحديث مختصر، يعني: من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل والبهائم عبثاً وظلماً بغير حق يكون له فيها، صوب الله رأسه في النار.) [تفسير القرطبي ج 17 /87] .

أحبتي في الله !
الإنسان مسؤول عن سلوكه المخل بالتوازن البيئي, و في دنيا الناس تظهر ممارسات مشينة وسلوكات مرفوضة تعبث بالثروات ظلما وعدوانا: كقطـــع الشجر من غير حاجة, والمساس بالغرس والنبات, والإسراف في استعمال المياه وتلويث الأنهار والبحار, وتدمير الموارد الطبيعية أو عدم استعمالها بقـــدر موزون, وتشويه جمال الحدائق والطرقات وإهمالها وعدم استصلاحها, وتلويث الهواء النقي , هذا وغيره فساد وإفساد,سيكتوي الجميع بناره وستصــــاب الأجيال القادمة بأضراره الخطيرة إن تهاون في القيام بمسؤولياتهم ذوو النيات الخيرة, ألم ينبهنا ربنــــــا سبحانه بقوله الحكيم: ( واتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال/ 25] اللهم بارك لنا فيما أعطيت وقنا شر ما قضيت,وارزقنا لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وجسدا على البلاء صابرا .
أحبتي في الله :
إن جلّ المخاطر التي تتعرض لها البيئة انما هي بسب ضعف الوازع الأخلاقي لدى الإنسان، فالأخلاق لا تمنح الإنسان معنى إنسانيته وتؤمن له الاستقرار الداخلي وتنظم علاقاته بالآخرين فحسب، وإنما هي أيضاً عنصر الحماية الرئيس للبيئة ومواردها ومكوناتها، وكلما سما الإنسان أخلاقياً وروحياً كان ذلك أدعى للاستقرار البيئي فضلاً عن الاستقرار الاجتماعي, وكلما تداعت أو تصدعت الأخلاق وتردى الإنسان روحياً كان ذلك علامة على ازدياد المخاطر البيئية، فضلاً عن الأزمات الاجتماعية، لذا فإن إصلاح البيئة يبدأ من إصلاح الإنسان، وإصلاح الإنسان لن يكون ميسوراً إلا بإعادة الاعتبار إلى القيم الخلقية السامية كالرفق والإحسان والاقتصاد والعفة والقناعة, وهذا هو الهدف الأسمى الذي بعث الله تعالى من أجله النبي صلى الله عليه وسلم , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) اللهم ألهم نفوسنا تقواها و رشدها , وزكها أنت وليها ومولاها.)
احبتي في الله
ونظرا لخطورة الوضعية التي أصبحت تتهدد الإنسان والبيئة على السواء فقد اجمعت كل الدول والشعوب على ان الامر جلل ، وفي هذا الاطار تحتضن بلادنا ‘ مدينة مراكش) من ما بين 7 و18 نزفمبر لهذه السنة الدورة الثانية و العشرون لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (COP22
ومؤتمر الأطراف هو الهيئة التقريرية العليا للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية، و يعرف كذلك بمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ. وقد تم التوقيع عليه في مؤتمر قمة الأرض في ريو دي جانيرو عام 1992، ودخل حيز التنفيذ عام 1994 وتعني كلمة . COP مؤتمر الأطراف باللغة الفرنسية و الانجليزية. وقد اعتمدت الأمم المتحدة على هذه الآلية لوضع إطار عمل لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتهدف الاتفاقية الإطار والأدوات القانونية المرتبطة بها أساسا لتحقيق الاستقرار في تركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي في مستوى يحول دون “تدخل بشري خطير في النظام المناخي.” و يقصد بمصطلح “بشري” الآثار الناجمة عن أفعال الإنسان. وبشكل مقتضب فإن هذه الاتفاقية تنص على أنه “ينبغي للأطراف حماية النظام المناخي لصالح الأجيال الحالية والقادمة على أساس الإنصاف ووفقا لمسؤولياتها المشتركة ولكن المتباينة وإمكانيات كل طرف. وبالتالي، فعلى “الدول المتقدمة أن تكون في طليعة المعركة ضد تغيرات المناخ والآثار السلبية لذلك”.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية
الحمد لله على كل حال، ونسأله العفو والسلامة الدائمة في الحال والمآل ، وأشهد أن لا إله إلا اللــــه وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين،
أحبتي في الله ،
مما لاشك فيه فإن الإسلام اهتم أيما اهتمام بحماية الإنسان، والحفاظ على صحته، وحياته المدنية، وذلك بجلب المصالح، ودرء المفاسد، وجلب المنفعة، فلا ضرر ولا ضرار ، وبالتالي فما ثبت ضرره عن طريق البحوث الحديثة، والدراسات العلمية، على الأرض والبيئة، فإن الإسلام يحرمه؛ كالتجاوز في الصيد، وإفساد البحار وتلويثها، وآثار المصانع المدمرة، وغير ذلك مما اتفق البشر عن الحد من أخطاره وأضراره،.
عباد الله: إن تفاقم المشكلات البيئية في العالم أجمع، وما ترتب عليها من مخاطر تهدد كل الكائنات على السواء، وأصبحت من الأمور التي تستوجب من الجميع المشاركة الفاعلة في مواجهة مشكلات البيئة؛ كتلوث الهواء والماء والضوضاء، وتلوث التربة والغذاء،فنحن -أيها الأحبة- عالم نعيش على كرة أرضية واحدة، ومن المهم أن نتفق على حمايتها بعد أن أصلحها الله ؛ وللتذكير فقط تشير الإحصاءيات إلى أن العالم قد خسر في عام واحد فقط حوالي 36 نوعا من الحيوانات الثديية، وأربعة وتسعين نوع من الطيور، بالإضافة إلى تعرض 311 نوع آخر من الكائنات لخطر الانقراض.
أما الغابات الخضراء، فهي في تنقص دائم في الأرض بمعدل 2% سنويا نتيجة الاستنزاف، وكذلك التربة، فإنها تتناقص باستمرار بمعدل 7% نتيجة الإنهاك المستمر للزراعة الكثيفة، أو الري الكثيف مما يؤدي إلى ملوحة التربة، مع فقد كبير للغابات والأشجار. كما ان 10% من أنهار العالم ملوثة وتحتاج البحار في العالم إلى مئات السنين للتخلص من التلوث الذي أصابها.
كذلك تسود في العالم ممارسات خاطئة في استخدم المياه ، تؤدي إلى ندرتها والإضرار بها، ناهيك عن الانخفاض الطبيعي الحاصل في منسوب المياه الجوفية في باطن الأرض.
فلننظر إلى إسرافنا للمياه في بيوتنا وحدائقنا ومزارعنا وفي كل مكان ، حتى أن الشخص منا إذا أراد غسل سيارته فانه يغسلها بمئات اللترات من المياه بدل سطل واحد أو اثنين ، ومن الناس أيضا من إذا أراد أن يسقي حديقة بيته تجده يسرف في ذلك أيما إسراف ، حتى ان سقي الحدائق العمومية من قبل عمال البلدية يتم بشكل عشوائي وفي عز الشمس عوض سقيها في المساء أو في الصباح الباكر مما يؤدي إلى تبذير المياه .ولا يقتصر التبذير والإسراف على الماء فقط ، بل حتى الكهرباء أيضا نسرف في استعماله سواء في الشوارع أو البيوت أو الإدارات العمومية أو والشبه العمومية، ولا احد يقول اللهم إن هذا منكر .
إخوتي في الله أيها الأحبة ،
إن هذه الحقائق والإحصاءات توضح خطورة الوضع الذي وصلت إليه الأرض نتيجة سوء استخدام البيئة من قبل الإنسان؛ بسبب الإفساد في الأرض بعد إصلاحها، وهي مظاهر تستلزم التدخل السريع للإنقاذ، ولا إنقاذ للبشرية إلا بفهم تعاليم الإسلام.
ولقد جاءت الأديان السماوية كلها تدعو الإنسان إلى المحافظة على البيئة، وتحرم عليه تلوثيها وإفسادها؛ لأن الله خلقها من أجله، وسخرها لخدمته ومنفعته: (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ)[النحل: 5] إلى أن قال سبحانه: (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[النحل: 14].
ولأن حماية البيئة تعد السبيل الأقوم للحفاظ على الإنسان، لذلك أمرنا الإسلام بعدم الإسراف، واستنزاف مواردنا الطبيعية وتبديدها: (كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [البقرة: 60].
وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ)[الشعراء: 151-152].
وحث صلى الله عليه وسلم على حماية البيئة ومكوناتها، حتى في حالة الحرب إذ كان عليه الصلاة والسلام يوصي الجيوش بأن: “لا تقتلن امرأة، ولا صغيرًا رضيعًا، ولا كبيرًا فانيًا، ولا تحرقن نخلاً، ولا تقلعن شجرًا، لا تهدموا بيوتًا”[رواه مسلم].
ولا يغيب عن أذهاننا قوله صلى الله عليه وسلم، وانظروا -أيها الأحبة- إلى عظمة هذا الدين الحنيف، يقول صلى الله عليه وسلم: “إن قامت على أحدكم القيامة وفي يده فسيلة فليغرسها”
إنه منتهى الأمل، وتواصل العمل، بدون الكلام. ولك أن تسأل من سيستفيد من هذه الفسيلة إذا قامت الساعة؟!ولكنه تشجيع لمفهوم البيئة والحفاظ عليها.
ويمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بصحابي يتوضأ، فقال: “ما هذا السرف؟!” قال: يا رسول الله أفي هذا إسراف؟! قال: “نعم ولو كنت على نهر جاري”[رواه ابن ماجة].

نسأل الله -جل وعلا- أن يهيأ لنا كل خير، وأن يبعد عنا كل شر، وأن يدلنا على الصواب، ويبعد عنا الخطأ والزلل، ونسأله شكر نعمته، والمحافظة عليها من الإسراف والتبذير.

هذا وصلّوا على عبد الله ورسوله محمّد البشير, السراج المنير كما أمَرَكم ربّكم فقال:(إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبي يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا)
اللّهمّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولكَ محمّد وعلى آله الطاهرين، وَارضَ اللّهمّ عَن خلفائِهِ الراشدين المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحب من الأنصار والمهاجرين،اللهم انفعنا بمحبتهم واحشرنا في زمرتهم بفضلك يا أرحم الراحمين
وانصر اللهم أمير المؤمنين حامي الملة والدين جلالة الملك محمدا السادس ووفقه لكل عمل مبرور وسعي مشكور, واحفظه في ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن واشدد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد واحفظه في سائر أسرته الكريمة
اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا موفقا مرحوما واجعل تفرقنا من بعده تفرقا سالما معصوما ،ولا تدع فينا ولا معنا شقيا ولا محروما.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ووحد كلمتهم على الحق المبين، واكتب الأمن والسلامة لأوطانهم والرخاء لأهلهم أجمعين ( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *