البرقية المرفوعة إلى السدة العالية بالله، بمناسبة اختتام أعمال الندوة العلمية الدولية المنظمة من قبل مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، تحت الرعاية السامية لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، تخليدا للذكرى التاسعة والأربعين لانتفاضة سيدي محمد بصير ضد الاستعمار الإسباني في الصحراء المغربية عام 1970م بالعيون.
البرقية المرفوعة إلى السدة العالية بالله، بمناسبة اختتام أعمال الندوة العلمية الدولية المنظمة من قبل مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، تحت الرعاية السامية لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، تخليدا للذكرى التاسعة والأربعين لانتفاضة سيدي محمد بصير ضد الاستعمار الإسباني في الصحراء المغربية عام 1970م بالعيون.
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين
وسبط رسول الله رب العالمين، جلالة الملك مولانا محمد السادس
أعز الله بكم الوطن والدين، وأعلى بكم شأن الإسلام والمسلمين
السلام على جنابكم العالي الشريف،ومقامكم السامي المنيف،
ورحمته تعالى وبركاته.
يتشرف خديم الأعتاب الشريفة، رئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، وخادم الطريقة البصيرية بزاوية جده الشيخ سيدي إبراهيم البصير، أن يرفع إلى مقامكم العالي – أسماه الله- أخلص عبارات الطاعة والولاء، وأصدق مشاعر المحبة والإخلاص والوفاء، أصالة عن نفسه ونيابة عن مريدي الطريقة البصيرية وأعضاء المؤسسة، وجميع المشاركين في أعمال هذه الندوة العلمية الدولية من داخل المغرب وخارجه من البلدان العربية والإفريقية والآسيوية والأوروبية والأمريكية، بمناسبة اختتام أشغالها، والتي نظمتها مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام تحت الرعاية السامية لجلالتكم، والتي خلدت هذه السنة الذكرى التاسعة والأربعين لانتفاضة سيدي محمد بصير،يومي 13-14 شوال 1440هـ موافق 17-18يونيه 2019م بمقر الزاوية البصيرية ببني اعياط، وبعمالتي الفقيه بن صالح و أزيلال، بشعار:
“مرور قرنين على وفاة الشيخ مولاي العربي الدرقاوي“
مولاي أمير المؤمنين،
إن العلماء والشيوخ والأكاديميين والباحثين المشاركين في هذه الندوة العلمية الدولية، ناقشوا على مدى يومين كاملين، وخلال ثلاث جلسات علمية محاور عدة، اتصلت أولا بصاحب الذكرى المجاهد المغربي سيدي محمد بصير، وتطرقت لجديد قضية اختفائه القسري، الذي تعرض له وهو يقاوم الاستعمار الإسباني بالصحراء المغربية، قبل تسعة وأربعين سنة، مشيدين بموصول كريم عناية جلالتكم السامية بقضيته، ورعايتكم السامية لذكراه، ومتابعتكم لتفاصيل قضية اختفائه القسري عن كثب، ودعمكم لعشيرة آل البصير، التي لاتزال تتابع قضية فقيد الوطن بجدية .
وإلى جانب هذه التيمة المحورية، تم إلقاء عروض ومواضيع أخرى تطرقت إلىى رصد الظروف العامة لظهور الطريقة الدرقاوية، والتعريف بالشيخ مولاي العربي الدرقاوي، وإلقاء نظرة عامة عن حياته وعلمه وتصوفه، من خلال الكلام عن أوراد وأذكار وتعاليم طريقته وأسسها ومبادئها، مع التركيز على مختلف الأدوار والوظائف الدينية والاجتماعية والعلمية والسياسية والوطنية التي أدتها الطريقة الدرقاوية باقتدار، علاوة على التطرق لامتداد الطريقة الدرقاوية داخل المملكة المغربية في عهد الشيخ الدرقاوي وبعده، وامتداداتها المتسلسلة خارج المملكة، مع الانتهاء إلى ذكر نماذج لأشهر شيوخ الدرقاوية الكبار داخل المغرب وخارجه.
سيدي أعزكم الله،
وقد توقفت مداخلات الندوة العلمية الدولية عند الأدوار الطلائعية التي قامت بها الطريقة الدرقاوية وشيخها مولاي العربي في جميع المجالات، وبشكل خاص ما أسداه هذا الشيخ وطريقته للأمة المغربية والإسلامية عموما، وذلك من خلال تقديم وتقييم جهود هذا الشيخ باعتباره صاحب الطريقة الصوفية التي تنتمي إليها الزاوية البصيرية، الزاوية التي أسسها والد المجاهد محمد بصير ببني عياط بإقليم أزيلال، والتي ترعرع فيها ودرس بها صاحب الذكرى دراسته الأولية.
مولاي أمير المؤمنين،
وتناولت الجلسات العلمية أيضا، فضلا عن تصوف الشيخ مولاي العربي الدرقاوي الجنيدي، تشبثه بالعقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي، وبالبيعة الشرعية لولاة الأمر المجمع على بيعتهم في عصره، وخلص المشاركون إلى مدى حاجة الأمة المغربية والأمة الإسلامية جمعاء في أيامنا هذه إلى إحياء هذا النموذج الديني المتفرد، لاسيما أن الشيخ وطريقته شكلا طفرة نوعية في تاريخ التصوف المغربي والعالمي برمته، بل اعتبره العلماء الربانيون أحد كبار المجددين في تاريخ التصوف، ونوهوا بهذا الطريق السلوكي الذي درج عليه المغاربة وتوارثوه خلفا عن سلف، حتى أضحى يشكل أحد أهم معالم الهوية والثوابت الدينية والثقافية للشخصية المغربية على مدى تاريخها التليد، حيث قام بأدوار طلائعية ووظائف سامية دينية وتربوية واجتماعية وتعليمية وسياسية، ووظائف جهادية كبرى.
سيدي أعزكم الله،
ولم يفت المشاركين التوقف عند جهودكم الجلية، – بصفتكم أميرا للمؤمنين – في دعم التصوف السني وشيوخه وطرقه في أنحاء العالم، وتجليات ذلك في ترسيخ التصوف المغربي كثابت وطني، منوهين بالنتائج والثمرات المحمودة التي أثمرتها مجهوداتكم الفعلية على واقع التدين في المغرب، جعلت منه أنموذجا يحتذى به، ومطلوبا للاقتفاء بأثره من دول عديدة في العالم الإسلامي، مباركين خطوات جلالتكم السديدة ومواقفكم الحكيمة الحميدة الرشيدة في جميع المجالات داخليا وخارجيا.
وانطلاقا من وعي الجميع بالتحديات الكبرى التي تستهدف الوطن في وحدته، وفي تماسك مكوناته ليؤكدون تعبئتهم الكاملة وراء سديد نظركم لتقوية معاني الترابط التي تجمع المغاربة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وراء ولي أمرهم ضامن اجتماعهم ورمز وحدتهم، اصطفافا يرونه جزءا من مقتضيات البيعة التي تجمعهم بكم، ويعتزون بقيادة جلالتكم الرشيدة، ويعاهدون الله ويعاهدونكم على السير وراء جلالتكم بكل حزم وعزم، ويباركون كل ما ترسمونه من سبل لخدمة هذا الدين الحنيف، وما تضعونه من خطط لبناء هذه الأمة ووحدتها ورقيها، معتبرين أنفسهم جنودا مجندين لخدمة الأهداف الكبرى التي تعملون لتحقيقها.
حفظكم الله مولانا الإمام بما حفظ به الذكر الحكيم، ونصركم نصرا عزيزا مؤبدا، وأدامكم في صحة وعافية شاملة، حاميا للملة والدين، وأقر عين جلالتكم بولي عهدكم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وأنبته نباتا حسنا في عزكم ورفعتكم، وشد أزر جلالتكم بشقيقكم السعيد صاحب السمو الملكي الأمير المولى رشيد، وباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة، وأمطر شآبيب الرحمة والغفران على روح الملكين العظيمين صاحب الجلالة الملك محمد الخامس ورفيقه في الكفاح جلالة الملك الحسن الثاني، وجعلهما في مقعد صدق مع من أنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا،إنه سميع مجيب.
والسلام على المقام العالي بالله ورحمته تعالى وبركاته.
وحرر بأزيلال يومه الثلاثاء 14 شوال 1440هـ موافق 18يونيه 2019م
خديم الأعتاب الشريفة
رئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام
إسماعيل بصير