الإخلاص في العمل والغش في الامتحانات
الحمد لله الذي أمرنا بالعمل..وقسَم الرزق وقدّر الأجل..نحمده سبحانه وتعالى على نعمه التي لا تعد..ونثني عليه شكرا على إحسانه الذي لا يحد..ونشهد أن لا إله إلا الله. وحده لا شريك له أحب العاملين من أهل طاعته و مرضاته..وأعد لهم جميل رضوانه وفسيح جناته، ونشهد أن سيدنا و حبيب قلوبنا محمدا عبده و رسوله، و صفيه من خلقه ورضيه و حبيبه ، نبي أخلص لهذا الدين، و هدى المؤمنين لما فيه الخير والعز والتمكين، اللهم صل وسلم عليه في الأولين و الآخرين، وارض اللهم على آله الطاهرين الطيبين و على صحابته الغر الميامين..وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..وعنا معهم بجــــــــودك و كرمك يا أرحم الراحمين
أما بعد ، إخوتي في الله
إن مِن أحب ما يُحب الإنسان انه يحب حياة ًطيبة.وصحة جيدة،ورزقا وفيرا، والله جل جلاله، الذي خلق فسوى،.والذي قدر فهدى، جبل الإنسان على هذه المحبة، ودعاه للسعي، وأمره بالكدح و المثابرة، فقال تبارك وتعالى هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ.{ الملك 15} . فالعمل هو جزء من الأمانة التي حملها الإنسان، .أمانة الخلافة في الأرض، و به تعمر الأرض، و تستمــــرالحياة، وكل عمل يرضاه الله لعبده ويطيع العبد به ربه، فهو عبادة .
فأنت أيها التاجر، .وأنت تتعامل كما أمر الله توفي الكيل و الميزان ولا تزيد في الأثمان، و لا تحتكر و لا تغش ، و لا تحلف إلا عن صدق و حق ، .و تقدم بضاعتك خدمة للمسلمين، أنت في عبادة. فبيعك و شراؤك عبادة .و يوم القيامة سيكون مقامك عند الله مقاما رفيعا .. وهو ما بشـّرك به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال” التَّاجِرُ الصَّدُوقُ مَعَ السَّبْعَةِ فِي ظِلِّ عَرْشِ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “.رواه البيهقي. وعنده أيضا قول رسول الله صلى الله عليه و سلم التاجر الصدوق الأمين مع النبيين ، والصديقيـــــــــــن والشهداء .
و أنت أيها الفلاح الدؤوب، يا من تكدح من أجل اللقمة الحلال ، وتوفر الإنتاج، وتعرضه بأمانة، ولا تخفي الرديء تحت الطيب، أنت في عبادة ، أنت من المغفور لهم في الدنيا، بقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم ” من أمسى كالا من عمل يديه أمسى مغفورا له” رواه الإمام السيوطي ، وطعامك أحب الطعام، لقوله صلى الله عليه وسلم.. “ما أكل العبد طعاما أحب إلى الله من كد يده” رواه الإمام السيوطي و تفيض عليك الحسنات و ترفع لك الدرجات، من حيث لا تدري، قال صلى الله عليه وسلم” مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بــــِهِ صَدَقَةٌ”متفق عليه.
وهذا حال كل عامل مخلص في عمله وكل موظف مخلص في وظيفته وكل طالب او تلميذ مخلص ومجتهد في تحصيله ودراسته فكل من هو قائم بما فرض الله عليه هو في عبادة . جاء في صحيح الترغيب .. ن رجلا مر في الصباح الباكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم جلوس بالمسجد فرأى الصحابة مِنْ جَلَدِهِ ونَشَاطِهِ مَا أَعْجَبَهُمْ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ ، لو كان هذا الحزم، وهذا النشاط والعزم والإخلاص في طاعة الله، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :” إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَإِنْ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يُعِفـّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وتَفَاخُرًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ ” فالمؤمن يسعى ويعمل، و رب العزة تبارك وتعالى يكتب الحسنات و يرفع الدرجات.و ما دام العمل عبادة وزيادة حسنات فلا بد له من إخلاص ، والإخلاص أساس شرعنا، وهو روح ديننا، يقول الله تبارك و تعالى.. وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتوُا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ { البينة 5}..
و معنى الإخلاص أيها المؤمن أن تترك النظر للمخلوق بدوام النظر إلى الخالق أي أن يكون عملك خالصا لله ولا نصيب لغير الله فيه.ولقد تنوَّعت تعاريف العلماء للإخلاص ،
ولكنها تصبُّ في معين واحد وهو أن يكون قصد الإنسان في سكناته وحركاته وعباداته الظاهرة والباطنة خالصة لوجه الله تعالى لا يريد بها شيئاً من حطام الدنيا أو ثناء الناس .
قال الفضل بن زياد : سألت أبا عبد الله ـ يعني الإمام أحمد بن حنبل ـ سألته عن النية في العمل ، قلت : كيف النية ، قال : يعالج نفسه إذا أراد عملاً لا يريد به الناس ..أن يعالج نفسه فإذا أراد عملاً لا يريد به إلا وجه الله تبارك تعالى.قال أحد العلماء : نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا : أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى لا يمازجه نفسٌ ولا هوىً ولا دنيا .
عباد الله
إنَّ شأن الإخلاص مع العبادات بل مع جميع الأعمال ، حتى المباحة لعجيب جداً ، فبالإخلاص يعطي الله على القليل الكثير ، وبالرياء وترك الإخلاص لا يعطي الله على الكثير شيئاً .ولذلك لما توجه الكفار بعبادتهم لغير الله واتبعوا في حياتهم الانحراف عن طريق الله أمر الله تبارك و تعالى حبيبه محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله عز وجل قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ {الأنعام 162-163 } فالعمل كله عبادة ً و معاملة يجب فيه التوجه إلى الله كله بفضله و عونه وكله في سبيل مرضاته من أجل الفوز بحياة طيبة وأخرى رغيدة يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابْتُغِي به وجهُه رواه الإمام الطبراني فكل قول و كل عمل لا خير فيه إذا غاب عنه الإخلاص .بل ينقلب من الخير إلى الشر و من الجزاء إلى العقاب فالعبادة التي من أجلها خلقنا و بها أمرنا إنما أساسها الإخلاص و التعامل الذي به نحيا إنما أساسه الإخلاص .فاحذر أخي في الله ، احذر من العمل من أجل الربح فقط..دون توكـّـل على الله ولا تقل أنا أعمل لأكسب دون ذكر الله ولكن قل أنا بعون الله أعمل
و بفضل الله أكسب و لا تستعن إلا بالله و لا تتوجه إلا إلى الله ، يقول رب العزة تبارك و تعالى في حديثه القدسي: ” أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه” فاحذر أيها المؤمن أن تكون كعابد بني إسرائيل، جاءه قومه، قالوا له: إن هناك قومًا يعبدون شجرة، ويشركون بالله؛ فغضب العابد غضبًا شديدًا، وأخذ فأسًا؛ ليقطع الشجرة، وفي الطريق، قابله إبليس في صورة شيخ كبير، وقال له: إلى أين أنت ذاهب؟ فقال العابد: أريد أن أقطع الشجرة التي يعبدها الناس من دون الله. فقال إبليس: لن أتركك تقطعها، وتشاجر إبليس مع العابد؛ فغلبه العابد، وأوقعه على الأرض. فقال إبليس: إني أعرض عليك أمرًا هو خير لك، فأنت فقير لا مال لك، فارجع عن قطع الشجرة وسوف أعطيك عن كل يوم دينارين، فوافق العابد. وفي اليوم الأول، أخذ العابد دينارين، وفي اليوم الثاني أخذ دينارين، ولكن في اليوم الثالث لم يجد الدينارين؛ فغضب العابد، وأخذ فأسه، وقال: لابد أن أقطع الشجرة. فقابله إبليس في صورة ذلك الشيخ الكبير، وقال له: إلى أين أنت ذاهب ؟ فقال العابد: إلى الشجرة أقطعها. فقال إبليس: لن تستطيع، وإني أمنعك من ذلك، فتقاتلا، فغلب إبليسُ العابدَ، وألقى به على الأرض، فقال العابد: كيف غلبتَني هذه المرة؟! وقد غلبتُك في المرة السابقة! فقال إبليس: لأنك غضبتَ في المرة الأولى لله -تعالى-، وكان عملك خالصًا له؛ فأمَّنك الله مني، وكان في عونك فغلبتني، أمَّا في هذه المرة؛ فقد غضبت لنفسك لضياع الدينارين، فهزمتـُك وغلبتـُك. . فاحذر لخي في الله أن تتوجه بأي عمل أو قول لغير الله واجعل أقوالك و أعمالك خالصة لوجهه الكريم واجعل سرك و علانيتك سواء واجعلهما لله، فهو الذي أمرك بالسعي والإجتهاد، بتفان و إخلاص في الحلال الطيب، وضمن لك الرزق، حتى لا تنشغل عن طاعته ، ولا تتجاوز مرابع الحلال الى مراتع الحرام. قال تبارك وتعالى” وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا، وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا، كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ”{ هود 6 }. فالرزق على الله ،وما على المؤمن إلا السعي، في حدود الحلال، فلا يركن إلى الكسل، ولا يلهث وراء زخارف النفس و بوراق الأمل ، فديننا دين الوسطية،ودين الحكمة والاعتدال، .يعمل المؤمن بإخلاص، و يكد ويجتهد، داخل دائرة الحلال، لأن الرزق، هو عطية ربانية يسوقها الله لمن يشاء من عباده ، إعانة لهم على طاعته، . فالمال مال الله و نفقته في طاعة الله عبادة، و نفقته في غير هذا الوجه عصيان، وكفر بما وهب الله، ولله خزائن السماوات والأرض ، ففيها أرزاق خلقه ينزل ما يشاء على من يريد، بالقدْر الذي قضاه في قدَره، يقول الله تبارك وتعالى “وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ”{الحجر 21}. ولذلك حين يتأمل الإنسان ما يجري في الحياة يذهل ويعجب قد يتحير الناس عند موت صاحب الأسرة وإذا بالرزق ينساب لتلك الأسرة أوفر مما كان عليه قبل موت عائلها فما بات جوعان إلا من قدَر على الارتزاق وتكاسل عليه ولم ينهض ليعمل و يكدح بكل تفان واخلاص ليتسلم رزقه.أما من أقعده الله، فالله ضامن رزقه، فما على المؤمن إلا الكد و الاجتهاد بعزم و أخلاص ، في حدود الحلال الطيب و الله هو الرزاق، يرزق من يشاء بغير حساب .اللهم اكتب لنا الرزق الطيب الحلال ، واجعلنا من العاملين بهديك في كل مجال، اللهم اهدنا بنورك إليك، وارزقنا الاعتماد
و التوكل عليك. أقول قولي هذا.. واستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله، تفرّد عزًّا وكمالاً، واختصّ بهاءً وجمالاً وجلالاً، أحمده سبحانه وأشكره، تقدّس وتنزّه وتبارك وتعالى، وأسأله جلّ في علاه صلاحَ الشّأن كلّه حالاً ومآلاً. وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، أمرنا بعبادته وطاعته غدوًّا وآصالاً، وحذّرنا مغبّةَ التفريط لهوًا وإغفالاً، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمّدًا عبد الله ورسوله أزكى الورَى خِصالاً، وأسنَى البريّة خِلالاً، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين بلغوا من السّؤدَد ذُراه، وتفيّؤوا من المجد ظلالاً، والتّابعين ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
عباد الله
بقدر ما يحث الإسلام على الإخلاص في كل شي فإنه يبغض الغش الذي يعد ظاهرة خطيرة و سلوكا مشينا و الغش له صور متعددة ، و أشكالا متنوعة ، ابتداء من غش الحاكم لرعيته ، و مرورا بغش الأب لأهل بيته ، و انتهاء بغش الخادم في عمله .
و حديثي سوف يكون فقط عن الغش في الامتحانات بسبب اقتراب موعد ها، هذه الظاهرة التي أصبحت موضوع العامة والخاصة وأصبح يشكو منها كثير من المدرسين و التربويين. فظاهرة الغش بدأت تأخذ في الانتشار، على جميع المستويات بدءا من الاعدادي فالثانوي وحتى الجامعة .
ولعل من الأسباب التي تنتج هذا الخلق المشين هناك : ضعف الإيمان ، و ضعف التربية والكسل و ضعف الشخصية و الخوف من الرسوب والفشل .
وكما ان للغش بشكل عام اسبابا فا له آثارا وخيمة ، ولاسيما الغش في الأمور التعليمة والذي يعد من أخطر أنواع الغش و ذلك لعظيم أثره و شره .
نعم، إن الغش في الامتحان تزوير ممقوت وخلق سمج، بل هو جريمة في حقّ المجتمع كلّه؛ لأننا نخرج طلابا زورا وبهتانا، لأننا سنخرج أطباء مزوّرين ومهندسين مزوّرين بل ومعلمين مزورين، فيموت الإبداع في كلّ مجال، ويؤول الأمر إلى غير أهله، فتشيع الخيانة وينتشر الضعف في كلّ مجال، فيُعلَى علينا ولا نعلو، ونُهزَم ولا ننتصر؛ لأن مراكز العلوّ ومراكز الإبداع قد تولاّها غشّاشون ومزوّرون لا كفاءةَ لديهم ولا إبداعَ. نعم، هذا هو مآل التزوير، ولا تقل: إنك تبالغ في ذلك، فإن نتيجة هذا الطالب أن ينجح ثم يوظَّف ثم يولَّى منصبا قد تولاّه بغش وتزوير، فنقول: إن هذا الغاشّ سيكون لبنة سيّئة في بناء هذا المجتمع والأمة المجيدة.
احبتي في الله –
لاشك أن خطبة واحدة ، بل خطبا لن تقاوم هذا المنكر العظيم . لذا كان لا بد من تعاون الجميع في مقاومة هذه الظاهرة ، كل بحسب استطاعته و جهده . فالأب في بيته ينصح أبنائه و يرشدهم و يحذرهم بين الحين و الآخر . و المعلم و المرشد في المدرسة و الجامعة كل يقوم بالوعظ .
ولنتذكر احبتي في الله قول الرسول صلى الله عليه و سلم : ( من غش فليس منا ) رواه البخاري . فهل ترضى أن يتبرأ منك النبي صلى الله عليه و سلم .
فأي خير ترتجي إذا تخلى عنك الرسول صلى الله عليه و سلم و أعلن البراءة منك .
وتذكر أنك بمجرد أن تفكر في الغش فقد تخليت عن أهم صفة يجب أن تتحلى بها في هذا العلم . ألا و هي الإخلاص لله .وعليه فانت أخي الكريم ملزم أن تراقب الله قبل كل شيء ، و أن تعلم أن روحك التي بين جنبيك بيد الله ، أنفاسك التي تتردد في صدرك هي بيد الله ، فاتق الله و لا تجعل الله ينظر إليك و أنت تعصيه ، تذكر أن الأمانة سوف تنصب على جنب الصراط ، و لن يجوز عليه إلا من كان أمينا ، و الغش ينافي الأمانة كل المنافاة .
أسأل الله أن يسهل على أبناءنا ، و أن يحميهم من الغش و الخيانة ، و أن يأخذ بنواصيهم لما يحب و يرضى . اللهم إنا نسألك التيسير، اللهم يسر أمورنا، واشرح صدورنا، ووفق أبناءنا وبناتنا، اللهم اجعلهم مشاعل نور وهداية، وخذ بهم إلى سبيل الرضا والولاية يا أرحم الراحمين.
هذا، وصلّوا وسلّموا على خير البرية وأزكى البشرية محمد بن عبد الله فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال جل في علاه “إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً”
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك وحبيبك نبينا محمد، وارض اللهم عن أمهات المؤمنين، وسائر الصحابة والتابعين، وارض عنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين. اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.
اللهم وفق ملك البلاد أمير المؤمنين محمد السادس لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم كن له معينا ونصيرا وأعنه وانصره على أعدائه وأعداء المغرب . اللهم امدده من عندك بالصحة و العزم و القوة و الشجاعة والحكمة و القدرة و التوفيق لما فيه مصلحة العباد و البلاد و الأمة الإسلامية قاطبة، و اجعله لدينـــــــــــك و لأمتك ناصراً ، و لشريعتك محكماً .. اللهمّ خذ بيده، وّ احرسه بعينيك الّتي لا تنام، وأحفظه بعزّك الّذي لا يضام، وأيِّده بالحق وارزقه البطانة الصالحة يا ذا الجلال والإكرام.وأحفظه اللهم في ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن وشد أزره بأخيـــــــه المولى رشيد وسائر الأسرة العلوية المجيدة .
.اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة واجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهمَّ إليك مددنا أيادينا، وفيما عندك عظمت رغبتنا، فأقبل توبتنا، وأرحم ضعف قوتنا، وأغفر خطايانا ،وأقبل معذرتنا، وأجعل لنا من كل خير نصيباً، وإلى كل خير سبيلاً برحمتك يا أرحم الراحمين . اللهمَّ لا هاديَ لمن أضللت، ولا معطيَ لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت، ولا مقدم
لما أخرت، ولا مؤخر لما قدمت . اللهمَّ أنت الحليم فلا تعجل، وأنت الجواد فلا تبخل،وأنت العزيز فلا تذل، وأنت المنيع فلا تُرام، وأنت المجير فلا تُضام ، وأنت على كل شيء قدير . اللهمَّ لا تحرم سعة رحمتك، وسبوغ نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك،ولا تمنع عنا مواهبك لسوء ما عندنا ولا تجازينا بقبيح عملنا ، ولا تصرف وجهك الكريم عنا برحمتك يا أرحم الراحمين اللهمَّ لا تحرمنا ونحن ندعوك… ولا تخيبنا ونحن نرجوك .اللهمَّ إنا نسألك يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا، يا رحيم الآخرة، أرحمنا برحمتك وافتح بصيرة أبناءنا وبناتنا يوم الامتحان واعنهم على الحفظ والمذاكرة ويسر سبيلهم . ربنا اشرخ صدورهم ويسر لهم أمرهم واحلل عقدة من ألسنتهم اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت إن شئت جعلت الصعب سهلا يا ارحم الراحمين) .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.