البرقية المرفوعة إلى السدة العالية بالله بمناسبة اختتام فعاليات الندوة العلمية الدولية لمؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام

البرقية المرفوعة إلى السدة العالية بالله بمناسبة اختتام فعاليات الندوة العلمية الدولية لمؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام


بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين
جلالة الملك محمد السادس
أدام الله عزكم وخلد في الصالحات ذكركم
السلام على مقامكم العالي المنيف
ورحمته تعالى وبركاته

     نعم سيدي أعزكم الله،

يتشرف خديم الأعتاب الشريفة، رئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، أصالة عن نفسه ونيابة عن أعضاء المؤسسة، وجميع المشاركين في أعمال هذه الندوة العلمية الدولية من داخل المغرب وخارجه، وبمناسبة اختتام فعالياتها، أن يرفعوا إلى مقامكم المبجل الرفيع أصدق عبارات الطاعة والولاء والإخلاص والمحبة والوفاء، والتي نظمتها المؤسسة تحت رعايتكم السامية، تخليدا للذكرى الرابعة والخمسين لانتفاضة المناضل سيدي محمد بصير ضد الاستعمار الإسباني، وذلك أيام 25–26–27 ذو الحجة 1445هـ موافق لـ 02 – 03 – 04 يوليوز 2024م، بمقر زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير ببني عياط، وبقاعات الاجتماعات بعمالة أزيلال وولاية بني ملال خنيفرة، تحت شعار:

” الدعوة إلى الله عند الصوفية: التنظير والعمل “،

     مولاي أمير المؤمنين،

إن العلماء والشيوخ والأكاديميين والباحثين المشاركين في هذه الندوة العلمية الدولية، ناقشوا محاور عدة على مدى ثلاثة أيام، وخلال سبع جلسات علمية وروحية، اتصلت أولاها بصاحب الذكرى المقاوم الوطني سيدي محمد بصير، زعيم انتفاضة العيون يوم 17 يونيه 1970م ضد الاستعمار الإسباني، حيث طالبوا الدولة الإسبانية بالاعتراف بمسؤوليتها عن الاختفاء القسري الذي طاله، حبيا ودون تبعات أخرى، خاصة أن الدولة الإسبانية اعترفت بنجاعة الحكم الذاتي كحل لقضية الصحراء المغربية المفتعلة، وأنها أصبحت تنهج سياسة المصالحة والتسامح مع موضوع النبش في ذاكرتها الماضية، وتأسفوا من ناحية أخرى كون الدويلة المزعومة لازالت تستغل اسم المجاهد أبشع استغلال دون وجه حق، وتوقفوا عند حادث اختلاف قيادييهم حوله هذه السنة بشكل حاد، هل يشكل جزءا من تاريخهم أم لا؟، مما يبرز بجلاء براءة الفقيد منهم ومن فكرهم الانفصالي، وباركوا رعايتكم السامية المتواصلة لذكراه ولقضيته، وفي ذلك كفاية لمن اكتفى في الدلالة على صدق وطنيته، كما باركوا سياستكم الحكيمة السديدة، التي نهجتموها في إيجاد حل لقضية المغاربة الأولى، قضية الصحراء المغربية العادلة، والتي جعلت العديد من كبريات الدول من شمال العالم وجنوبه وشرقه وغربه تعترف بمغربيتها.

  مولاي أمير المؤمنين،

وفي جانب آخر تدخل السادة المشاركون في هذه الندوة العلمية الدولية بمواضيع عدة اتصلت بمحور الدعوة إلى الله تعالى بشكل عام، باعتباره موضوعا مهما وحساسا وشائكا ودقيقا ومتعدد الجوانب في أيامنا هذه، وفي الآن نفسه باعتباره موضوعا خطيرا، إذا أسيء فهمه، وتم استخدام الأساليب المبتورة في التبليغ، مما ينعكس سلبا على فهم دين الإسلام وتقديمه للعالم بشكل قاصر، وركزوا بشكل خاص على موضوع الدعوة إلى الله تعالى عند السادة الصوفية، لأنهم يمارسونها بصدق وإخلاص، ويعتبرونها عملهم الأول وشغلهم الشاغل منذ عرفوا الله تعالى وندبوا أنفسهم في خدمة سبيله، وأنهم بذلك تجاوزوا التنظير إلى العمل بتقرير السياحة الصوفية الدعوية منهجا لهم في التواصل مع الناس، وهم ينتقلون من منطقة إلى منطقة، ممارسين لكل الأدوار العلمية والتربوية والاجتماعية وغيرها من الأعمال التي تقوم بها الرباطات والزوايا بمملكتكم الشريفة منذ تاريخ متقدم. متحدين لكافة أنواع المعاناة، ومقدمين لمختلف التضحيات، ومتخلقين بسلاح الصبر والنفس الطويل في نفع المواطنين والمواطنات.

  سيدي أعزكم الله،

ولم يفت المشاركين الذين استغلوا فرصة اجتماعهم لتبادل التجارب الدعوية الناجحة من داخل المغرب وخارجه، تذكير أرباب الزوايا والطرق الصوفية للسعي في إحياء وتجديد زواياهم وطرقهم للقيام بأمر الدعوة إلى الله تعالى ومخالطة المجتمع، علاوة على العمل على تطويرها لمسايرة العصر، لإفادة المسلمين وغير المسلمين، وحثوا على تكاثف جهود أهل التصوف وتوحيد كلمتهم وتوقيع شراكات فيما بينهم لإعانة بعضهم البعض والتعاضد فيما بينهم لنفع الناس، وإصدار بيانات مشتركة في صد تشويش أصحاب التيارات الدخيلة المتسمة بالجمود والتشدد والغلو والتطرف في الدين، وأيضا للتبرؤ من المدعين أصحاب الطرق الدخيلة، الذين يحترفون التصوف، والذين كثروا في شتى المجتمعات والأوطان، والذين يعملون على تشويه المسار الحقيقي لأهل الله تعالى.

وفي هذا المقام نوه العديد من المتدخلين بشكل خاص بالمشروع الرائد، الذي أذنتم بإطلاقه وتولونه كريم عنايتكم يامولاي، والمسمى بمشروع “تسديد التبليغ”، والذي يروم تصحيح منهج التبليغ بمملكتكم الشريفة، لمساعدة المواطنين والمواطنات بالهناء بحياة طيبة، والذي سيكون لها الأثر الطيب على سائر أفراد المجتمع.

ختاما يا مولاي نسأل الله تعالى أن يحفظكم بما حفظ به الذكر الحكيم، وأن ينصركم نصرا عزيزا مؤبدا، وأدامكم في صحة وعافية شاملة، حاميا للملة والدين، وأقر عين جلالتكم بولي عهدكم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وأنبته نباتا حسنا، وشد أزر جلالتكم بشقيقكم السعيد صاحب السمو الملكي الأمير المولى رشيد، وباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة، وأراكم في شعبكم ما تحبون، ونسأله عز وجل أن يمطر شآبيب الرحمة والغفران على روح الملكين العظيمين صاحب الجلالة الملك محمد الخامس ورفيقه في الكفاح جلالة الملك الحسن الثاني، وأن يجعلهما في مقعد صدق مع من أنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، وشمل الفقيدة والدتكم صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة لالة لطيفة بواسع رحماته، وأسكنها فسيح جنانه، إنه سميع مجيب. أمين.
والسلام على المقام العالي بالله ورحمته وبركاته.

وحرر ببني ملال، يومه الخميس27 ذو الحجة 1445هـ موافق 04 يوليوز 2024م


خديم الأعتاب الشريفة
رئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام
إسماعيل بصير.

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *