أمانة المسئولية وحب الوطن

للأستاذ عبد الهادي السبيوي

الحمد لله رب العالمين ، خلق الكون بأمانة شديدة ووضع كل شيئ في موضعه بنظام دقيق واستأمن الإنسان علي هذا الكون وحمله الأمانة العظمي بعدما عرضها علي السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحمله الإنسان فقال تعالي (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) الأحزاب . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو علي كل شيء قدير .. جعل الأمانة من أخلاقه العظيمة فهو القائل (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) يوسف . وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم .. وضع كل شيء في موضعه المناسب واعتبر ذلك من الأمانات التي يسأل عليها العبد يوم القيامة والأمانة فقال صلَّى الله عليه وسلَّم (إذا ضُيِّعَت الأمانة، فانتَظِر الساعة)، قيل: يا رسول الله، وما تضييع الأمانة؟ قال (إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله، فانتظِرِ الساعة). فاللهم صل علي سينا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا …

أما بعـــــــد،

احبتي في الله ،  الأمانة في الإسلام مفهوم واسع شامل يتجاوز المعنى الضيق والمحدود المتعارف بين الناس لكلمة الأمانة. فالأمانة هي المسؤولية بين يدي الله عن كل ما كسبت يد الإنسان وما يتحمله من أعباء ثقال. ولأجل ذلك ورد في القرآن الأمر بأداء الأمانات في صيغة الجمع وذلك في قوله جل من قائل (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا).النساء. ومن الأمانات المسئول عنها أمانة المسئولية .

والمسئولية في الإسلام تعني أن المسلم المكلف مسئول عن كل شيء جعل الشرع له سلطاناً عليه، أو قدرة على التصرف فيه بأي وجه من الوجوه، سواء أكانت مسئولية شخصية فردية، أم مسئولية متعددة جماعية ، فإن أَحسن تَحقق له الثواب، وإن أساء باء بالعقاب.

 

ولابد أن يعلم كل إنسان أوكله الله أمر من أمور المسلمين أن الله تعالي وضع في عنقه أمانة ومسئولية فهي ليست تشريفا ولا وجاهة وإنما مسئولية وتكليفا.. أي أن الوظيفة العامة وخدمة المرتفقين  وديعة في يد من يشغلها ، يسأل عنها أمام الأمة التي تضعها في يده ويسأل عنها أمام الله. ويؤكد هذا المعنى ويؤيده ما ورد فى الأحاديث النبوية الشريفة. فلقد طلب الصحابى الزاهد الجليل أبو ذو الغفارى من الرسول الكريم أن يقلده إحدى الوظائف فقال للرسول (صلي الله عليه وسلم) : ألا تستعملنى يا رسول الله فقال الرسول (يا أبا ذر انك ضعيف , وإني أحب إليك ما أحبه لنفسي وأنها أمانه وأنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها.

وحتى يحسن الإنسان أداء الأمانة التي حمله الله تعالى إياها، فلا بد أن يتمتع بالقدرة على الجلد والتحمل، والاستمرار بفاعلية في الأداء، مع المحافظة على التميز والارتقاء، والإحسان والإتقان، الذي حثنا عليه نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله:« إن الله يحب إذا عمل العبد عملا أن يتقنه». وإن الإتقان الذي يحبه الله تعالى في العمل يتطلب من الإنسان تحمل المصاعب والمشاق، والصمود لتحقيق أهدافه برغم التحديات، ومواجهة ضغوطات الحياة، وحمل النفس على المكاره والصعوبات، والتغلب على الشهوات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات».

فكل إنسان أيا كان موقعه، عليه أن يشعر بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه وأن يدرك حجمها ا وعدم الاستخفاف بها ،  فالموظف يتحمل في سبيل أداء مهامه أينما كان، والقاضي والطبيب والمهندس، والمعلم والإعلامي وإمام المسجد، والجندي والشرطي، وجميع أصحاب المهن يتحملون المسؤولية في بناء الوطن، وخدمة المجتمع وإسعاد الناس.

والقيام بالمهام الكبيرة بكفاءة واقتدار؛ يبرز معنى تحمل المسؤولية، ولقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نماذج تحتذى في العمل بجد واجتهاد، دون كلل أو ملل، مهما كبر حجم العمل أو ثقله ، قال زيد بن ثابت رضي الله عنه: قال لي أبو بكر رضي الله عنه: يا زيد بن ثابت، إنك غلام شاب عاقل، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن، فاجمعه. قال زيد رضي الله عنه: فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال، ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن. قال زيد رضي الله عنه: فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال. أي أجمعه من جريد النخل والحجارة الرقيقة ومما يحفظه الرجال. فأنجز رضي الله عنه بتحمله عملا جليلا بقي أثره على مر العصور، وتوالي الدهور، وها هو القرآن الكريم نقرأه اليوم في مصحف واحد.

 

أحبتي في الله  كل واحد منا يتحمل مسؤولية يُسأل عنها في الدنيا والآخرة. كل فرد مسؤول عن تصرفاته وأعماله، قال تعالى: ولتُسألُن عما كنتم تعملون. مسؤول عن أقواله، قال تعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ” فالإنسان مسؤول أمام الله تعالى الذي أمره بالعمل وأخبره أن عمله لا يخفى على الله ولا على الناس، فالله تعالى لا تخفى عليه خافية، قال سبحانه: (يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور )أي  انه يعلم مسارقة النظر، وما تستره الضمائر، والإنسان ليس مسؤولاً أمام الله وأمام الناس فقط، بل هو مسؤول أيضاً أمام ضميره، قال تعالى: والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعملون) . فضمير المؤمن يؤنبه ويلومه إن فعل فاحشة وهي الكبيرة، أو ظلم نفسه وهي الصغيرة، فيتذكر نهي الله وعقابه، وعظمته وجلاله، فيبادر إلى التوبة والاستغفار، فالقرآن يضعنا أمام سلطة ثلاثية-كأنه يقول لنا: انظروا في أنفسكم تجدوا محكمة، وانظروا حولكم تجدوا محكمة، وانظروا فوقكم تجدوا محكمة، محكمة الضمير في قلوبكم، ومحكمة البشر من حولكم، ومحكمة السماء من فوقكم، ولكل واحدة منها أمانة في أعناقكم ستحاسبون عليها.
هذه الحقيقة ينبغي أن يضعها كل مسؤول  أمام عينيه، قال نبينا عليه الصلاة والسلام: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته،  الحديث )) ومعنى الراعي الحافظ المؤتمن، ، والإنسان تكون مسؤوليته بقدر السلطة التي يتولاها، وإنك لتعجب وحق لك أن تعجب من الناس وهم يهنئون مسؤولاً على مهمة كبيرة تولاها مع العلم أن هذه الوظائف لا تُعطى لصاحبها ميزة على غيره من الناس، بل هي على العكس من ذلك تزيد من مسؤوليته أمام الله تعالى وأمام الناس.
أحبتي في  الله: لقد  بيَّن الإسلام ما ينبغي أن يكون عليه حالُ من تسند إليه  أمور الناس، فالموظف في أية إدارة مسؤول كأي فرد، ومسؤول كذلك عن مدى إخلاصه في عمله وقيامه بالواجب وفي مقدمة ذلك الإحسان إلى الناس، فنبينا عليه الصلاة والسلام دعا ربه فقال: ((اللهم من ولى من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولى من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به)) فالمسوؤل الذي يُوقع الناس في المشقة بالإساءة إليهم ومنعهم من حقوقهم وتحميلهم ما لا يطيقون يستحق غضب الله تعالى وعقابه. وقد جاء الوعيد الشديد لذاك المسؤول الذي يمتنع عن استقبال الناس، وبالتالي تضييع حقوقهم، قال نبينا عليه الصلاة والسلام: ((من ولاه الله شيئاً من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم، احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره))،

ولتعلم أخي في الله ،  أن الأُمَّة لا تَحْيَا الحياة الكريمة إلاَّ باختِيار أفرادها وخصوصا مسؤوليها أداء الأمانة على أتمها ،  وتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم  بكل صدق وأمانة  ونكران ذات . ولن تسعد  الأمة إلا بتقديم الكفاءات في كل مجالات الحياة ،  وان ينأى كل مسؤول بنفسه عن تغليب المصلحة الخاصة عن المصلحة العامة .وان يكف يده عن المال الحرام وان يتذكر صباح مساء أن الدنيا إلى زوال  وانه ( لا ينفع لا مال ولا بنون إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)

وليتذكر كل مسؤول قلده الله مسؤولية العباد وحمله الأمانة  الجسيمة في هذه البلاد ، فليتذكر موقفه أمام الله يوم القيامة حين سيسأل عن عمله وعن مسؤوليته . وليتذكر قوله تعالى (ولتُسألُن عما كنتم تعملون )  وقوله تعالى في سورة الانعام (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ)

وليعلم كل مسؤول أيا كان منصبه أن المسؤولية تدعوه وتحتم عليه  رعاية الحقوق وحفظ المال العام وخدمة الوطن والمواطن دون تمييز أو محاباة ٬ وتدعوه إلى تحكيم الضمير وعدم اتباع  الأهواء  والشهوات ،  كل واحد في مجال اختصاصه   ،  لأنه إذا مات الضمير انتزعت الأمانة وضاعت الحقوق وتأذى المواطن و الوطن

فالمسئولية أمانة، والأمانة بهذا المعنى شاملة لكل ما استحفظ عليه العبد من حقوق سواء كانت لله أو لخلقه ، وخيانتها من صفات أهل الكفر والنفاق ، ولنعلم انه ما ضاعت أمة ولا هلك مجتمع إلا حينما تغافل الناس ، وتركوا مبدأ القيام بالمسؤوليات المجتمعية وتعالت فيهم المصلحة الخاصة  والأنانية . ولنتذكر أيضا أن الإخلال بالمسؤولية يزعزع القيم الأخلاقية وينشر السلبية داخل المجتمع وبين أفراده  مما يؤدي إلى حالات من الاحتقان والحقد والتوتر والإحباط واليأس من الإصلاح،  ويضعف الولاء الصادق للأمة والوطن ويهدد الترابط الأخلاقي والامن والاستقرار ، وقيم المجتمع الحميدة المستقرة فعن عدي بن عميرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه ، فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة ” أخرجه أحمد بسند حسن .

 

أحبتي في الله ،  اعلموا رعاكم الله أن قيام الإنسان بواجب مسؤوليته تجاه مجتمعه إنما هو عبادة  يتوجه بها إلى الله تعالى قبل كل شئ،  فهي صورة من صور الأمانة التي أمر بها الشرع الحنيف وحذر من خطر خيانتها أو الإخلال بها ، حتى تسوده روح الألفة والمودة ، والرحمة والتعاون ، والتكاتف والتكافل وغيرها من القيم الخلقية والإنسانية التي تحقق الخير للفرد والمجتمع وهذا من صفات المجتمع المسلم  ، قال صلى الله عليه وسلم (إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) وشبك أصابعه .

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله المتفرد بالملك والخلق والتدبير، يعطي ويمنع وهو على كل شيء قدير، له الحكم وله الأمر وهو العليم الخبير، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه وهو اللطيف القدير. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تنجي قائلها صادقًا من قلبه من أهوال يوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صاحب الشفاعة، ولا يدخل الجنة إلا من أطاعه، سيد الأولين والآخرين، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين، ومن سار على دربهم، واقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

احبتي في الله  ايها المؤمنون ،  إن أغلى ما يملك المرء الدين والوطن، وما من إنسان إلا ويعتز بوطنه؛ لأنه مهد صباه ومدرج خطاه ومرتع طفولته، وملجأ كهولته، ومنبع ذكرياته، وموطن آبائه وأجداده، ومأوى أبنائه وأحفاده، فحتى الحيوانات لا ترضى بغير وطنها بديلاً، ومن أجله تضحي بكل غالٍ ونفيس، فارتباط الإنسان بوطنه وبلده مسألة متأصلة في النفس، والوطن نعمة من الله على الفرد والمجتمع، ومحبة الوطن طبيعة طبع الله النفوس عليها، ولا يخرج الإنسان من وطنه إلا إذا اضطرته أمور للخروج منه، كما حصل لنبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- عندما أخرجه الذين كفروا من مكة، قال تعالى: (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة: 40].

فالمسلم الحقيقي يكون وفيًّا أعظم ما يكون الوفاء لوطنه، محبًّا أشد ما يكون الحب له، مستعدًا للتضحية دائمًا في سبيله بنفسه ونفيسة، ،فحبه لوطنه حب طبيعي مفطور عليه، حب أجل وأسمى من أن ترتقي إليه شبهة أو شك، حب تدعو إليه الفطرة، وترحب به العقيدة، وتؤيده السنة، وتجمع عليه خيار الأمة.

وحب الوطن  ليس باللسان فقط انما هو اقتناع ويقين ،

فحب الوطن يظهر في احترام أنظمته وقوانينه، وفي التشبث بكل ما يؤدي إلى وحدته وقوته،

حب الوطن يظهر في قيام كل فرد بمسؤولياته الملقاة على عاتقه بكل صدق وأمانة، وفي خدمة الصالح العام ، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة .

حب الوطن يظهر في المحافظة على منشآته ومنجزاته، وفي الاهتمام بنظافته وجماله.

حب الوطن هو أن لا يعتلي المسؤول الكرسي لأجل تحقيق مآربه الخاصة ولو على حساب مصلحة المواطنين .

حب الوطن هو أن لا يكون المنصب أداة للاغتناء السريع واللامشروع  .

حب الوطن يظهر في إخلاص العامل في مصنعه، والموظف في إدارته، والمعلم في مدرسته.

حب الوطن يظهر في إخلاص أصحاب المناصب والمسؤولين فيما تحت أيديهم من مسؤوليات وأمانات.

حب الوطن يظهر في المحافظة على أموال الوطن  وثرواته.

حب الوطن يظهر في تحقيق العدل ونشر الخير والقيام بمصالح العباد كلٌّ حسب مسؤوليته وموقعه.

حب الوطن يظهر في المحافظة على أمنه واستقراره والدفاع عنه والدود عن حدوده في الداخل والخارج.

حب الوطن يظهر في اعتزاز المغربي  بمغربيته وانتماءه لهذا الوطن وتمثيله في الخارج أحسن تمثيل  ورفع رايته في كل المنتديات .

حب الوطن يظهر في تربية أبناءنا على نكران الذات وتذكيرهم  بفضل الوطن .

حب الوطن يظهر بنشر القيم والأخلاق الفاضلة ، ونشر روح التسامح والمحبة والأخوة بين الجميع.

حب الوطن يظهر في  تحقيق مبدأ الأخوة الإيمانية في نفوسنا، ونبذ أسباب الفرقة والخلاف والتمزق، .

حب الوطن أن نقيم شرع الله في واقع حياتنا وسلوكنا ومعاملاتنا، ففيه الضمان لحياة سعيدة وآخرة طيبة؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”. .فاللهم ألف على الخير قلوبنا، واجمع ما تفرق من أمرنا.وأصلح ذات بيننا.

هذا؛ وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك نبينا محمد الحبيب المُصطفى، والنبي المُجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين

 

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، ، وأذِلَّ الشرك والمشركين، واخذُل الطغاة والظلَمة وسائر أعداء الملَّة والدين. اللهم آمِنَّا في أوطاننا،  واجعل اللهم ولايتَنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين.

اللهم وفق ملك البلاد أمير المؤمنين محمد السادس لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر

والتقوى، وأعِزَّه بطاعتك، وأعلِ به كلمتك، واجعله نُصرةً للإسلام والمسلمين، وألبِسه لباسَ الصحةِ والعافية، وأمِدَّ في عُمره على طاعتك، واجمَع به كلمةَ المسلمين على الحق والهُدى يا رب العالمين.اللهم كن له معينا ونصيرا وأعنه وانصره على أعدائه وأعداء المغرب

وأحفظه اللهم في ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن وشد أزره بأخيـــــــه المولى رشيد وسائر الأسرة العلوية  المجيدة وأيِّده بالحق وارزقه البطانة الصالحة يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم وفِّقنا للتوبة والإنابة، وافتح لنا أبوابَ القبول والإجابة، اللهم تقبَّل طاعاتنا ودعاءَنا، وأصلِح أعمالنا، وكفِّر عنا سيئاتنا، وتُب علينا، واغفر لنا، وارحمنا يا أرحم الراحمين.اللهم إنا خلقٌ من خلقك، فلا تمنَع عنا بذنوبنا فضلَك.

عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [يونس: 85]، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار [البقرة:201].سبحان ربك ربِّ العزة عما يصِفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *