التأصيل الشرعي لحدث المسيرة الخضراء

 الدكتور عبد المغيث بصير


كثيرة هي مشاهد ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، التي وجدت فيها اقتداء بغزوة فتح مكة التي قادها سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعلها تعد استلهاما منها، وسأعرض بعض النقاط الهامة في غزوة الفتح الأعظم لمكة، والتي استفاد منها أمير المؤمنين الحسن الثاني رحمه الله فوظفها في تنظيم المسيرة الخضراء
أ‌) السرية التي صاحبت فتح مكة، حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمنا عائشة رضي الله عنها أن تجهزه ولا تعلم أحدا بذلك، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك الصحابة رضي الله عنهم وأمرهم بالجهاز، وأعلمهم أنه سائر إلى مكة وقال: اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها … وهذه نفس السرية التي صاحبت حدث المسيرة قبل إعلانه.
ب‌) خروج النبي صلى الله عليه وسلم في عشرة آلاف من الصحابة يشكلون مشاركة أغلب القبائل كسليم وأسلم وخزاعة ومزينة وغفار وجهينة والمهاجرين والأنصار رضي الله عنهم أجمعين …وهو نفس ماحصل في المسيرة، حيث شارك فيها ما يزيد عن ثلاثمائة وخمسين ألف متطوع ومتطوعة يشكلون مشاركة أغلب المدن المغربية وقراها ومداشرها.
ت‌) أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يد خل مكة سلميا بدون إراقة دماء وقال لهم: “من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن”، وقال أيضا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما طلب مفاتيح الكعبة المشرفة:” اليوم يوم بر ووفاء “، ودخلها يومئذ فاتحا يضع رأسه تواضعا لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إن شعر لحيته ليكاد يمس واسطة الرحل، وقال يعاتب سعدا سيد الأنصار عندما قال لأبي سفيان: اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة اليوم أذل الله قريشا “، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:” اليوم يوم تعظم فيه الكعبة اليوم أعز الله فيه قريشا”…. وهكذا دخلت جموع المتطوعين إلى الصحراء سلميا وبدون إراقة دماء.
ج) دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة ورأى فيها صورة سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام يستقسمان بالأزلام فقال: “قاتلهم الله والله ما استقسما بها قط”، وكذلك فعل المغاربة عندما وجدوا الحدود الوهمية التي وضعها الاستعمار، فاخترقوها وأزاحوها من أمامهم وصححوا التاريخ، وكأني بهم قالوا : “والله ما كانت هذه قط”

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *