الإسراء والمعراج دروس وعبر
الْخُطْبَةُ الأُولَى
الحمدُ للهِ الَّذِي سبَّحَتْ بحمدِهِ جميعُ الكائناتِ، وسجَدَ لعظمتِهِ مَنْ فِي الأرضِ والسَّمواتِ، وأشهدُ أنْ لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لهُ أيَّدَ نبيَّهُ محمَّداً بالآياتِ المحكماتِ، وأشهدُ أنَّ سيِّدَنَا محمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ وصفيُّهُ مِنْ خلقِهِ وخليلُهُ، الذِي أكْرَمَهُ مولاَهُ بالمعجزاتِ الباهراتِ, اللهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبَارِكْ علَى سيِّدِنَا محمَّدٍ وعلَى آلِهِ الطَّيبينَ الطَّاهرِينَ وأصحابِهِ أجمعينَ، ومَنْ تبعَهُمْ بِإحسانٍ إلَى يومِ الدينِ.
أمَّا بعدُ: فأوصيكُمْ عبادَ اللهِ ونفسِي بتقوَى اللهِ تعالَى وطاعتِهِ، يقولُ عزَّ وجلَّ 🙁 يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُم لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
إخوة الإيمان
كلُّ ذكرى من ذكرياتنا العطرة فيها دلالات كُبرى ، ومناراتٌ جُلَّى ومواعظُ بليغة ، وليستِ العبرةُ في ذِكر الوقائع والتفصيلات ، لمجرد الذكرِ أو التعرف ، ولكنَّ العبرةَ في أن نستنبط من هذه الأحداث الدروس والعِبر بحيثُ تكون هذه الدروس والعبر نوراً نهتدي به في طريقنا إلى الله ، ومشعلاً ، وضاءً نستضيءُ به في دروب الدعوة إليه : فِي هذِهِ الأيَّامِ حلت علينا ذكرَى الإسراءِ والمعراجِ, وهِيَ مِنَ المعجزاتِ العظيمةِ.ودروسُها ، أكثرُ من أن تعد او تُحصى ، وأجلُّ مـــن أن تُستقصى.فحَرِيٌّ بنَا أنْ نقِفَ عنْدَ دروسِهَا وعِبَرِهَا وعظاتِهَا بتأمُّلٍ وتدبُّرٍ وفَهْمٍ, قالَ اللهُ تعالَى 🙁 سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ).
اخبتي في الله
الحقيقة أن وقائع الإسراء والمعراج معروفة لكل المسلمين، ذلك لأن المسلم في كل عام يستمع إلى خطبة من خطب المناسبات حول الإسراء والمعراج، لكنني أردت في هذه الخطبة أن أجعل محورها ماذا يعلمنا الإسراء والمعراج؟ قبل ان اقف واياكم على صور ستبقى راسخة في الذاكرة ، ذلك بأن الأحداث الذي وقعت في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وقعت مقصودةً لذاتها لتكون هذه الأحداث سبباً لموقف النبي الموقف الكامل المشرع.
النبي عليه الصلاة والسلام حينما يقف من حدث يقف الموقف الكامل، وهذه الأحداث يبدو أنها تتكرر في حياة المسلمين إلى يوم القيامة، فكلما تكرر حدث من هذه الأحداث ينبغي أن نقف الموقف الذي وقفه النبي عليه الصلاة والسلام.
واهم حقيقة يجب الوقوف عندها هي أنه ما من محنة تصيب المؤمن الصادق الملتزم إلا وراءها منحة، وما من شدة تنزل بالمؤمن الصادق الملتزم إلا وراء هذه الشدة شدة إلى الله عز وجل.
فالذي لاقاه النبي عليه الصلاة والسلام من مختلف ألوان المحن ولا سيما بالذات الذي رآه في الطائف إنما كان من جملة أعماله التبليغية للناس، فكما أن النبي عليه الصلاة والسلام جاء ليبلغنا العقيدة الصحيحة عن الكون وخالقه، وعن الحياة وحقيقتها، وعن الإنسان ورسالته، وعن أحكام العبادات والمعاملات، وعن مكارم الأخلاق، جاء ليبلغ الناس من خلال السلوك العملي وهذه سنته العملية جاء ليبلغنا أن الله كلفهم بالصبر والمصابرة والبذل والمثابرة، فكما أن النبي عليه الصلاة والسلام علم الناس بأقواله كذلك علمهم بأفعاله، كما أنه قال: ” صلوا كما رأيتموني أصلي” و:”يا أيها الناس خذوا عني مناسككم”. قال بلسان حاله:” اصبروا كما رأيتموني أصبر” محنة الطائف و ما بعدها محنة كأن الخط البياني لدعوته صلى الله عليه وسلم وصل إلى الحضيض، كذبوه وسخروا منه ونالوه بالأذى.
أيها الأخوة الكرام: المسلمون اليوم في أمس الحاجة إلى هذا الدرس البليغ، اصبروا كما رأيتموني أصبر لأن مكر الأعداء، أعداء المسلمين وصفه رب العالمين فقال:﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾. والذي يمكننا احبتي في الله من إلغاء هذا المكر هو الالتزام بمنهج الله وشريعته، ألا ترون بأعينكم أن المسلمين هان أمر الله عليهم إلى درجة أنهم لا يبالون بحلال وحرام، ولا بواجب أو ممنوع، يفعلون ما يحلو لهم في علاقاتهم بالمرأة، وفي علاقاتهم بالمال، هان أمر الله عليهم فهانوا على الله، هذا المكر الذي يمكن أن تزول منه الجبال بإمكان أي مسلم أن يلغيه، قال تعالى:﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾
أحبتي في الله ، أثناء هذه الرحلة الربانية رأى النبى عدداً من المشاهد التى تعبر عن الكثير من حالة أمته وعلى ما هو عليه الناس فى الوقت الحالى ، نسرد بعضها لعل الناس يأخذون منها العظة ويراجعون أنفسهم قبل فوات الأوان ، ومنها ذلكم المشهد الذي تظهر فيه امرأة جميلة متبرجة بكل أنواع الزينة، حاسرة عن ذراعيها تنادى: يا محمد انظرنى أسألك. فلم يلتفت إليها صلى الله عليه وسلم فقال جبريل للرسول: ما سمعت فى الطريق؟
فقال عليه السلام: بينما أنا أسير إذا بامرأة حاسرة عن ذراعيها عليها من كل زينة خلقها الله تقول: يا محمد انظرنى أسألك! فلم أجبها، ولم أقم عليها.
قال جبريل: تلك الدنيا، أما أنك لو أجبتها، لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة، وأما الشئ الذى ناداك من جانب الطريق فهو إبليس.
ثم يأتى هذا المشهد الذى نسأل الله سبحانه وتعالى قبل سرده ان يرزق شبابنا العفاف والتقى حتى لايقعون فى مثله فأثناء هذه الرحلة الربانية رأى الرسول موائد كثيرة، عليها لحم ناضج جيد ولا يقربها أحد وموائد أخرى عليها لحم نتن كريه الرائحة وحول هذا اللحم النتن أناس يتنافسون على الأكل منه ويتركون اللحم الناضج الجيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن هؤلاء يا جبريل؟
قال جبريل: هذا حال أناس من أمتك يتركون الحلال الطيب فلا يطعمونه، ويأتون الحرام الخبيث فيأكلونه!!.
وهذا مشهد آخر يحذر آكلين أموال اليتامى بالباطل ,حيث رأى الرسول الكريم أناسا شفاهم كمشافر الإبل. فيأتى من يفتح أفواههم، فيلقى فيها قطعا من اللحم الخبيث، فيضجون منها إلى الله لأنها تصير نارا فى أمعائهم فلا يجيرهم أحد حتى تخرج من أسفلهم فقال عليه الصلاة والسلام من هؤلاء يا جبريل ؟
قال جبريل: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى بالباطل، إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا.
ويرى الرسول الله عليه وسلم طريقا ممتدا إلي النار يمر فيه آل فرعون. فيعرضون على النار غدوا وعشيا.
وأثناء مرورهم يجدون على الطريق أقواما بطونهم منتفخة مثل البيوت، كلما نهض أحدهم سقط يقول: اللهم أخر يوم القيامة، اللهم لا تقم الساعة فيطؤهم آل فرعون بأقدامهم فقال عليه السلام: من هؤلاء يا جبريل؟
قال جبريل: هؤلاء هم الذين يتعاملون بالربا من أمتك.. لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس.
ثم يمضى الرسول صلى الله عليه وسلم فيرى أقواما يُقطع اللحم من جنوبهم ثم يقال لكل منهم: كل من هذا اللحم كما كنت تأكل لحم أخيك ميتا. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: من هؤلاء يا جبريل؟
قال جبريل: هؤلاء هم الذين يغتابون الناس من أمتك، كان كل منهم يأكل لحم أخيه ميتا.
ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد أقواما تضرب رؤوسهم بالصخر كلما ضربت تحطمت وكلما تحطمت عادت كما كانت فترضخ من جديد بالصخر فتتحطم.. وهكذا، فقال عليه الصلاة والسلام: من هؤلاء يا جبريل؟
قال جبريل عليه السلام: هؤلاء من أمتك هم الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة.
يعقب ذلك مشهد يأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها هو يزيد عليها، وذلك دليل على كثرة الذنوب التى ارتكبها والمعاصى التى اقترفها، ومع ذلك فهو يزيد منها ويثقل على نفسه بالذنوب فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما هذا يا جبريل؟
قال جبريل: هذا الرجل من أمتك تكون عليه أمانات الناس، لا يقدر على أدائها وهو يزيد عليها أمانات أخرى، وقد دعا الإسلام إلى رد الأمانات.
كما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقوام تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد، كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شئ وهذا جزاء من يتكلم بالشر، ويخوض فيه بين الناس فلما رأى رسول الله ذلك قال لجبريل: ما هذا يا جبريل؟
قال جبريل: هؤلاء خطباء الفتنة” وكما كثر عددهم فى هذه الأيام”أسال الله ان يكفوا عما هم عليه من بث للفتنة .
وعلى عكس ماسبق فهذا المشهد يثير فى نفوسنا الراحة ويبعث فيها الاطمئنان والسكينة، فقد مر الرسول على أقوام يحصدون فى يوم، كلما حصدوا عاد كما كان. وكثرة الحصاد والمحصول على هذا الوجه رمز لجزاء الله سبحانه الذى لا يتناهى، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك سأل جبريل: ما هذا يا جبريل؟
قال جبريل: هؤلاء هم المجاهدون فى سبيل الله، تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف. ولذلك يشبه الله العمل الصالح فى الآية: {كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء.
نسألُ اللهَ أَنْ يُعِيدَ علَى بلادنا وعلَى جميعِ المسلمينَ هذهِ المناسبةَ بالخيرِ واليمنِ والبركاتِ، إنَّهُ سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدعواتِ.
نفعَنَا اللهُ وإياكُمْ بالقرآنِ العظيمِ وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولكُمْ،
إنهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ.
الخُطْبَةُ الثَّانيةُ
الحَمْدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أنَّ سيِّدَنَا محمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ، اللهمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ الطيبينَ الطاهرِينَ وعلَى أصحابِهِ أجمعينَ، والتَّابعِينَ لَهُمْ بإحسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أمَّا بعدُ: فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ، واعلمُوا أنَّ معجزةَ الإسراءِ والمعراجِ إنَّمَا جعلَهَا اللهُ عزَّ وجلَّ تكريمًا لرسولِهِ صلى الله عليه وسلم وتثبيتاً لفؤادِهِ وتقويةً لعزيمتِهِ, فلنتخِذْ مِنْ هذِهِ الذِّكرَى العظيمةِ دروساً فِي الثَّباتِ علَى طاعةِ اللهِ تعالَى والصَّبرِ والتَّوكلِ علَيْهِ والثِّقةِ بهِ واليقينِ بأنَّ اللهَ جاعِلٌ بعدَ العُسرِ يسراً وبعدَ الضِّيقِ والكرْبِ فرجاً, وينبغِي لنَا أنْ نعلِّمَ أبناءَنَا أحداثَ هذِهِ المعجزةِ ودروسَهَا حتَّى يستفيدُوا منْهَا, ويطبقُوهَا فِي حياتِهِمْ العمليَّةِ, ويتخلَّقُوا بأخلاقِ صاحبِ المعجزةِ سيِّدِنَا محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لينالُوا القُرْبَ مِنَ اللهِ جَلَّ فِي علاَهُ, قالَ سبحانَهُ وتعالَى:(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: ( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا ).
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوْماً، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوْماً، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْماً.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجمع كلمتهم عَلَى الحق، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظالمين، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعَبادك أجمعين.
واعلَموا أنَّ الله أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ، أمرَكُمْ بالصلاة والسلام على نبيِّهِ الكريم فقال *إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّــــــــــــــــونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا َسْلِيمًا*
اللهُمَّ صَلِّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنك حميد مجيد، اللهم بارِكْ على سيّدِنا محمَّـــــــــــــــــــــــدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيـــــــــمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ،. اللهـــــم وفق وانصر ملك البلاد أمير المومنين محمد السادس لما تحـــــب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، واحفظه في ولي عهـــــــــده وشد أزره بأخيه وأسرته وشعبه .
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخـــــــــــــــرة.اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحســــن عبادتك واجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه..
وارض اللهم عن كافة الصحابة من المهاجرين والأنصـــــار وعن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الستة الباقين من العشرة الكرام البررة الذي شهد لهــــــــــــــــم رسول الله بالجنة اللهم انفعنا بمحبتهم، ولا تخالف بنا عن نهجهم، يا خير مسؤول ويا خير مأمول..
اللهم ارزقنا الفقه في الدين، والتمسك بالكتاب المبين، والاقتــــــــــــــــــــــــــداء بسيد المرسلين، والسير على نهج أسلافنا الصالحين..
اللهُمَّ إنّا دعوناكَ فاسْتَجِبْ لنا دُعاءنا فاغفر اللهم لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وتوفّنا وأنت راضٍ عنّا، اللهمَّ من أحييته منّا فأحيهِ على الإسلام ومن توفّيتهُ منّا فتوفَّهُ على كاملِ الِإيْمان، اللهمّ لا تدعْ لنا في يومنا هذا ذنّبًا إلا غفرته ولا مريضًا إلا شفيته يا أرحم الرّاحمين، يا أرحم الرّاحمين، يا أرحم الرّاحمين، استُر عوراتنا وءامن روعاتنا واجعلنا من عبادك الصّالحين، اللهُمَّ إنّا نسألك التُّقى والنَّقى والعفافَ والغِنى، اللهُمَّ اجعلنا من عبادك الصّالحين، اللهُمَّ اجعلنا من عبادك المتخلقين بأخلاق نبيك المصطفى وشمائله العظيمة. اللهُمَّ أكرمنا برؤية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم في المنام وشفِّعه فينا، اللهُمَّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، إنَّك سميع قريبٌ مجيب الدعوات. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين